بالأرقام.. كيف استطاعت مصر أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي؟

محمد محمود- الباحث الاقتصادي
محمد محمود- الباحث الاقتصادي

قال محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي، إن مصر تسعى أن تكون مركزًا للغاز، وخصوصًا بعد تكوين تحالف غاز شرق المتوسط، ووفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد العالمي للغاز تساهم مصر بنسبة1% من إجمالي صادرات الغاز المسال عالميًا في عام 2019، وبلغت صادرات مصر 3.5مليون طن، وذلك بعد وصول محطة إدكو للإسالة إلى أقصى طاقة قصوى لها.

وأوضح الباحث الاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ" أهل مصر"، أنه من الممكن في المستقبل أن نرى فرص لشركات مصرية تصل إلى مستويات عالمية في تنقيب وإسالة الغاز، حيث تتمتع مصر بثروات هائلة من الغاز.

مصر بديل للأسواق الأوربية

وأوضح أن هناك توقعات بأن تكون مصر من بين البدائل المناسبة للأسواق الأوربية، وذلك لتنويع بدائل إمدادات الغاز الروسي حال نقصها في ظل الأزمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي عالميًا.

وأضاف ان دول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى خفض وارداتها من الغاز الروسي، حيث تبلغ حاليًا نسبة واردت أوروبا من الغاز الطبيعي من روسيا حوالي ٤٠٪ تقريبًا وخصوصًا في ألمانيا وهي نسبة كافية لحدوث زلال اقتصادي كبير في أوروبا.

وبحسب بيانات رسمية للحكومة المصرية في مارس 2021؛ بلغ الإنتاج المصري سنويًا حوالي 74.4 مليار متر مكعب من الغاز و تستهلك منها مصر سنويًا نحو 60 مليار متر مكعب.

ووفقًا لأرقام رسمية أيضًا بلغت صادرات الغاز المسال نحو 6.5 مليون طن في 2021 مقارنة بنحو 1.5 مليون طن في 2020

فرص زيادة حجم الصادرات المصرية من الغاز لأوربا

وأضاف أن هناك فرص جيدة في المستقبل لزيادة الصادرات المصرية من الغاز لأوروبا بشرط استمرار البحث والتنقيب وتطوير البنية التحتية في الغاز وضمان افضل استغلال للموارد البترولية والغاز.

وأكد الباحث الاقتصادي، أن السوق المصري جاذب جدًا للشركات الدولية العملاقة في مجال البترول لعدة أسباب ومنها فرص وجود اكتشافات جديدة، كما أن مصر تسير نحو خطط الاكتفاء الذاتي وفقًا لرؤية خلال أشهر، وبالتالي لتحقيق أقصى إنتاج متاح لابد من تشجيع الاستثمار الأجنبي في مجال البترول، حيث ارتفعت مساهمة قطاع البترول في الناتج المحلي الإجمالي إلى 27%، كما أن مصر تمتلك فرص كبيرة لتكون أكثر تأثيرًا على المستوى الإقليمي والدولي في مجال الغاز.

تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف وبرنامج التطوير والتحديث

وأشار إلى تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف وبرنامج التطوير والتحديث، فضلًا عن تطبيق برامج التحول الرقمي لزيادة كفاءة قطاع البترول، حيث تم في الفترة الأخيرة طرح 7 مزايدات عالمية؛ للبحث عن البترول والغاز في المناطق البرية والبحرية بكل من البحرين المتوسط والأحمر والدلتا والصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس وصعيد مصر.

استبدال النفط بالغاز الطبيعي

وأكد الباحث الاقتصادي، أن المستقبل بكل تأكيد يحمل أهمية نسبية أقل لقطاع النفط نظرًا لوجود بدائل أخرى للطاقة بشكل عام وعلى رأسها الطاقة النظيفة، والتي بدأ يتجه العالم لها في ظل سياسات التنمية المستدامة وفي أي إطار الحفاظ على البيئة، وبالتالي من الصعب وجود شركة بترول مصرية على مستوي عالمي وخصوصًا في ظل أن مصر ليست بلد بترولية من الأساس وأن كان في الفترة الأخيرة اتجهت وزارة البترول إلى تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية عن طريق تقليل الفاقد، وإيجاد البدائل من الطاقة وسياسة جديدة في للتنقيب عن البترول.

وتابع الباحث الاقتصادي، أنه في عام 2015 تم اكتشاف حقل ظهر الذي يعد من أكبر حقول الغاز بمنطقة حوض البحر المتوسط، وذلك عن طريق شركة إيني الايطالية، وقد بدأ الإنتاج الفعلي في ديسمبر 2017، ويبلغ احتياطي الغاز المقدر في الحقل حوالي 30 تريليون قدم مكعب، وتبلغ قدرته الإنتاجية حوالي 3 مليار قدم مكعب يوميًا، وقد أدى اكتشاف حقل ظهر إلى تغير كبير في سوق الغاز في مصر، حيث تحولت مصر إلى التصدير، حيث يمثل الحقل 40% من إجمالي إنتاج مصر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً