تتأثر أسعار النفط والغاز الطبيعي بشكل كبير بالتطورات السياسية والجيوسياسية، والأحداث مثل الصراع الإسرائيلي الإيراني والحرب في أوكرانيا لها تأثيرات مباشرة على السوق المصري، حيث تؤدي إلى تقليل المعروض أو زيادة الطلب، مما يؤثر على الأسعار.
وعندما تزداد التوترات بين روسيا والغرب، يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات على صادرات النفط والغاز، مما يزيد من عدم اليقين في الأسواق، وفي المقابل، يمكن أن تؤدي الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، مثل النزاعات الإقليمية، إلى تعطيل إمدادات الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، كما أن تغيرات الطلب من الدول الكبرى، مثل الصين والولايات المتحدة، تلعب دورًا مهمًا أيضًا، وهذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تقلبات في الأسعار، مما يستدعي من المحللين مراقبة الأوضاع السياسية بعناية لتوقع اتجاهات السوق.
إمدادات النفط في المنطقة
أكد د. أحمد الإمام أن تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران قد أثار مخاوف كبيرة بشأن استقرار إمدادات النفط في المنطقة، مما ساهم في ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر، حيث أسعار خام القياس العالمى برنت سجلت 71.66 دولار للبرميل، كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي67.81 دولار للبرميل، وسجل خام أوبك 71.59 دولار للبرميل.وأشار إلى أن إيران تعتبر مصدرًا رئيسيًا للنفط، حيث صدرت 1.32 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، وأي تعطيل في إنتاج أو تصدير النفط الإيراني قد يؤثر بشكل كبير على توازن العرض والطلب في الأسواق العالمية، مما يساهم في رفع الأسعار.
ورغم الضربات الإسرائيلية، التي كانت دقيقة وتجنبت التأثير على المنشآت النفطية، يتوقع د. أحمد أن تنخفض الأسعار، وهذه الضربات جاءت ردًا على هجوم صاروخي إيراني، ولكن لم تؤثر على إمدادات الطاقة.
كما أشار إلى أن العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي قد ارتفعت بنسبة 4% الأسبوع الماضي في ظل ظروف تداول متقلبة، تأثرت بالهجوم الإيراني وحالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأمريكية.
في ظل هذه التوترات، يُظهر السوق تقلبات ملحوظة، حيث تؤثر الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات الإقليمية الأخرى، مثل النزاع في غزة ولبنان، على توقعات الإمدادات، مما يجعل التنبؤات العالمية متفاوتة وتعتمد على حدة الموقف.
توقعات أسعار النفط
وفقًا لتوقعات بنك جولدمان ساكس، من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 76 دولارًا للبرميل في عام 2025، وذلك نتيجة لزيادة العرض التدريجي والقدرة الإنتاجية الزائدة في الدول المنتجة الكبرى، بالإضافة إلى انخفاض المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات من إيران. وأشار البنك إلى أن نطاق الأسعار المتوسطة قد يتراوح بين 70 و85 دولارًا للبرميل.
من جانب آخر، توقعت توقعات بنك ING أن تصل أسعار النفط إلى ذروتها في الربع الثالث من عام 2024، حيث يُتوقع أن يبلغ سعر خام برنت 88 دولارًا للبرميل قبل أن يبدأ في الانخفاض في الربع الرابع من العام، ويعتمد هذا التوقع على افتراضات بانتهاء تخفيضات العرض الطوعية لدول 'أوبك+' في الربع الرابع، مما سيؤدي إلى بدء نمو العرض من دول خارج 'أوبك+' لتلبية الطلب العالمي المتزايد.
بينما تتوقع شركة وود ماكنزي أن يبلغ متوسط أسعار النفط حوالي 90 دولارًا للبرميل في عام 2024، ومع ذلك، قد تؤدي التطورات الجيوسياسية الأخيرة إلى تعديل هذه التوقعات.
بالنسبة لمصر، التي تُعتبر مستوردًا للنفط، فإن تقلبات الأسعار العالمية ستؤثر على تكاليف الاستيراد والميزان التجاري، لذلك، يُنصح بمراقبة التطورات الدولية عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة للحد من آثار تقلبات الأسعار.