كشف الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي، في جامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أسباب انهيار أسواق المال العالمية، التي بدأت بانهيار مؤشر بورصة اليابان، ثم تبعتها العملات العالمية كالدولار واليورو ، وتلاها انهيار الأسواق الأمريكية والأوروبية والعربية والآسيوية.
وقال إن هذا الانهيار يعود إلى عدة أسباب أولها تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بين إسرائيل وكل من إيران وحزب الله، في لبنان وغزة، خاصة بعد الاغتيال الإسرائيلي لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في إيران.
انهيار أسواق المال العالمية
صورة أرشيفية
وأوضح غراب، أن من الأسباب أيضا صدور تقرير الوظائف الأمريكي، الجمعة الماضية، ضعيفا الذي يرجح مخاوف دخول الاقتصاد الأكبر عالميا وهو الاقتصاد الأمريكي في مرحلة الركود، والذي سيكون له أثر سلبي على كل اقتصادات دول العالم أجمع، إضافة إلى قيام بنك اليابان المركزي برفع سعر الفائدة الأربعاء الماضي، بأكثر مما كان متوقعا حيث رفعها إلى 0.25%، بدلا من 0.1%، في محاولة للحد من تراجع قيمة الين أمام الدولار الأميركي، موضحا أن تلك الأسباب تسببت في حالة خوف المستثمرين، ما دفعهم للبيع في أسواق المال العالمية تجنبا لأي مخاطر يتعرضون لها واتجه البعض نحو الذهب كملاذ آمن .
ولفت غراب، إلى أن صدور تقرير الوظائف الأمريكي الجمعة الماضية والذي جاء به ارتفاع معدل البطالة بالولايات المتحدة الأمريكية إلى 4.3% وهو يعد أعلى معدل بطالة منذ أكتوبر 2021، فقد انعكس هذا التقرير على تراجع عوائد الأسهم والسندات في البورصة الأمريكية تراجعا ملحوظا، وهذا يشير إلى احتمالية لجوء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض سعر الفائدة بنسبة أكبر مما كان متوقعا قد تصل لـ 50 نقطة أساس، وقد يستمر الانخفاض خلال الأشهر المقبلة لعدد من المرات حتى يستطيع السيطرة على حالة الركود وتباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي.
تابع غراب، أن هذه الأزمة الاقتصادية العالمية سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي وبدأت بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في مصر، إضافة لخروج جزء من الأموال الساخنة من السوق المصري، وهو يعني خروج بعض المستثمرين من أذون الخزانة المصرية نتيجة ما يحدث بالعالم وهذا يعد أحد أسباب تراجع الجنيه مقابل الدولار، مضيفا أنه حتى الآن مازال سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يعتبر مستقرا، مؤكدا أن تغير سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يؤكد على المرونة الحقيقية وأن حركة الجنيه حرة وليست مدارة من قبل البنك المركزي المصري .