تعاني بعض الأسر المصرية وخاصة في محافظة بورسعيد، من تحمل الأعباء الصحية والمادية والنفسية نتيجة مرض أطفالهم بحساسية القمح، حيث يعد من الأمراض النادرة.
في هذا الإطار تقول ناهد محمد عبد الاه ربة منزل: 'اكتشفت إصابة ابنتي بمرض حساسية القمح، وهي بالصف الثالث الإعدادي والآن هي بالفرقة الأولى بالجامعة، ومنذ هذا التوقيت وتبدلت حياتنا الأسرية، وأصبحت لها نظام مختلف عن السابق، حيث أصبح شغلي الشاغل هو كيفية توفير رغيف الخبز المختلف والصحي لابنتي ولكني وجدت الحصول عليه يسبب معاناة كبيرة'.
وأضافت: 'الدقيق المخصص لهذا الخبز يصل الكيلو منه إلى 40 جنيها، وعلبة المكرونة الخالية من البروتين تحتوي على 3 كيلو ويصل سعرها إلى ألف جنيه، والتحاليل الشهرية يصل الى 700 جنيه، والمنظار يتكلف 1000 جنيه'.
وطالبت ناهد المحافظة بتوفير مخبز متخصص لهؤلاء المرضى، متابعة: 'أحضرت أدوات خاصة لعمل الخبز وأساعد بعض الحالات الأخرى، إلا أنني أجد ذلك مكلفا تكلفة مادية كبيرة، وتكلفة تلك المعدات وصلت إلى 3 آلاف جنيه، وكل ذلك من أجل توفير الرغيف اليومي لابنتي'.
صرخات لأمهات مرضى 'حساسية القمح' ببورسعيد
بينما تصرخ إحدى أمهات مرضى حساسية القمح ببورسعيد 'ربة منزل'، قائلة: 'أكتشفت مرض ابنتي منذ كان عمرها 5 سنوات، وهي الآن عمرها 9 سنوات، و يوميا أعاني نفسيا خاصة عندما بدأ العام الدراسي الجديد، واتخيلها وهي تنظر لزميلاتها عندما يأكلون ويلعبون'.
وأكملت حديثها: 'أنا لا أطلب البسكويت ولا الكيك ولا حتى الشيكولاتة ولكن أطلب رغيف العيش الذي يصل سعره إلى 3 جنيهات وقطره لا يتعدى الـ17 سم'.
وتُعقب إحدى أمهات مرضى حساسية القمح 'ربة منزل' :'نحن نعاني أشد المعاناة لأن سعر كيلو الدقيق الذي يصل إلى 40 جنيها، والدقيق الأمريكي يصل إلى 95، وكل ده غير متاح هنا، بالإضافة إلى أن جميع الأمهات فشلن في صنع هذا الخبز لأن الدقيق له معاملة خاصة، ولذلك بدأ العام الدراسي الجديد دون وجود رغيف عيش لأولادنا'.
صرخات لأمهات مرضى 'حساسية القمح' ببورسعيد
وأضافت: 'لابد من توفير مخبز خاص لهؤلاء المرضى وخصوصا أنه مرض لا يوجد له علاج فهو مرض أبدي، وإذا اضطرت الأم إلى إعطاء أبنها دقيق القمح، فهذا يؤدي إلى نزيف حاد وتلف في الأمعاء ويمكن أن يؤدي إلى وفاة ابنها.
في السياق ذاته، قال الدكتور عيد أحمد محمد أستاذ الكيمياء وتكنولوجيا الحبوب ومنتجاتها بمركز البحوث، وخبير تدريب الحبوب ومنتجاتها بالاتحاد الأوربي، إن نسبة انتشار مرضى حساسية القمح في مصر حسب اكتشاف الحالات يصل إلى حوالي مليون وربع مواطن، مشيرا إلى أن عدد الأطفال المصابين بمرض حساسية القمح ببورسعيد يصل إلى 1300 فرد.
وأضاف أن المرض نادر وتشخيصه ليس بالسهل، مشيرا إلى أن الدراسات العملية والطبية تؤكد أن 50% من مرضى حساسية القمح يعانون من حساسية فعلية لدقيق الذرة.
صرخات لأمهات مرضى 'حساسية القمح' ببورسعيد
و أكد محمد، أنه لا يوجد علاج دوائي حتى الآن، وأن هناك تجارب لاستحداث علاج بالخارج، لافتا إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من مرض السيلياك بصورة كبيرة، كذلك تنصح الدراسات بتأخير تقديم منتجات القمح واللبن للأطفال الرضع الى ما بعد 6 أشهر ويفضل بعد 9 – 12 شهرا، موضحا أنه يجب أن يدرك المريض أن العلاج الوحيد لمرضه هوالالتزام التام بحمية غذائيه خالة من الجلوتين.