أكد الدكتور أيمن محسب، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن مصر نجحت على مدار السنوات الأخيرة في تخطي عدد من الأزمات من العالمية التى هددت قدرتها على استكمال خطط التنمية التى بدأتها منذ سنوات، وكان أبرزها جائحة كورونا التى وصفت وقتها بـ "الصدمة"، حيث تسببت في توقف مفاجىء للسياحة التى كانت تسهم في بداية الجائحة كانت تساهم بنحو بنحو 12% من إجمالي الناتج المحلي، وتوفر 10% من فرص العمل، و4% من إجمالي الناتج المحلي من الدخل بعملات أجنبية.
وأضاف نجحت السياسات النقدية والمالية التي اتخذتها الدولة المصرية في الحفاظ على معدلات أداء الاقتصاد التي تم تحقيقها، حيث طفرة كبيرة وتحسنا ملحوظا بشهادة عدد من المؤسسات الدولية، وفاجأت الجميع بل بتحقيق معدل نمو موجب في 2020، وذلك بفضل التعامل الرسمي المحسوب لأبعاد الأزمة.
وأكد أن النجاح الأكبر للدولة المصرية في التعامل مع الجائحة، هو قدرتها على توفير شبكة حماية اجتماعية لمواطنيها من الفئات الأكثر احتياجا ومحدودي الدخل، للتخفيف من حدة التداعيات خاصة خاصة على العمالة غير المنتظمة، فقد قررت الحكومة تقليل عدد الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، وتحسين المعاشات، وتطبيق سياسات التعلم عن بعد وغيرها من الإجراءات التى أثبتت قدرة الدولة في التعامل مع الأزمة، لتخرج منها أكثر قوة ونضجا لتواصل خطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وتابع: الحروب الروسية الأوكرانية، أربكت أقوى اقتصاديات العالم، بسبب توقف خطوط الإمداد، وتراجع مصادر الطاقة العالمية والقمح ، ورغم كونها أزمة عالمية إلا أن مصر كانت من أكثر الدول تأثرا، فالسياحة المصرية تعتمد بشكل أساسي على السوقين الروسي والأوكراني، كما أن الدولتين المتحاربتان يشكلان مصدرا للقمح، وهو ما اعتقد البعض أنه سيشكل أزمة وربما لن يجد المواطن المصري البسيط رغيف العيش.
أكد عضو مجلس النواب، أن الحكومة المصرية نجحت في تأمين مخزون استراتيجي من القمح، كذلك باقى السلع الاستراتيجية، فلم تعانى مصر من اختفاء أي سلعة أساسية في الوقت الذي عانت فيه بريطانيا أزمة وقود، واختفاء السلع الاستراتيجية من الأسواق، كما انطلقت مصر في جنى ثمار مشاريع الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتى، ووضع خطط بديلة للتعامل حال استمرار الحرب.
وأوضح "محسب"، أن جميع دول العالم شهدت ارتفاع معدلات التضخم ، فالأمر ليس قصرا على مصر، وهو أمر خارج عن الإرادة المصرية، لكن يحسب للدولة المصرية أنها في ظل هذه الأزمة يجد المواطن المصري رغيف العيش وجميع السلع الاستراتيجية وحتى الرفاهية ، بالإضافة إلى مواصلة برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن ذلك يؤكد قدرة الدولة المصرية على استقبال الأزمات والتعامل معها بمرونة ، وهو ما يدعو للتفاؤل وليس التشاؤم، وأن لدينا قيادة سياسية واعية.
وشدد الدكتور أيمن محسب، على ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية من أجل العبور من الهزة الاقتصادية التى أصابت العالم وفي القلب منه مصر، بأقل الخسائر مثلما عبرنا أزماتنا السابقة، وغلق الباب أمام رسائل الإحباط التى يروج لها البعض، والتمسك بالأمل وقدرتنا على تخطي الأزمات، بل وتحقيق ما يراه المتشائمون مستحيلا.