عقار مضاد للاكتئاب يحول الأسماك لـ"زومبي"

أظهرت دراسة جديدة في أستراليا أن عقار "بروزاك" المضاد للاكتئاب والذي يتم تصريفه إلى المجاري المائية يمكن أن يقضي على شخصية الأسماك.

يقدم الأطباء أكثر من 250 مليون وصفة لمضادة الاكتئاب في الولايات المتحدة كل عام وتشمل 20 مليون وصفة لدواء البروزاك، والمعروف بشكل عام باسم فلوكستين، بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وعادة ما تدخل آثار الدواء إلى الماء عندما يذهب الناس إلى الحمام، لأن محطات معالجة مياه الصرف الصحي لا ترشحها عادة، وأظهرت أسماك الجوبي التي تعرضت لمستويات فلوكستين الموجودة في المجاري المائية بالقرب من محطات الصرف الصحي انخفاضًا هائلاً، وأظهرت جميعها سمات سلوكية متشابهة.

وقال العلماء: "لكي تزدهر مجموعات الأسماك في مواجهة التغير البيئي، يحتاج أعضاء المجموعة إلى التصرف بشكل مختلف عن بعضهم البعض، إذا اتخذت سمكة قرارًا خاطئًا وماتت، فإن البعض الآخر سينجو من خلال اتخاذ إجراءات مختلفة".

وقسم فريق "بولفريانو" بتقسيم أسماك الجوبي إلى ثلاث مجموعات: واحدة تُركت بمفردها، وواحدة تعرضت لمستويات من فلوكستين مماثلة لما واجهته في البرية، وأخرى أعطيت جرعة مماثلة لتلك الموجودة في المجاري المائية بالقرب من محطات الصرف الصحي، ثم قاموا بتحليل سلوك السمكة على مدار عامين.

وعادةً ما تتمتع أسماك الجوبي بشخصيات معقدة وتظهر الكثير من التباين، في العدوانية والقلق وحتى في مستويات الشجاعة والتحكم في النفس، ووفقًا لتقرير عام 2017 في مجلة Functional Ecology، تعرض الأسماك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات للتعامل مع المواقف العصيبة أو غير المألوفة.

وووجد الباحثون أن المجموعات الضابطة أظهرت بالفعل سلوكيات متنوعة، حيث انطلق البعض منها والبعض الآخر كان لديه تصرفات كسولة، وفقًا لمجلة Science Magazine.

وقال فريق "بوفرينو" لمجلة ساينس": "كان لدى الأسماك المعالجة بمستويات عالية من فلوكستين تمايز ضئيل للغاية في سلوكها، لقد تصرفوا مثل الزومبي الذين لم يعد لديهم فرديتهم بعد الآن".