حذر محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية، التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية، بجامعة الدول العربية، من ادخار الدولار واليورو.
وقال: "لا أحد يدري كيف ستكون الأوضاع غدا"، موصيا بأن يكون الادخار بمجموعة من العملات، ومنها اليوان الصيني، والذهب، أو الأصول العقارية.
وتوقع عبد الوهاب أن تشهد سوق المال المصرية، إقبالا من المستثمرين العرب خلال الفترة المقبلة، نظرا لاضطرابات في الأسواق الأوروبية، كما أن أسعار الأسهم مغرية للاستثمار نتيجة لانخفاضها الشديد.
وأشار إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واتخاذ الدولار كعملة عالمية، بعد قمة بريتون وودز، في يوليو 1944، وبعدها فى السبعينيات حيث قرار فك ارتباط الدولار بالذهب، واعتماد الدولار فقط، كعملة لتبادل النفط في العالم، أعقب ذلك سيطرة على الاقتصاد العالمي، في ظل مبالغة من قبل البنك الفيدرالي في طباعة تلك الورقة الخضراء، حتى بلغ في 10 فبراير عام 2021 مقدار الدولار المتداول في الأسواق 2.1 تريليون دولار منها 2.05 تريليون على هيئة أوراق الاحتياطي الفيدرالي، والباقى عبارة عملات معدنية وأوراق بنكية أقدم.
وأرجع عبد الوهاب، حالة الضعف التى يعيشها العالم اليوم/ إلى المغالاة في احتساب القوة وعدم مراعاة باقي دول العالم، ومدى تأثرها بحركة الدولار وطباعته، وقرارات الفيدرالي على باقي الاقتصاديات، وكل ما كان يهم هو مصلحة الولايات المتحدة فقط .
واستطرد عبد الوهاب: "لكن ما كان مقبولا بالأمس أصبح اليوم غير مقبول فالعالم اليوم انقسم على امريكا حتى الأوروبيين يرفضون سياسة القطيعة الكبرى لأن روسيا تمدهم بأكثر من 40% من استهلاكهم من الغاز والمواد الخام التى تدخل فى كافة صناعاتهم" .
ولفت عبد الوهاب إلى أنه اليوم لأول مره بدأنا نسمع عن محاولات هنا وهناك لاعتماد عملات جديدة فى التبادل التجارى بين الدول مثل اليوان الصينى الذى تسعى أكبر الدول المصدرة للنفط فك ارتباط البترودولار إلى سلة من العملات منها اليوان الصينى .
وأوضح أنه لايمكن إغفال أن لصين هى أكبر سوق للنفط فى العالم والسعودية وهى ثانى أكبر مصدر للنفط فى العالم يتباحثان حول آلية لربط النفط باليوان حسب ما صرحت به العديد من المواقع ومن قبلهما كانت روسيا والهند، فاليوم تتشكل قوى اقتصادية جديده ولا ننسى أيضا الظهور القوى للعملات الرقمية المشفرة.
وشدد المحلل الاقتصادي، على أنه منذ استصدار قرار ايقاف روسيا عن استخدام نظام سويفت المالى العالمى وهى ثانى أكبر مستخدم فى العالم بعد الولايات المتحدة والدول المنافسه الأخرى جميعها تضع نفسها محل روسيا ماذا لو انقلبت علينا الولايات المتحدة هل سيتحمل اقتصادنا مثل الاقتصاد الروسى المكتفى ذاتيا وصاحب الفائض فى الميزان التجارى والدولة الأقل ديونا فى العالم؟.
وأكد عبد الوهاب،أن القوى الاقتصادية في العالم في إطار إعادة التشكيل، وممارسة المزيد من الضغط على الغطرسة الأمريكية المتمثله فى نفوذها الدولارى.