تلعب مصر دورا محوريا في ربط إفريقيا وشرق آسيا بالكابلات البحرية حيث تُعتبر بمثابة جسر اتصالات رئيسي بين قارتي إفريقيا وآسيا، وذلك بفضل شبكة الكابلات البحرية المتطورة التي تمر عبر أراضيها مما يساهم في تسهيل تبادل البيانات والمعلومات.
حيث تسعى مصر لتحقيق التقارب التكنولوجى الآسيوى الأفريقى الذى يعتمد بشكل أساسى على بنية تحتية دولية قوية ومتنوعة وآمنة، حيث قامت مصر بتحقيق هذا الترابط على مدار العقود الماضية، من خلال أنظمة الكابلات البحرية التى تربط آسيا وأفريقيا بالعالم.
وأشار الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أهمية تشجيع الاستثمارات ونشر المزيد من الكابلات البحرية التى تربط جنوب شرق آسيا وأفريقيا بالعالم؛ للوصول إلى مستويات التقارب التكنولوجى المطلوب، الذى أصبح أحد السمات المميزة للشراكة بين الدول فى العصر الرقمى حيث أصبح الاتصال الرقمي ضرورة لا غنى عنها.
وأضاف الوزير أنه يتم مد كابلات الألياف الضوئية إلى قرابة 10 ملايين مبنى ومنزل فى هذه القرى، كما تتم إقامة شراكات بين القطاعين الحكومى والخاص لمدّ شبكة الألياف الضوئية فى كل محافظات.
من جانبه قال الدكتور عبد العزيز البسيوني أستاذ الاتصالات بجامعة القاهرة أن الكابلات البحرية تسهم في تسهيل التجارة الإلكترونية والاستثمارات بين الدول الإفريقية والآسيوية، مما يدفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة لافتاً إلى أنها تتيح بنية تحتية قوية تدعم نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتشجع على الابتكار وتطوير التطبيقات الرقمية.
وأكد البسيوني في تصريحات لـ"أهل مصر" أن الكابلات البحرية تؤثر بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال توفير خدمات الإنترنت عالية السرعة والاتصالات المتطورة بجانب تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات.
وأوضح أن مصر تتمتع بعدة مزايا منها الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجعل نقطة وصل طبيعية بين القارتين، مما يسهل تمرير الكابلات البحرية عبر أراضيها كذلك البنية التحتية المتطورة والتي تتخذ منها وجهة جاذبة لشركات الاتصالات العالمية فضلا عن إدارة وتشغيل شبكات الكابلات البحرية بكفاءة.
تشير تقديرات مركز الأبحاث Policy Exchange إلى أن قرابة 97 %من حركة الإنترنت العالمية ومليارات الدولارات من المعاملات المالية اليومية، تمر عبر كابلات الألياف الضوئية التي تقع في قاع المحيط.
ويوجد في العالم نحو 600 كابل بحري تتحكم في اقتصاد العالم كونها تؤمن سرعة انتقال المعلومات، وتحرك أسواق المال والتجارة الدولية.
وتشهد منطقة البحر الأحمرتصعيدا قوية على مستوى الحفاظ على الكابلات البحرية نتيجة الهجمات الأمريكية على الجيش اليمني، تحت ذريعة تهديده خطوط التجارة الدولية،وتوجه القوات المسلحة اليمنية، لخيارات أبرزها قطع كابلات الإنترنت البحرية، التي تربط شرق العالم بغربه، وهو ما قد يتسبب بخسائر كبيرة خاصة وأن منطقة البحر الأحمر تعدّ أحد أهم المحاور وأكثرها ازدحاماً في هذه الخطوط.