في إطار سعيها لزيادة الاستثمارات وجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية، بدأت مصر في تنفيذ مخطط طموح لتطوير منطقة 'رأس بناس' الواقعة على ساحل البحر الأحمر، وذلك وفقاً لتصريحات وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، يوم السبت 14 سبتمبر.
و يهدف هذا المشروع إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية ذات معايير عالية، تتناسب مع طموحات المستثمرين الدوليين والمحليين.
المشروع وتفاصيله
يهدف مشروع تطوير رأس بناس إلى تحويل هذه المنطقة البكر إلى وجهة سياحية عالمية المستوى، من خلال إنشاء بنية تحتية متكاملة تشمل الفنادق الفاخرة والمنتجعات الشاطئية.
ويشمل المشروع أيضاً تطوير المرافق الترفيهية وتوفير الأنشطة البحرية مثل السباحة والغطس والغوص، بالإضافة إلى تعزيز الأنشطة المتعلقة بالطبيعة مثل مراقبة الطيور والتنزه في المناطق الطبيعية القريبة، ويمر المشروع بعدة مراحل تبدأ بتطوير البنية التحتية الأساسية، ثم إنشاء الفنادق والمنتجعات، وصولاً إلى تطوير المرافق الترفيهية والخدمات الأخرى، إلا أن وزير الإسكان لم يكشف بعد عن التكلفة التقديرية للمشروع أو موعد الطرح على المستثمرين.
السياحة كرافعة اقتصادية
تأتي خطوة تطوير رأس بناس في وقت تسعى فيه مصر لتعزيز تدفقاتها النقدية من العملة الصعبة، لمواجهة أزمة نقص الموارد الدولارية التي تسببت في خلق سوق موازية للدولار، وشلت قدرة البلاد على استيراد السلع الأساسية.
وقد لجأت مصر إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي، ووقعت مؤخراً صفقة لتطوير منطقة رأس الحكمة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما ساعد على تخفيف جزء من التزاماتها بالعملة الأجنبية.
وتستهدف مصر من خلال مشاريع مثل رأس بناس ورأس الحكمة جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030، وتحقيق إيرادات سياحية تصل إلى 45 مليار دولار.
وتشكل السياحة أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، حيث يزور ساحل البحر الأحمر سنوياً أكثر من 1.2 مليون سائح، مما يجلب أكثر من 1.2 مليار دولار من النقد الأجنبي ويولد أكثر من 275 ألف فرصة عمل.
نظرة مستقبلية
يبدو أن مشروع رأس بناس يمثل جزءاً من استراتيجية أوسع لتحسين البنية التحتية السياحية في مصر وتعزيز قدرتها التنافسية كوجهة سياحية عالمية، مع الاهتمام المتزايد بتطوير السياحة البيئية والرياضات المائية، يتطلع العديد من المستثمرين إلى هذه الفرصة كفرصة واعدة للنمو الاقتصادي وتحقيق عوائد مجزية.
ما هي منطقة رأس بناس؟
تقع منطقة رأس بناس في مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وتعتبر واحدة من أبرز الوجهات البيئية في العالم بفضل نظامها البيئي الغني بالشعاب المرجانية البكر.
وتمتد شبه الجزيرة لمسافة 50 كيلومتراً في البحر الأحمر وتضم ميناء برنيس القديم، ما يجعلها موقعاً استراتيجياً وتاريخياً هاماً.
وتتمتع المنطقة بجمال طبيعي خلاب يشمل الشواطئ الرملية النقية والشعاب المرجانية المتنوعة، بالإضافة إلى الجبال التي توفر مناظر رائعة، كما تحتوي على محميات طبيعية وميناء يعود تاريخه إلى العصور القديمة، مما يعزز من قيمتها السياحية والبيئية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
