قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن جولة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الخليجية التي بدأت بسلطنة عمان، وتشمل الإمارات، و قطر، والبحرين، والكويت، تستهدف 10 أهداف استراتيجية أهمها وضع خارطة لأمن واستقرار المنطقة اقتصاديا وسياسيا خلال المرحلة المقبلة، وبناء علاقة اقتصادية قوية بين دول مجلس التعاون الخليجي والتعامل بجدية وفعالية مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وتنمية العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودول المجلس كل علي حدة ومجتمعين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مذكرات تفاهم بمليارات الدولارات
وأوضح الديب، أن جولة الأمير محمد بن سلمان تتضمن توحيد المواقف تجاه مختلف القضايا السياسية الإقليمية والدولية والإعتماد على الذات الخليجية في مواجهة أي تقلبات دولية والدفع بالشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب وفق رؤية المملكة 2030 ، فضلا عن عقد اتفاقات ومذكرات تفاهم في مختلف الميادين بمليارات الدولارات في مختلف القطاعات الاقتصادية كالتجارة والاستثمار والأمن والدفاع والطاقة والاتصالات والاقتصاد الرقمي.
وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات، أن من أهداف الجولة الاستراتيجية أيضا التأكيد على مبادئ حسن الجوار وحماية المنطقة من كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، من خلال المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وبحث التطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة والوضع في سوريا وليبيا ومستجدات القضية الفلسطينية، وإطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل الإستثمارات وإقامة مناطق صناعية مختلفة، والشراكة في مجالات الأمن الغذائي والأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة، وتعزيز مكانة المجلس الإقليمية والدولية كصوت للسلام والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف.
القمة الخليجية الثانية والأربعين
وقال الديب: إن توقيت الجولة مهم للغاية حيث تأتي قبيل انعقاد القمة الخليجية الثانية والأربعين لدول مجلس التعاون التي تحتضنها الرياض منتصف الشهر الجاري، وهي الأولى لولي العهد بعد القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا في يناير الماضي وتهدف لتحقيق تطلعات وآمال الشعوب الخليجية والتخطيط لمستقبل أكثر ازدهارا انطلاقاً من العلاقات التاريخية الممتدة بين دول وشعوب مجلس التعاون وتعزيزاً لأواصر المودة والمحبة حاصة وأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود استبق زيارة ولي العهد بإرسال رسائل خطية إلى عدد من زعماء دول الخليج نقلها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
وأشار مستشار المركز العربي للدراسات إلي أن الجولة تأتي وسط تغيرات تتعلق بالملف الإيراني والمفاوضات الجارية مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، لذا تري المملكة إعادة توحيد الصف الخليجي، ضمن موقف سياسي موحد ورؤية استراتيجية ثابتة لمواجهة التطورات والترتيبات الإقليمية المتعلقة بها ضمن مساعي المملكة لتكوين موقف عربي موحد من أجل تنسيق المواقف ومناقشة القضايا والتحديات المشتركة.