تعد عملية التعدين من أهم الملفات الاقتصادية الشائكة المليئة بمخاوف المستثمرين، والتعدين هو كل العمليات التى تؤدى إلى استخراج خام ذى قيمة اقتصادية عالية ولكنه دوما يرتبط بالمخاطر.
يقول الدكتور محمد إمام، الخبير الجيولوجى، إن المخاطرة فى التعدين لها مستويات تعتمد على نوع الخام وقيمته الاقتصادية وكيفية تواجده فى الطبيعة.
وأوضح لـ'أهل مصر' أن التعدين السطحى المكشوف هو أقل أنواع التعدين مخاطرةً، بسبب سهولة رؤية الخام مكشوفا فوق سطح الأرض مثل تعدين الحجر الجيرى بأنواعه المختلفة ومثل تعدين رمال الزجاج البيضاء.
وأكد أن الخامات التى لها فقط مكاشف سطحية كشواهد للتواجد ومعظمها تحت سطح الأرض فيمكن أن يكون متوسط المخاطرة، لأنك لا ترى معظم الخام فهو يحتاج لدراسات وبرنامج استكشاف له تكلفة كأن تستخدم الجيوفيزياء أو تستخدم الحفر اللبى الغير عميق ثم الجيوكيمياء.
وأضاف الخبير الجيولوجى أن المخاطرة تكمن فى الخام المتواجد كلية تحت سطح الارض وباعماق كبيرة، حيث تحتاج لدراسات اكثر كلفةً لمعرفة مواصفات هذا الخام واحتياطياته وبالتالى دراسة العائد.
وأكد أن تعدين الذهب يمثل الأكثر مخاطرة وله مستويات من المخاطرة طبقاً لمستوى المشروع وطاقة المستثمر وقدرته المالية والفنية، بداية من التعدين العشوائى وحتى نصل إلى المشروع الكبير مرورا بما يعرف بمستويات المخاطرة.
وأوضح أن المخاطرة بتعدين الذهب تكمن فى تكلفة برنامج الاستكشاف بجميع مراحله المختلفة وتكاليفه حتى تصل إلى قياس الاحتياطى، وكلمة قياس الاحتياطى كلمة قد تصل تكلفتها فى بعض المشاريع الكبيرة الى ٩٠ مليون دولار لما فيها من الاف الامتار الطولية للحفر اللبى و تجهيز الاف الاف العينات الناتجة من هذا الحفر و تحليلها طبقا للاكواد العالمية، موضحاً أن المخاطرة هنا تتمثل فى بعد كل هذه التكلفة الاجبارية قد تكون النتيجة وجود احتياطى من الذهب غير اقتصادى لا يصلح للاستخراج و الإنتاج، وهنا تكون كل مبالغ التكلفة قد ضاعت مما يمثل خسارة رهيبة على المستثمر.