في ذكررى الهجرة النبوية.. أشهر 5 قصص لحكام هاجروا من أجل استرداد عروشهم

حكام هاجروا لإسترداد عروشهم
حكام هاجروا لإسترداد عروشهم
كتب : سيد محمد

يحتفل العالم الإسلامي بذكرى الهجرة النبوية، حيث أنه حدث تاريخي تمكن من تغير حياة العديد من الملوك والسلاطين الذين خسروا عروشهم فهاجروا بعيدا ليستردوا عروشهم من جديد، وتنوعت القصص التي تمتلئ بها كتب التاريخ عن هؤلاء الملوك الذين استنردوا عروش آبائهم وأجدادهم عبر الهجرة إلى أرض جديدة بجمعون فيها قوتهم، وستتحدث السطور القليلة القادمة عن أشهر الحكام الذين استردوا عروشهم عن طريق الهجرة.

جلال الدين منكبرتيجلال الدين منكبرتي

الخوارزمي جلال الدين

من أبرز الهجرات التي فعلها الحكام لاسترداد عروشهم، ما فعله السلطان الخوارزمي جلال الدين منكبرتي من الهجرة إلى الهند لاسترداد عرش أبيه.

بدأت قصة السلطان جلال الدين منكبرتي، بعد هزيمة والده علاء الدين على يد المغول، ووقعت أمه في أسر المغول، وقُتل نسائه وأطفاله، وقضى في جزيرة نائية في بحر قزوين، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في 13 شوال 617 الموافق لـ17 ديسمبر 1220م، أوصى بالسلطنة من بعده لابنه جلال الدين.

نجح جلال الدين في بداية حكمه بعد أن هزم المغول هزيمة قاسية، ولكن دب الانقسام في جيشه وجاء جنكيز خان على رأس جيش ضخم للانتقام من هزيمة جيشه، وعندها لم يجد السلطان بد من عبور نهر السند والذهاب لبلاد الهند.

بدأت الهجرة بمشهد مأساوي حين رفض بحارة السفن نقل جنود جلال الدين، فدخل معركة غير متكافئة مع جيش المغول اضطر في نهايتها إلى القفز وجنوده في نهر السند والسباحة للجانب الأخر، وقبض المغول على طفله الصغير وذبحوه، ونساؤه طلبن منه أغراقهم في البحر خشية وقوعهن في الأسر فأغرقهن.

ونجح السلطان في العبور للجانب الآخر، وهناك نجح في تجميع فلول جيشه وانضم إليه امراء الخوارزميين الفارين من وجه الجيش المغولي، وكون جيش قوي ومنظم.

ظل منكبرتي في الهند حتى انسحاب المغول من بلاد خوارزم، واستيلاء أخيه غياث شاه على الحكم، فأخذ المدن من أيدي أخيه، واستمر نجاحه في استرداد دولته عدا إقليم ما وراء النهر.

صقر قريش.. أعاد دولة أجداده في الأندلس

عبد الرحمن الداخلعبد الرحمن الداخل

تعتبر من الهجرات المثيرة حيث كان بطلها أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي (113 - 172 هـ / 731 - 788م)، المعروف بلقب صقر قريش وعبدالرحمن الداخل، والمعروف أيضا في المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول، وهو من أسس عبد الرحمن الدولة الأموية في الأندلس عام 138 هـ، بعد أن فر من الشام إلى الأندلس في رحلة طويلة استمرت 6 سنوات، إثر سقوط الدولة الأموية في دمشق عام 132 هـ، وتتبع العباسيين لأمراء بني أمية وتقتيلهم.

هاجر عبد الرحمن إلى المغرب وظل يتنقل بها لمدة 5 سنوات خوفا من واليها الذي كان يقتل أمراء الأمويين الفارين من الشرق، وراسل الداخل موالي بني أمية في الأندلس، وساعدت الأوضاع في الأندلس بسبب الحرب بين القيسية واليمنية، ما أدى إلى هزيمة القبائل اليمنية في موقعة شنقدة إلى قيامهم بنصرة عبد الرحمن وتشجيعه للقدوم إلى الأندلس.

قامت بين عبد الرحمن وبين يوسف الفهري معركة قرب مدينة قرطبة، ونجح في الانتصار عليه ودخل عاصمة الأندلس قرطبة وقام بعد ذلك بتوطيد مملكته ليصبح أول أمراء بني أمية في الأندلس بعد سقوط حكمهم في دمشق، والتي ستتحول بعد ذلك إلى الخلافة الأموية في الأندلس.

محمد بن قلاوون يسترد عرشه من الكرك

الكركالكرك

جاء وجود الناصر محمد بن قلاوون إلى الحكم في فترة تحكم أمراء المماليك الأقوياء في العرش، فتولى العرش وهو صغير حتى استولى عليه أمراء المماليك ونفوه إلى حصن الكرك، وبعد إقتتال أمراء المماليك قرر بعضهم إعادة الناصر إلى الحكم، وعندما عاد تحكم في المملكة الأميرين بيبرس الجاشنكير وسلار، وهنا آثر ان قلاوون الإنسحاب إلى حصن الكرك من جديد، في سنة 780 هـ / 1309 م أحس الناصر أنه غير قادر على مواجهة سيطرة سلار وبيبرس الجاشنكير عليه وعلى أمور الدولة، فاخبرهما بأنه ذاهب إلى مكة للحج، ولكنه بدلا من الذهاب إلى مكة ذهب إلى الكرك وبقي هناك.

