يعد الغاز الطبيعي من أهم الملفات التي عملت الدولة المصرية عليها من خلال تنفيذ خطط استراتيجية قوية لتتبوأ مصر مقعدا هاماً بين الدول.
تحالفات عربية وخطوط الغاز العربي
قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن مصر لديها خطين هما خط الغاز العربي1 وخط الغاز العربي 2، وتم إنشاء خط الغاز العربي 1 أو التفكير فيه 1997/1998 في توقيت الوزير الأسبق المهندس حمدي البمبي، وكانت الدراسة على تجميع الغاز بدلا من حرقه بمناطق الصحراء الغربية وعندما تم اكتشاف الغاز بالمتوسط مما جعل هناك اتجاه للتفكير في وجود تصريف للغاز بدلا من حرقه بالصحراء الغربية، ومن هنا تم التفكير في إقامة خط غاز بالشراكة مع الأردن والشركات الأجنبية سواء الإيطالية والبريطانية والفرنسية وكان هناك دراسة كاملة لتصدير هذا الغاز إلى أوروبا، وكان أولى الدول تعاقدا مع مصر هى دولة رومانيا.
وأوضح القليوبى في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، أن الدراسة بدأت بأن الخط يقوم بتجميع الغاز الطبيعي من خلال مجمعين الغاز الطبيعي مجمع الغاز بشمال شرق بورسعيد، حيث يشمل كل مناطق الإنتاج من منطقة دلتا النيل وكل الأرصفة البحرية بالمتوسط، بالإضافة إلى مجمع الغاز الثاني وهو مجمع غاز الصحراء الغربية ويشمل كل الغاز الذي يأتي من الآبار من شركات خالدة و عجيبة للبترول وشركات الصحراء الغربية وبدر الدين للبترول.
وتابع، أن مجمع بورسعيد يصل حجم الاستيعاب به إلى أكثر من 3.3مليار قدم مكعب غاز يومى، مجمع الصحراء الغربية يشمل قدرات استيعابية تصل إلى 1.7مليار قدم مكعب غاز يوميا، والنقطتين يلتقوا بمنطقة الجميل ومن هناك خط بطول 167 كيلو في غرب القناة يصل إلى منطقة شمال سيناء ويتجمع بمنطقة رمانة بالعريش ومن قرية رمانة بالعريش بطول 250كيلو يصل إلى أول نقطة مع الحدود الاردنية إلى خليج العقبة 'خط الغاز العربي 1، وق تم الانتهاء منه 2003 وتم ضخ كميات بالتعاقد مع شركة فجر الاردنية إلى الأردن بكمية تصل إلى 250مليون قدم متر مكعب غاز يوميا، هناك خط العريش عسقلان لدعم الجانب الإسرائيلي وكان حجم الضخ يصل إلى حوالى 500 مليون قدم مكعب غاز يوميا لدعم شركة معاريف الكهربائية في اسدود، ويصل طول خط العريش عسقلان 93 كيلو متر تحت مياه المتوسط من أمام شواطىء العريش تحت المياه إلى منطقة ميناء عسقلان بالمتوسط وميناء اسدود ومنه إلى داخل بعض المستعمرات الإسرائيلية ومنها أيضا دعم شبكة الكهرباء في اسدود والتي تنتج كهرباء لإسرائيل، وقد بدأ الضخ لإسرائيل 2003وكان حجم الضخ 500مليون قدم مكعب غاز يومى.
