في استجابة لما نشرته 'أهل مصر'، وفرت مديرية التضامن الاجتماعي بالبحيرة مساعدات مالية لمدة 6 أشهر للمواطنة 'نجاح السعيد طلبة' المقيمة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة مريضة 'السمنة المفرطة' منذ ما يقرب من 20 عامًا.
وكانت نشرت 'أهل مصر' قصة السيدة 'نجاح' ومعاناتها مع مرض السمنة، والتي استهلت حديثها معنا بأمنيتها الوحيدة قائلة بحزنٍ شديد على حالها: 'نفسي أخدم نفسي'، موضّحة أنها مصابة بمرض هشاشة العظام، والربو والعديد من الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، ولديها ابنة وحيدة تعاني هي الآخرى من مرض السمنة، مشيرة إلى أنها لم تستطع خدمة ذاتها ولا زوجها، حيث يخدمها الجيران الأمر الذي يزيد نفسيتها سوءً حيث تشعر بالحزن تجاه ذلك.
وأشارت السيدة، إلى أن زوجها من عُمّال اليومية، حيث أنهم لا يمتلكون دخلًا شهريًا يقضي حاجتهم سوى معاش زوجها الذي يبلغ 300 جنيه والذي لا يكفي لشراء العلاج الخاص بها، متسائلة كيف لهم تدبير قوت يومهم؟!، متابعة أن زوجها يعاني من مرض دفعه لإجراء عملية إزالة للحنجرة منذ ما يقرب من 25 عامًا، مما جعله لا يقوى على العديد من الأعمال بالإضافة إلى تقدّمه في العمر، كما أن هذه العملية حجبت عنه الكلام فأصبح من الصعب عليه التواصل مع الناس، مما زاد وضع الأسرة صعوبة، حيث أن هذا المرض منعه من عمله.
اقرأ أيضًا: 20 عاما من المعاناة.. مريضة سمنة بالبحيرة: نفسي أتعالج وأخدم نفسي (فيديو وصور)
وذكرت مريضة السمنة المفرطة، أن وزنها الرائد الذي فاق الـ200 كيلو جرام، ترتب عليه العديد من الأمراض مثل الغضروف وآلام في الساق فلم تعد قادرة على الحركة إثره، مشيرة إلى أنها ذهبت عدة مرات لمحاولة الكشف ضمن المبادرة الرئاسية '100 مليون صحة' ولكن لم تتمكن من ذلك، دون معرفة السبب من قِبل القائمين على تلك المبادرة، حيث في كل زيارة لهم يخبروها بأن تأتي إليهم بعد عدة أيام، قائلة: 'المبادرة سيادة الرئيس عاملها علشاني أنا واللي زيي.. مين أحق بيها غيرنا علشان ميكشفوش عليّ'.
وتابعت أنها عندما تذهب لإجراء بعض الإشاعات والتحاليل يتبرع لها سكان المنطقة بالمبلغ التي تحتاجه، ويخلّف هذا الأمر إيذاء نفسي لها فقد امتنعت في الآونة الأخيرة عن مواصلة علاجها لخجلها من سكان منطقتها، قائلة: 'مش كل شوية هنقولهم هاتوا نتعالج'، متابعة أنها أنها أصبحت تمكث في منزلها قرابة الـ 5 أشهر متواصلين دون النزول إلى الشارع، وذلك لما تراه من تنمر من قِبل الأطفال والسائقين نظرًا لوزنها الزائد، حيث تعاني من سخرية الأطفال عليها، مطالبة الأهالي بضرورة تنشئة ذويهم على احترام مرض الآخرين، كما تتلقى عبارات من السائقين تقع عليها وقع الصاعقة مثل 'انتي محتاجة كرسيين.. لا أنا في غنى عن أجرتك.. الله يساهلك يا حاجه هاتيلك عربية مخصوص بعيد عني'.
ولفتت إلى أن الألم النفسي يزيد حالتها سوءً أكثر من الجسدي، منشادة المسؤولين بضرورة النظر إلى حالتها، حيث تأمل في عمل معاش لها حتى تتمكن من شراء الدواء الخاص بها، وتتمنى علاجها حتى تستطيع خدمة نفسها وزوجها دون الحاجة إلى أحد من جيرانها، والتي أصبحت تمثل عبئًا عليهم لكثرة خدمتهم لها.