ads
ads

محمد أكسم يكتب: الشائعات فى مصر بين المؤامرة والتريند

محمد أكسم
محمد أكسم

بلا شك أن الشائعات وإطلاقها من أخطر التحديات التي تواجه أي مجتمع حيث إنها تؤثر بشكل مباشر على السلم الاجتماعي فضلا عن التأثر النفسي والاقتصادي ولا يختلف المجتمع المصري عن غيره, في هذا الجانب تحديداً بل ربما يكون أكثر عرضة لإنتشار الشائعات بسبب مجموعة من العوامل المرتبطة بالثقافة العامة والإعلام والتكنولوجيا الحديثة.

وقد تواجه مصر منذ سنوات موجات متتالية من الشائعات التي لا تأتي عشوائيًا أو من فراغ بل تأتي أحيانًا ضمن مخطط بهدف زعزعة الاستقرار وإضعاف الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة فالشائعات لم تعد مجرد أحاديث بين الناس بل أصبحت أداة تستخدم في إطار حروب الجيل الرابع والخامس وهي حروب تقوم على التأثير في وعي الشعوب بدلًا من المواجهة المباشرة

حيث تكون الشائعة فى صورة خبر أو معلومة غير مؤكدة تنتقل بين الناس بشكل سريع جداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد لا يكون لها أى أساس من الصحة لكنها تثير الاهتمام وتحدث بلبله في جميع أوساط المجتمع خاصة في أوقات الأزمات وعندما تغيب المعلومات الرسمية أو تتأخر تظهر الشائعات لتملأ هذا الفراغ.

من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هو ضعف وقلة التواصل الرسمي مع المواطنين في بعض المواقف التى لا تستدعى التأخير في توضيح الحقائق وهذا يفتح الباب على مسرعيه أمام الكثير من التكهنات فضلا عن نقص في الوعي الإعلامي حيث لا يمتلك الكثير من أدوات التحقق من صحة الأخبار أولا التفرقة بين المصادر الموثوقه وغير الموثوق بها كما أن الثقافة الشعبية تسهم أحيانًا في تعزيز بعض الشائعات من خلال المزاح أو الحكايات التي يتم تداولها دون وعي بتأثيرها.

أما عن آثار الشائعات فهي كثيرة وخطيرة و تؤدي إلى زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة مما يخلق حالة من التوتر والشك كما يمكن أن تتسبب في إثارة الفتن والانقسامات بين فئات المجتمع المختلفة وفي بعض الأحيان تؤدي إلى ارتباك في الأسواق مثل ما يحدث عندما تطلق شائعة عن نقص سلعة معينة مما يدفع الناس إلى الشراء والتخزين بشكل هستيري وهذا يؤدي إلى أزمة حقيقية فى الأسواق.

ينبغى ضرورة مواجهة الشائعات وهذا يتطلب تكاتف الجميع ولا تقتصر المواجهة على الدولة فحسب, فلابد من وجود تواصل فعال وسريع من الجهات الرسمية مع المواطنين لنشر المعلومات الصحيحة والدقيقة بشكل فوري وعدم التعجل من قبل الأفراد فى مشاركة أي خبر قبل التأكد من صحته كذلك يجب العمل على نشر الوعي الإعلامي بين الناس من خلال التعليم والإعلام بحيث يتمكن الجميع من التحقق من الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً