بدأت أسواق الذهب العالمية، النصف الثاني من 2022، بخسائر حادة خاصة مع بداية شهر يوليو الجارٍ، حيث تواصل أسعار الذهب انخفاضها بالقرب من أدنى مستوى لها في تسعة أشهر لتتداول بشكل متقلب عند مستويات ما بين 1730 إلى 1740 دولار للأونصة، متأثرة بالارتفاعات القياسية للدولار الأمريكي، وتحركات البنوك المركزية عالميًا لتشديد سياستها النقدية، ورفع أسعار الفائدة وعلى رأسها بنك الفيدرالي الأمريكي، الذي تكثر الرهانات بشأن قيامه بزيادة قريبة للفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي بهذا المعدل، والمرة الرابعة منذ بدء دورة التشديد.
وكانت عقود الذهب، سجلت تراجعًا 2.2% خلال شهر يونيو المنصرف، مع تحقيق خسائر بنحو 7.7% خلال الربع الثاني من هذا العام، وبنسبة 1.6% منذ بداية العام، أما في النصف الأول من 2022 فقد سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.6% فقط بحسب ما أظهرته بيانات مجلس الذهب العالمي.
وتتباين التوقعات بشأن أسعار الذهب عالميًا، حيث أن استمرار التوترات الجيوساسية في أوروبا وتأثيرها علي الاقتصاد العالمي، الذي يشهد توقعات سلبية وتحذيرات من ركود قريب مع استمرار معدلات التضخم المرتفعة يمثل الداعم الأساسي للمعد، لكن بالتزامن مع ذلك هناك رياح معاكسة تتمثل في ميل مجلس الاحتياطي الفيدرالي للمزيد من تشديد السياسة النقدية دعمت قوة الدولار الأمريكي ونالت من الطلب على السبائك.
وفيما يلي نستعرض توقعات المحللون والبنوك العالمية لتحركات الذهب في النصف الثاني من 2022:
تمسك بنك جولدمان ساكس بتوقعاته الإيجابية للمعدن لكنه أخر المسار من خلال مراجعة أهدافه لمدة ثلاثة وستة أشهر إلى 2100 دولار، و2300 دولار، من 2300 دولار، و2500 دولار على التوالي.
ولم يتغير هدف الـ 12 شهرًا البالغ 2500 دولار، موضحًا أنه على الرغم من التحديات التي تواجهها سوق الذهب إلا أنه ربما يكون الأسوأ قد انتهى.
وتوقع جي بي مورجان، أن تظل أسعار الذهب بالقرب من المستوي الرئيسي 1800 دولار/ أوقية في النصف الثاني من هذا العام، متوقعًا ارتدادًا في معنويات المخاطرة.
فيما قال عثمان أوتونوجا، كبير محللي السوق في «إف.إكس.تي.إم»: « أنه رغم تعثر فإنه هو يكافح من أجل علاج الجروح العميقة التي سببها ارتفاع الدولار، وارتفاع عوائد سندات الخزانة»، مشيرًا إلى أنه بالنظر إلى الصورة الفنية، يمكن العثور على المستويات الرئيسية التالية عند 1721.50 دولار و 1700 دولار على التوالي.
أما بنك «يو بي إس» السويسري، فقد توقع انخفاض الذهب ما بين 1650 دولارًا إلى 1700 دولارًا للأونصة من يوليو إلى ديسمبر 2022، نتيجة لانخفاض حدة توترات الحرب الروسية الأوكرانية، واحتمال انخفاض التضخم حال اتخذت البنوك المركزية اتجاه أكثر تشددًا.
وقال محللي بنك سويسكوت السويسري، أن «أسعار الذهب في وضع السقوط الحر، وعوائد سندات الولايات المتحدة المنخفضة، والرغبة المحدودة في المخاطرة يجب أن تلعب في العادة لصالح الذهب، لكننا نرى العكس يحدث»، مضيفين: أن «من الواضح أن قوة الدولار الأمريكي تلقي بظلالها على الذهب وتمنع المعدن الأصفر من المكاسب في الوقت الذي يمكن أن يكسب فيه، ويمكننا أن نرى المزيد من الخسائر في المعدن الأصفر على المدى المتوسط».
كما كانت توقعات مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفيَّة المحدودة أيضًا هبوطية، حيث توقع محللو «ANZ» أن ينخفض السعر إلى 1600 دولار للأونصة بنهاية ديسمبر ، بمتوسط 1725 دولارًا لهذا العام، ويتوقعون أن ينخفض السعر أكثر إلى 1400 دولار بنهاية سبتمبر 2023، ومتوسط 1458 دولارًا العام المقبل.