يشهد العالم منذ عقد مضى حركة متسارعة نحو التحول الرقمي في جميع المجالات، وفي مجال المال بدأ ظهور العملة الإفتراضية منذ عدة سنوات قليلة ويتم الآن التعامل بها جنبا إلى جنب مع العملات التقليدية وهى عملة "البيتكوين" تلك العملة الافتراضية التي تُعرف أيضاً بالعملة الرقمية أو النقود الإلكترونية.
يقول د.محمد عبد الهادى الخبير المصرفي والاقتصادي، إن البيتكوين عملة افتراضية مشفرة لا مركزية يتم تداولها عبر منصات إلكترونية ويتم تداولها من خلال برنامج بلوك تشين ولا يوجد لها وجود خارج نطاق الإنترنت، مضيفًا أنه يتم إجراء المعاملات بين كافة الأطراف في العالم دون وجود أي وسيط بين العمليات ( شراء أو بيع او تعدين ) وتم إنشاءها سنة 2009 أي بعد الأزمة العالمية الأمريكية 2008 ومع ارتفاع سعرها واهتمام العالم بسوق العملات الرقمية ارتفع الطلب على العرض ومع كافة الأزمات العالمية ترتفع قيمة العملة الرقمية والإقبال يتزايد عليها إلى أن ارتفع سعرها إلى 41000 دولار ومع جائحة كورونا وعدم وجود منافذ استثمارية تبدأ مرحلة صعود لتلك العملة الرقمية خاصة أن معظم الدول بدأت تعترف بتلك العملة مثل الإقبال عليها من قبل الصينيين.
وأوضح الخبير المصرفي فى تصريحه لـ "أهل مصر" أن هناك أسباب منعت المشرع المصري من التعامل بالبيتكوين وهى إنها عملة افتراضية ليس لها غطاء نقدي مثل باقي العملات التي لها غطاء من الذهب أو احتياطي ذهبي، كما أن كافة العملات ملموسة وتتبع هيئة تنظيمية ومركزية وعمليات رقابية، بالإضافة إلى عدم خضوعها للحكومات وبالتالي فإنها تتهم بأنها تمول عمليات ارهابيه أو مخدرات أو غسيل أموال ، ولذلك لابد من خضوعها لإشراف الدول التي تعاني من مشاكل في الاحتياطي الأجنبي والحرص بعدم خروج عملات اجنبيه تؤثر علي الاحتياطي، فضلا عن التخوف من ضياع أموال المستثمرين نتيجة لعدم التحكم في سلوك تلك العملة الافتراضية في حالة انخفاضها بطريقة عالية المخاطر.
وأشار الخبير المصرفي، إلى قيام عدة دول عربية وأجنبية بتحذير المستثمرين خاصة بإنجلترا من التعامل بالعملة البتكوين وأنهم قد تعرضهم إلى خسارة كافة أموالهم في الاستمرار بالتعامل بتلك العملة، ويوجد بعض الدول مثل الإمارات والسعودية تبحث من الناحية الشرعية بعمل عملة رقمية لها غطاء نقدي.
مضيفا أن تلك العملة فرضت وجودها في العالم لسرعة انتقال الأموال حول العالم دون وجود وسيط يقلل من انتقال العملة وأصبح فرض واقعي لأن أغلب دول العالم بدأت بالاعتراف بالعملات الرقمية وثوره التحول الرقمي العالمي، وبما تتميز بها العمله من سرية التعامل بين المتعاملين عليها ولكن هي بالفعل تحتاج إلي وقت كبير خاصة بالنسبة للدول التي تخضع أنظمتها المحافظة على عملتها وكذلك الناحية الشرعية بالتعامل بتلك العملة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
