يعد قطاع التعدين من أهم القطاعات الاقتصادية حيث تحظى مصر بكثير من الكنوز المدفونة، وتتنوع بها المعادن المختلفة، وتعمل الدولة على الاهتمام بهذا الملف لتجعل منها صناعة القيمة المضافة.
الصحراء الغربية كنزا للثروات الطبيعية
ويرى د. حسن بخيت الخبير الجيولوجي، أن الصحراء الغربية بمصر تعتبر كنزا استراتيجيا لكثير من الثروات الطبيعية منها الثروة المعدنية مثل الفوسفات والحديد والبوتاسيوم والليثيوم واليورانيوم والذهب والفضة والنحاس والجبس والباريت والبنتونيت والحجر الجيرى والطفلة، ومنها الثروات الطبيعية مثل الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية من الينابيع الحارة والأملاح، كما تحتوى الصحراء الغربية على محميات طبيعية خلابة مثل االصحراء البيضاء وجبال الكرستال وبعض مواقع النيازك وكذلك مجارى الأنهار القديمة ومخزون هائل من المياه الجوفية ومواقع مميزة للآثار القديمة.
وأضاف أن صحراء مصر الغربية، غنية بمنجم الطاقة الشمسية وهذا يحتاج الى ارادة وادارة ومعرفة وتقنيات وتمويل لتوليد هذه الطاقة، موضحا أن الطاقة الشمسية إحدى البدائل الممكنة لتغطية الطلب على الطاقة بكافة أشكالها وتحقق الاستهلاك الآمن والمستدام لموارد مصر من البترول والغاز الطبيعي وتساهم في الحفاظ على البيئة.
وأشار إلى أن الحجر الرملي يعتبر من أكثر الصخور انتشارا بمصر و يقتصر على استخراج بعض الألواح الخاصة بتجليد بعض حوائط جدران المنازل وليس له سوق كبير مثل الحجر الجيرى والطفلة والدولوميت.
ولفت إلى أن الليثيوم كغيره من العناصر النادرة في صفاته الطبيعية فهو يعتبر من أخف العناصر حيث تصل كثافته إلى 0.53 بالإضافة إلى كبر سعته الحرارية وقدرته الكبيرة على التفاعل لتكوين سبائك وهذه الصفات أهلته للعديد من الاستخدامات لعل أبرزها فى الفترة الأخيرة استخدامه فى بطاريات قابلة لإعادة الشحن التى تستخدم على نطاق واسع فى أجهزة الموبايل والكمبيوتر واللاب توب بالإضافة إلى السيارات الكهربية كما أنه يدخل فى صناعات السيراميك والزجاج والصناعات الكيميائية والكهربائية والطبية بالإضافة إلى الأنشطه النووية، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الكنوز التي تحظى بها مصر إذا تم استثمارها ستصل إلي العالمية.
مشاركة عالمية ومحلية غير مسبوقة فى مجال تعدين الذهب
وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، أكد أن قطاع التعدين في مصر يجني ثمار ما تم تطبيقه من إصلاحات، مشيرا إلي نجاح المزايدة العالمية الأولى التي تم إطلاقها عام 2020 في جذب مشاركة عالمية ومحلية غير مسبوقة فى مجال تعدين الذهب بالصحراء الشرقية والبحر الأحمر بالرغم من التحديات العالمية لجائحة كورونا، لافتا إلى أن هذه النتائج الإيجابية شجعت على طرح مزايدة ثانية للذهب.
وقد شهد قطاع التعدين عدد من النجاحات خلال 2021، حيث تم التوقيع على 25 عقداً للبحث والتنقيب عن الذهب لشركات أجنبية ومصرية (7 شركات عالمية و4 شركات مصرية) فى 75 قطاعاً بالصحراء الشرقية مع الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وذلك بعد الإعلان عن نتائج مزايدة الذهب (الجولة الأولى)، وتقدر إجمالى الاستثمارات بنحو 57 مليون دولار.
كما تم طرح جولة ثانية من المزايدة وتلقى العروض وجارى التقييم للترسية على الشركات الفائزة ، كما تم طرح مزايدة عالمية جديدة للبحث عن الخامات التعدينية والمعادن المصاحبة (الحديد والفوسفات والنحاس والرمال البيضاء والفلسبار وأملاح البوتاسيوم والرصاص والزنك والكاولين وطمى بحيرة ناصر)، بمعايير تقييم مستحدثة تتضمن مدى ما يحققه المستثمر من قيمة مضافة من خلال العمليات التصنيعية والتحويلية للمعادن المستخرجة بدلاً من تصديرها في صورتها الخام، وشهدت المزايدة إقبالاً كبيراً من المستثمرين.
وتم تأسيس شركة ايقات لمناجم الذهب والإعلان عن بدء تنفيذ خطة طموحة للإنتاج المبكر من الكشف التجارى للذهب بمنطقة ايقات بالصحراء الشرقية، وتم الإعلان عن إطلاق خطة طموح لبدء الإنتاج المبكر من الكشف التجارى للذهب فى منطقة إيقات بصحراء مصر الشرقية خلال الفترة القادمة فى ظل الاحتمالات المرتفعة لنسبة استخلاص ذهب الاكتشاف، حيث يبلغ متوسط تركيز الذهب 5ر1 جرام فى الطن، ويعد الكشف الذى تحقق بمنطقة إيقات واعداً، ويبشر بنتائج إيجابية تزيد من إنتاج مصر من الذهب، فى ظل وجود احتياطى يقدر بأكثر من مليون أوقية من الذهب بحد أدنى، وبإجمالى استثمارات تتجاوز حاجز المليار دولار، كما يعد نتاجاً لاستثمار مصري خالص في مجال التنقيب عن الذهب واستغلاله من خلال شركة شلاتين المصرية والتى تشهد شراكة ناجحة وتعاوناً مثمراً بين عدد من قطاعات الدولة .
وتم إطلاق المرحلة الأخيرة من برنامج تدريب العاملين بالثروة المعدنية ضمن البرنامج التدريبى الشامل والذى أطلقه وزير البترول والثروة المعدنية في أبريل 2019 حيث تم تصميمه للمتدربين ويستفيد منه العاملين بالهيئة المصرية العامة للثروة المعدنيةً على مراحل من مختلف التخصصات.
كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد القومى لعلوم والبحار والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية بهدف الاستفادة من إمكانيات المعهد في الكشف والبحث والتنقيب عن الثروات التعدينية بالمياه الإقليمية البحرية والبحيرات المصرية، وذلك طبقاً للإمكانيات المتاحة لدى الطرفين بغرض خدمة متطلبات وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة التعليم العالى والبحث العلمى بما يدعم مشروعات وخطط الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وتطوير الأبحاث والدراسات العلمية وكذلك تعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية.
وتم بيع حوالى 469 ألف أوقية ذهب وفضة من منجم السكرى خلال عام 2021، وبلغت إجمالى قيمة مبيعاتهم حوالي 748 مليون دولار، كما تبلغ قيمة الإتاوة المستحقة (3%) حوالى 22.4 مليون دولار.
وتم أيضا توقيع بروتوكول للتعاون بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وجهاز شئون البيئة، بهدف تنظيم إجراءات الحصول على الموافقات البيئية لأنشطة البحث والتعدين.
وتم كذلك الانتهاء من اتفاق التسوية وإنهاء الدعوة التحكيمية المقامة من شركة تنتالم ايجيبت وذلك بعد مباحثات ومفاوضات بين الشركة وممثلين من الوزارة وهيئة الثروة المعدنية.