تواصل الناصر بين قلاوون مع بأمراء الشام ومؤيديه من أمراء مصر، حتى يتمكن بمساعدتهم من التخلص منهما وفرض سيطرته على نفسه وعلى مملكته، فأعلن بيبرس الجاشنكير سلطانًُا، وعين الناصر محمد على نيابة الكرك، وعندما حاول الجاشنكير سحب مماليك وأموال الناصر خاطب الأمراء وطلب منهم المساعدة في استرداد الملك أو سيذهب لبلاد المغول، وساعده سوء إدارة بيبرس للبلاد، فعاد للحكم وتخلص من الجاشنكير ودخل القلعة وخطب له بالسلطنة مرة أخرى.

بطليموس الثاني عشر.. الهجرة إلى روما

بطليموس وابنتهبطليموس وابنته

كانت أسوأ تلك الهجرات هي ما نفذها الملك بطليموس الثاني عشر إلى روما لاسترداد عرشه، فعندما توفي پطليموس الحادي عشر دون أن يترك وليا للعهد، كان الوريث الذكر الوحيد للعرش من نسل بطليموس الأول هم أبناء غير شرعيين لپطليموس الحادي عشر، كان أبنائه يعيشون في المنفى في سينوبي، في بلاط مثريداتس السادس، ملك پنطس.

وكانوا مرتبطين ببنات الملك قبل أن يعترف بهم السكندريين كخلفاء لحكم المملكة البطلمية، وأعلنوا أكبرهم بطليموس الثاني عشر نفسه ملكا باسم بطليموس الثاني عشر نيوس ديونيسوس، وتزوج من أخته أو ابنة عمه تريفاينا وحكم بالمشاركة معها.

كان بطليموس الحادي عشر، ترك العرش لروما بإرادته، وبالتالي لم يكن بطليموس الثاني عشر خليفة شرعي، إلا أن روما لم تتنازع على خلافة بطليموس الثاني عشر، ورغم ذلك سافر بطليموس لروما للحصول على شرعية لحكمه، ودفع رشوة من أجل الاعتراف بملكه رسميا، بعد دفع رشوة قيمتها 6 آلاف تالنت ليوليوس قيصر وبومبي، وتأسس تحالفا رسميا (فيودوس) وتم نقش اسمه على قائمة أصدقاء وحلفاء شعب روما.

أثقلت الضريبة الفادحة التي دفعها بطليموس للرومان، كاهل السكندريين فخلعوه عن الحكم وولوا شريكته على الحكم برنيكي بدلا منه، وعاش بطليموس في منفاه في روما، وفي البداية عارض مجلس الشيوخ مساعدته لعودته للعرش، ولكن حليف پطليموس الثاني عشر القديم بومبي، استضاف الملك المنفي وابنته ودعمه لاسترداد عرشه، ودعم ذلك الدائنون الرومان أنهم لن يستردوا ديونهم من الملك المصري دون أن يسترد عرشه، وعام 57 ق.م، أجبر الضغط العام الروماني مجلس الشيوخ على اتخاذ قراره باسترداد بطليموس لعرشه.

نجح بطليموس أثناء وجوده في روما في مواجهة وفد المحتجين السكندريين، وهم مجموعة من 100 رجل كمبعوثين من مصر لشرح موقفهم من عودة بطليموس الثاني عشر ملكا، ولكنه سمم قائدهم وكان فليسوف يسمى ديون، وتم قتل المحتجين الآخرين قبل وصولهم روما لعرض لرغباتهم.

وأعان الرومان بطليموس على عودته للعرش.

مالكوم الثالث.. هجرة سطرها ويليام شكسبير 

مالكوم الثالثمالكوم الثالث

كانت آخر تلك الهجرات الملكية الشهيرة، هي ما سطرتها أدبيا قصة الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير، في رائعته 'ماكبيث'، وهو الملك مالكوم الثالث ملك أسكتلندا الذي اغتصب العرش من ابيه ماكبيث، حاولت أسرة مالكوم استرداد عرشهم من الملك ولكن دون جدوى، وبعد هزيمتهم قرروا إرسال إرسال مالكولم الذي كان يبلغ من العمر حوالي 9 أعوام) إلى إنجلترا، وتم إرسال شقيقه الأصغر دونالباني إلى الجزر، وظل مالكوم 17 عام في بلاط الملك الإنجليزي إدوارد المعترف.

لم يترك مالكوم عرش آبائه وفي عام 1057 أفاد مؤرخون بوفاة ماكبث على يد مالكولم، في 15 أغسطس 1057 في لومفانان في أبردينشاير، وخلف ماكبث ابن زوجته لولاش، الذي توج في Scone في 8 سبتمبر 1057 تقريبا، وقُتل لولاش على يد مالكولم، 'بالخيانة'، بالقرب من هنتلي في 23 أبريل 1058، ليتوج مالكوم ملكًا على إسكتلندا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لجنة التخطيط ترفض عودة سيد عبد الحفيظ كمدير للكرة بالأهلي