اعلان

طارق متولي يكتب: ارتقوا يرحمكم الله

طارق متولي
طارق متولي

السفاهة هى قلة العقل وخفته، ويترتب عليها سرعة الغضب وفساد الرأى والمسارعة إلى السب والكلام القبيح والفعل الخاطىء، فالسفه قريب من الجنون، لذلك نجد الناس يصفون من يقول لهم رأيا شاذا بالجنون.

كم مرة سمع ولد من أبيه كلمة "انت اتجننت"، عندما يقدم على فعل شيء أو يتجرأ على قول كلمة قبيحة؟.

والسفاهة يقابلها التعقل وسداد الرأى والحلم والحكمة وزنة الأمور، واجتناب السفاهة والسفهاء والحلم عليهم مع عدم الاعتماد عليهم وعلى آرائهم، يقول الله سبحانه وتعالى

(وَلَا تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) - سورة النساء 5- حتى لا يضيعوها.

فى مسألة الزواج الذى تقوم عليه الحياة بأسرها فى الحقيقة زواج الرجل بالمرأة وبناء الأسرة التى تتكون منها المجتمعات الطبيعية الصحيحة مسألة من أعظم المسائل، ولذا وصفه الله سبحانه وتعالى بالميثاق الغليظ (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُۥ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظًا) ـ سورة النساء 21-، وميثاق تعنى عهد وغليظ أى ثقيل يصعب خرقه مثل الثوب الغليظ يصعب شقه.

ومن العجيب أن هاتين الآيتين جاءتا فى سورة النساء، وفيما يتعلق بحقوق المرأة والزواج.

فى الزواج يستحل الرجل من المرأة ما لم يستحله منها أى إنسان حتى أبيها وأمها وأهلها، يستحل عرضها، وإن عرض المرأة عظيم لو تعلمون، فمنه يأتى النسل الصالح والنسب الطاهر، لذا شدد الله سبحانه وتعالى على أخذه بالزواج والارتباط الوثيق.

وإذا كنا نحن فى العقود والمواثيق العادية فى البيع والشراء نكتب العقود ونضع الشروط وبعد إتمام العقد نلتزم بتنفيذها على أكمل وجه ولا نقبل من ينقضها أو يتراجع فيها، ومن يفعل ذلك نقاضيه فى المحاكم ونحمله كل الأضرار ونغرمه التعويضات ونلزمه بالعقد الذى ارتضاه ووافق عليه، فهل يستطيع مثلا أن يشترى شخص سيارة أو عقارا أو أى شيء ويقول لصاحبه سوف أشتريه على سبيل التجربة لفترة وإذا لم يعجبني سوف أعيده إليك مرة أخرى وهى أمور مادية عادية، فكيف بالزواج وبناء الإنسان والأسرة وصيانة الأعراض أن يكون على سبيل التجربة؟.

وكيف لمأذون مسؤول أمام الله وأمام القانون أن يقوم بمثل هذا ولا يحاسب؟ هل أنتم مهرجون تقدمون فقرة سخيفة فى السيرك؟ ارتقوا يرحمكم الله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً