كشف مصدر مسؤول بقطاع الاتصالات، حقيقة تعرض الكابلات البحرية في البحر الأحمر لأية أعمال تخريبية أو هجوم من شأنه الإضرار بها خلال الفترة الماضية.
وفي تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، نفى المصدر وقوع أية هجوم على الكابلات البحرية المصرية، مشددا أنه كلام غير حقيقي وليس له أساس من الصحة.
وقال المصدر أن أغلب حوادث الانقطاعات التي تتعرض لها كابلات البحر الأحمر، تعود بسبب قوة خطاطيف السفن والمراكب خلال عبورها المياه، بما يؤثر على نشاط الكابلات ومن ثم على حركة البيانات التابعة على تلك الكابلات، أن ذلك سبب قطع أغلب الكابلات علي مدار السنين.
وأكد المصدر أن انقطاعات الكابلات في البحر الأحمر يتأثر بها على وجه الخصوص النطاق الجغرافي الآسيوي والشرق الأفريقي علما بأن القطوعات لا تمثل أكثر من جزء من حركتهم.
وأشار المصدر إلى أن حركة إنترنت مصر ليس لها علاقة بالبحر الأحمر، مبينا أن حركة الإنترنت في مصر تأتي من أوروبا عن طريق البحر المتوسط.
هجمات تخريبية على كابلات البحر الأحمر
وكانت 4 كابلات بحرية تمر تحت مياه البحر الأحمر، تعرضت للانقطاع بعد هجوم عليها مما أدى إلى تعطيل شبكات الاتصالات العالمية وإجبار مقدمي الخدمات على إعادة توجيه ما يصل إلى ربع حركة مرور الاتصالات والإنترنت بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
وذكر بيان شركة الاتصالات في هونغ كونغ، أن الكابلات التابعة لأربع شبكات رئيسية للاتصالات قد قطعت، ما تسبب في اضطرابات كبيرة في شبكات الاتصالات في الشرق الأوسط.
وأضاف بيان الشركة، الصادر يوم الاثنين، أن تلف الكابلات سيؤثر على 25 % من حركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط، وأن الشركة تقوم بإعادة توجيه حركة المرور لتقليل الاضطرابات على العملاء، وتقدم مساعدة للشركات المتأثرة.
ولم تذكر شركة الاتصالات من المسؤول، وكيف قُطعت تلك الكابلات.
يأتي تدمير الكابلات البحرية بعد أسابيع من تحذير الحكومة اليمنية من إمكانية تعرض الكابلات إلى هجمات الحوثيين، الذين قاموا بالفعل بتعطيل سلاسل التوريد العالمية، بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.
ومن جانبه نفى زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، هذه المزاعم، وقال «ليس لدينا أي نية لاستهداف الكابلات البحرية التي توفر الإنترنت لدول المنطقة».
تعد الكابلات البحرية هي العمود الفقري غير المرئي لخدمات الإنترنت في المنطقة، إذ يقوم بتمويل العديد من تلك الكابلات في السنوات الأخيرة عمالقة الإنترنت مثل «جوجل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«ميتا» الشركة الأم لـ«فيسبوك»، ويمكن أن تتسبب الأضرار التي لحقت بشبكة الكابلات البحرية في انقطاع الإنترنت على نطاق واسع، كما حدث في أعقاب زلزال تايوان عام 2006.
ومن بين الشبكات المتضررة شبكة «آسيا- إفريقيا- أوروبا 1»، وهي شبكة كابلات بطول 25 ألف كيلومتر، تربط جنوب شرق آسيا بأوروبا عبر مصر، كما تضررت شبكة «أوروبا والهند (EIG)»، والتي تربط أوروبا والشرق الأوسط والهند، وتعتبر شركة «فودافون» مستثمراً رئيسياً فيها.
ورفضت «فودافون»، وهي مشغل كبير لشبكات الهاتف المحمول في المملكة المتحدة، التعليق على الحادث.