وأضاف القليوبي، إن خط الغاز العربى 2، يبدا من 15 كيلو غاطس بمياه خليج العقبة ومن غاطس مياه العقبة إلى أول نقطة التقاء على الحدود الأردنية وهي محطة كهرباء العقبة ومنها إلى منطقة عمان داخل الأردن بطول يصل حوالي 319 كيلو تصل إلى منطقة البيضاء ثم 24 كيلو إلى منطقة الرحاب ثم 30 كيلو إلى الحدود السورية.وأكمل أنه يبدأ من الحدود السورية نقطة الالتقاء عند بئر علي ثم بير الزور ومن بير الزور إلى منطقة دمشق ومن دمشق هناك خط يدخل إلى سوريا وهو خط دمشق دمياس بطول 65 كيلو ومن منطقة دمشق خط ما بين دمشق إلى حمص بطول 319كيلو ثم من حمص تدخل إلى طرابلس بلبنان ومن حمص إلى منطقة الريان ومن الريان يبدا الضخ إلى ارزكان وهي أول نقطة مع الحدود التركية.
وأشار إلى أن خط الغاز العربي 2 ابتداء من الحدود الاردنية حتى الوصول إلى لبنان وتركيا تم الانتهاء منه 2009 وتم اختباره طبقا للمعايير والقدرات واودى إلى هناك كمية ضخ بسيطة في هذا الخط ولكن لولا وجود نقص في إمدادات الغاز بمصر في هذا التوقيت وبدات مصر تعانى من مشكلات الكهرباء فتوقف الخط منذ 2010 حتى وقتنا الحالى.
تأثير البنية التحتية المصرية وأكد أن خط الغاز العربي هو فعل مصري قديم ناتج من بنية تحتية مصرية قوية ولكن القيادة السياسية الحالية أرادت أن يكون لدى مصر قيمة مضافة من الغاز، حيث إن مصر تستهدف أن يكون لديها شبكة ارضية تذهب إلى الدول التي لديها احتياطيات الغاز بالمتوسط ولديها أيضا خطط تنممية وتطوير ومستقبل لبيع الغاز، إذا تم عملية الإنتاج من هذه الدول وهم فلسطين، إسرائيل، لبنان، سوريا، ودول الغربية ليبيا أو الكتلة الاوربية في كلا من اليونان وقبرص.
خط مصري قبرصى جديدوأشار إلى أن مصر لديها الآن خط يتم بناؤه مع الجانب القبرصي وإسرائيل والاردن وأيضا خط الغاز العربي 2 التى يصل إلى تركيا لديها كل الأليات التي تجعلها دولة محورية لتكون دولة تستقبل تداول وتصنيع ما يخص الطاقة، لديها في دعم لبنان 3 أمور وهم دعم لبنان والحفاظ على اقتصاد لبنان المتهاوى ومن أهمها الكهرباء والذي يؤثر على العمق الأمني والاقتصادى للبنان، أيضا احتياج لبنان للغاز الطبيعى وهذا يعني أن القرار السياسي المصري هو قرار يدعم الاقتصاد اللبناني.
مصر تصنع مستقبل الغاز على الشواطى اللبنانية
وأكد أن مصر تسعى بأن يكون هناك مستقبل أمام عملية إنتاج الغاز أمام الشواطىء اللبنانية شمال لبنان ووسط وجنوب لبنان، وبالتالي سيكون خط الغاز العربي هو أداة لعمليات البيع المباشر وتوصيل الغاز وبيعه إلى مصر أو الاستخدام في السوق المحلي أو إعادة تسييله وتصديره.
وتابع أن الغاز المصر يحمى الاقتصاد اللبناني ومستقبلا سيكون أداة حماية لكل البلدان العربية، فضلا عن أن مصر لا تسعى إلى بيع الغاز مباشرة بل تسعى إلى بيع الغاز بالصناعات الملحقة بالغاز والقيمة المضافة.
وأوضح أن حجم إنتاج الغاز بمصر يصل إلى 7.3مليار قدم مكعب غاز يومى والشبكة المصرية تستطيع استقبال هذا الرقم مضاعف لـ14مليار.
وان هناك خطط استراتيجية لبدء عمليات البحث والتنقيب بمنطقة غرب المتوسط وتم إرساء عدد من العقود على عدد من أكثر من 4 الشركات منها شركات امريكية وكندية وإماراتية وأوربية.