قال رمزي الجرم، خبير اقتصادي، إن مصر تربعت على عرش أكبر الدول الأفريقية جذباً للاستثمار الأجنبي المباشر، بعد أن حافظت على صادراتها للعام الثالث على التوالي على هذا المركز، وحلت مصر، محل جنوب أفريقيا، لتأتي الأخيرة في المركز الثاني، يليها الكونغو ثم تنزانيا و إثيوبيا، وذلك بفضل سياسات الإصلاح الاقتصادي التي تبنتها الحكومة المصرية، والذي جعلتها بيئة مواتية للمزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تستحوذ أكثر من 20٪ من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في القارة في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والعقارات، في ظل انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في شمال افريقيا بسبب الأزمات المالية، بمعدل 11٪، ظلت مصر الوحيدة التي ارتفعت قيمة تدفقات الاستثمار الأجنبي بشكل أكبر.
وأضاف "الجرم" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه من مُنطلق موقع مصر الاستراتيجي، وباعتبارها بوابة أوروبا للقارة السمراء، سيكون هناك عائدات ضخمة في الفترة القليلة القادمة، من خلال استغلال مصر لموقعها المتميز وقدرتها على زيادة الطاقة التصديرية الموجهة للدول الأفريقية، وعلى قائمة ذلك مشاريع الربط الكهربائي والسلع الغذائية والغاز.
وأوضح أن الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا؛ لم تعد يقتصر على نيجيريا ومصر وجنوب أفريقيا وغانا فقط، بل امتد ذلك إلى دول عديدة في أفريقيا، أهمها: تنزانيا وموريتانيا وأنجولا والكونغو وموزمبيق وساحل العاج، وهذا ما يفسر تضاعف الاستثمارات في إفريقيا بنحو خمس مرات من عام 2000، وما يدعم ذلك، وجود سوق ضخم قوامه نحو مليار نسمة، وطبقة وسطى تنمو بشكل مضطرد، وتتغير عاداتها الاستهلاكية بوتيرة متسارعة، وبما يخلق فرصاً هائلة للمستثمرين الدوليين في كافة المجالات.
وتابع أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة لأفريقيا في مجال التعدين وصلت 90 مليار دولار، وتحتل الصين وبريطانيا وفرنسا مكان الصدارة، حيث تستثمر بريطانيا نحو 30 مليار دولار، على نحو 437 مشروع استثماري في أفريقيا، بينما تستثمر فرنسا ماقيمته 30 مليار دولار على نحو 141 مشروع استثماري، على حين تستثمر الصين نحو 21 مليار دولار على نحو 49 مشروع استثماري، بالاضافة إلى الاستثمار في مجال الاتصالات والصناعات الغذائية والمولات التجارية والتي تجاوز حاجز 58 مليار دولار.
وأكد، أنه على الرغم من وجود ثماني دول أفريقية تعاني من صراعات مسلحة، فضلاً عن وجود نحو 17 دولة أفريقية هي الافقر عالميا من 20 دولة أشد فقرا على مستوى العالم، ورغم ما تعانيه كثير من دول القارة الأفريقية من مشاكل متعلقة بالبنية التحتية والفساد؛ إلا أن أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، الصين والولايات المتحدة الأمريكية، تتنافسا على الاستثمار في أفريقيا، باعتباره سوق استثماري واعد، بسبب انخفاض تكلفة العمالة وغيرها من التكاليف الثابتة بالمقارنة بأسيا، ولكن حُسمت المعركة لصالح الصين، باستثمارات قدرها 200 مليار دولار، وبما يمثل ضعف استثمارات الولايات المتحدة في دول القارة، والتي تقدر بنحو 100 مليار دولار.
وتابع، أنه لم يقتصر الأمر على هاتين الدولتين؛ ولكن نجد الهند وبريطانيا وفرنسا وكثير من دول العالم الأخرى، تتجه نحو الاستثمار في أفريقيا بشكل متزايد، في ظل وجود تحسينات في التشريعات والقوانين التي تحمي وتكفل الاستثمارات الاجنبية المباشرة، حيث تجد كثير من البلدان، وبصفة خاصة الصين، أن الاستثمار في أفريقيا رغم انه محاط بمخاطر مرتفعة؛ إلا أن العائد الكبير لتلك الاستثمارات، تُبرر الإتجاه بقوة نحو الاستثمار في تلك المنطقة الحيوية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