وتعتمد معظم شركات الاتصالات الكبيرة على أنظمة الكابلات البحرية المتعددة، ما يسمح لها بإعادة توجيه حركة المرور في حالة انقطاع الخدمة لضمان عدم انقطاع الخدمة.
تطوير أعمال الكابلات البحرية في مصر
وتعمل وزارة الاتصالات على زيادة عدد الكابلات والتوسع بها خاصة أن مصر لديها 14 كابل بحري تمر بثلاثة قارات هي اسيا واوروبا وافريقيا تبنيها تحالفات دولية من الدول المستفيدة من هذه الخدمة أو الشركات المتخصصة.
وخلال الفترة الماضية دخلت مصر في خمسة تحالفات دولية جديدة يتراوح قوام كل تحالف بين 600 مليون دولار إلى مليار دولار متوقعا أن تدخل هذه الكابلات الخدمة تباعا حتى عام 2025.
وتمر 90 % من حركة البيانات بين الثلاثة قارات عبر سواحل مصر وذلك بفضل الموقع الجغرافي كما تشارك مصر بعدد من التحالفات الجديدة لتأسيس كابلات الجديدة وكابل افريكا 1 وكابل 2africa لفتح اسواق جديدة مع الدول الافريقية الشقيقة.
وتنقسم البنية التحتية الدولية في مصر إلى شقين الكابلات الأرضية ومحطات الانزال لافتا إلى أن مرور البيانات بالكابلات البحرية حتى ساحل البحر الاحمر حتى تعبر داخل محطات الانزال ثم تنقل شبكة من الكابلات الداخلية بمصر حتى تتلقاها محطات انزال أخرى عند ساحل البحر المتوسط ومنها تمر إلى اوروبا .
وتم زيادة عدد محطات الانزال في مصر إلى 10 محطات مقارنة بـ 6 محطات خلال العشرين سنة الماضية حيث تم تدشين ثلاثة محطات في الزعفرانة وسيدي كرير ورأس غارب خلال العامين الماضيين ورفعت مصرعدد المسارات الارضية من 6 مسارات خلال الفترة الماضية بطول 2700 كم لـ 11 مسار جديد حيث استحدثت 5 مسارات جديدة بطول 2650كم باستثمارات تبلغ 1.1 مليار جنيه.
ويأتي مسار طريق المرشدين على قائمة تلك المسارات والذي يسمى بالطريق الذهبي لأنه اقصر طريق بين الشرق والغرب حيث توقف المشروع قبل 20 سنة حيث دخل مسار المرشدين خدمة العمل للدول التي تعتمد على مصر في النفاذ إلى الانترنت.
وتستهدف مصر أن تكون مركز وممر رئيسي لحركة البيانات في العالم بجانب توسيع الشبكة الدولية للقارة الأفريقية بهدف فتح أسواق جديدة لحركة البيانات بخلاف السوق الآسيوي حيث يربط أفريقيا بأوروبا عن طريق فرنسا وايطاليا والبرتغال.
وأعلنت الحكومة المصرية أن الشبكة هارب الأولى من نوعها تجعل من المصرية للاتصالات مشغلا أفريقيا للكابلات البحرية مما يزيد من العمق الاستراتيجي للخدمات المقدمة للشركات والمشغلين والأفارقة بإجمالي الاستثمارات 3 مليار جنيه كما سيتم استخدام ذلك للدخول في شراكات مع دول الساحل من أجل امتداد تفريعات أرضية للدول الحبيسة والتي تستلزم شراكات متعددة.
وتعمل مصر على التحول من دولة ممررة للبيانات لدولة مستضيفة للبيانات حيث تم انشاء أكبر مركز تجاري دولي في القاهرة من خلال الشركة المصرية للاتصالات وتصل سعته الاجمالية 24 ميجا وات ويتضمن نحو 1600 كابينة باستثمارات تصل 2.8 مليار جنيه.