حياة تعيشها أصعب من وصفها مريرة، مأساة تعاني منها تجعلها دائمًا تشعر بأنها 'ميتة بالحياة'، حمل يزداد يوميًا على أكتفاها وهي صغيرة السن ليس لشأنها بل لأطفالها الأربعة الذين حُرموا من المأكل والملبس، حتى المصروفات المدرسية لا يعرفون قيمتها كونهم لم يحصلوا عليها يومًا، فالبرد القارص والجوع يكاد أن يحولهم لهياكل عظمية، أجسادهم أصبحت نحيفة هزيلة، وليسا تلك فقط معاناتهم بل الحسرة الكبرى في منزلهم المعرش بالقش والأقمشة القديمة، أما بابه فلا يُغلق إلا بالحبال ما يجعلهم عرضة لدخول الحيوانات المفترسة عليهم ليلًا.
تعيش على الصدقات
ما ذُكر في السابق يعد جزء بسيط من الحياة غير الآدمية التي تعيشها السيدة 'سوسن'، ربة منزل، في الأربعينيات من عمرها مع أطفالها الأربعة بينهم 3 بالمراحل التعليمية، داخل منزل ليس ملكا لها بقرية الترامسة، التابعة لدائرة مركز قنا، وقد ألقت «أهل مصر» الضوء على استغاثتها عبر بث مباشر على صفحة الموقع على الفيسبوك.
«أولادي هيموتوا من الجوع».. بهذه الكلمات بدأت سوسن، استغاثاتها للمسئولين داخل محافظة قنا، لإنقاذ أطفالها الذين يقتلهم الحرمان، فليس لها دخل نهائي وما تعيش عليه مجرد صدقات من فاعلي الخير وذلك بعد أن استوقفوا دعم تكافل وكرامة لها بعد صرفه بـ 4 شهور بحجة أن زوجها لديه تأمين وهذا غير صحيح فقد ألغاه عقب إصابته مباشرة ومنذ فترة طويلة.
إصابة بمرض نفسي
قالت أم محمد، إنها كانت تعيش حياة هنية مع زوجها الذي كان يعمل سائقًا وأنجبت منه 4 أطفال داخل غرفة بمنزل عائلة زوجها ورغم بساطتها إلا أنها لم تجبرها على انتظار الصدقة من أحد، لكن ذلك تغير فجأة عقب إصابة زوجها بمرض نفسي جعله يفقد عقله، لم يبعدها عنه مرضه بل معاملته لها والتعدي عليها أكثر من بالآلات الحادة والجري وراءها في الشارع جعلت عائلتها تجبرها على هجره ومغادرة منزله.
وأضافت «سوسن»، أنها أقامت داخل غرفة واحدة معرشة بالقش والأقمشة القديمة ليس له باب بل لوحين من الأخشاب يسقط من حين لآخر كما أنه ليس بداخل مطبخ أو دورة مياه ومملوك لشقيقها، مبينة أنها لم تنم ليلة كاملة بل تقضي ليلها ساعة في النوم ومثلها مستيقظة من شدة خوفها على أطفالها خاصة أنه سبق ودخل كلب مسعور عليها أثناء نومها بجوار أطفالها مما أصابهم بالرعب والفزع ومن تلك الليلة لم تعرف للنوم طعم.
توقف دعم تكافل وكرامة
وذكرت أنها ليس لديها دخل أو عمل تنفق منه، فثلاجتها فارغة وأطفالها ليس لديهم ملابس سوى القديم المقطع ولا يوجد لديها بطاطين لحمايتهم من برد الشتاء القارص سوى اثنتين من الأنواع الخفيفة التي يستخدمها السائقين في تغطية السيارات في الشتاء، فما كانت تملكه هو دعم تكافل وكرامة وتم وقفه دون سبب.
وختمت السيدة سوسن شكواها بتقديم استغاثة عاجلة للواء أشرف الداودي، محافظ قنا، والدكتور حسين الباز، وكيل وزارة التضامن بالمحافظة، لتوفير دعم تكافل وكرامة مرة أخرى لها ومسكن آمن لحماية أطفالها الذين تعلو صرخاتهم يوميًا من شدة الجوع والحرمان والخوف المحيطين به كونهم يقيمون في منطقة خطر ومنزل غير آدمي.