اكتشف موهبته فى سن صغيرة، وطور من نفسه ذاتيا، لم يعد الرسم بالنسبة له مجرد موهبة، بل أصبح مصدر دخل ينفق منه على دراسته، يحلم أن يصبح الرسام الأفضل فى العامل، وقرر تعليم الرسم مجانا للأطفال الأيتام بإحدى دور الرعاية بمحافظة كفر الشيخ.
يكافح للإنفاق على دراسته
زياد منير محمد، 21 عاما، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة كفر الشيخ، يحب الرسم كثيرا، ويحلم أن يمتلك متحفا لرسم يكون عائده للفقراء وأصحاب المواهب الذين يحتاجون لدعم، ويحرص أن تكون له بصمته الخاصة فى الرسم، ويرى أن التركيز على تحقيق الهدف مهما كانت الصعوبات هو سر نجاح الشخص.
موهبة منذ الصغر
يقول زياد فى حواره لـ'أهل مصر': أرسم منذ أن كان عمرى 6 سنوات، وكان الأمر بشكل متقطع إلى أن التحقت بالجامعة وبدأت أطور من نفسى كثيرا، وأتعرف على أسماء الخامات وكل ما يتعلق بالرسم، وكنت أدرب نفسى بشكل ذاتي، إلى أن تطور مستواى كثيرا، وتوجهت بعد ذلك لتعليم الرسم للآخرين عن طريق الدورات التدريبية عن طريق الأنترنت أولا، ثم بدأت فى تعليم الرسم فى أكاديميات متعددة على مستوى كفر الشيخ.
عائلتى شجعتنى كثيرا
ويتابع: اكتشفت موهبتى فى الرسم بنفسى، ولكن أستاذى بالمرحلة الثانوية كان يحفزنى ويشجع موهبتى كثيرا، ودعمنى أهلى وشجعونى كثيرا خاصة والدى ووالدتى.
ويضيف: الرسم لم يعد حاليا بالنسبة لى مجرد موهبة وهواية بل أصبح مصدر دخل، فأنا أستغل الرسم للإنفاق على دراستى بالجامعة، وأنا أتمنى أن يصبح لى يوما ما أول مركز فنون شامل بمحافظة كفر الشيخ.
هدفى إسعاد الآخرين
ويكمل: هدفى الأول من الرسم هو إسعاد العميل، حتى وإن لم يدفع مقابل ما رسمته، إذ أن البعض أحيانا قد يطلبون منى رسم أوردر لهم ولكنهم يخبرونى أنهم لا يمتلكون المقابل المادى لذلك، فأقوم برسم ما يريده وتغليفه وإيصاله على نفقتى الخاصة.
وأردف: بما أن هدفى الأساسى هو إسعاد الآخرين، فأنا أحب أن أرسم اللوحات التجميعية التى تجمع الشخص بشخص آخر قد توفى ولم تجمعه معه إحدى المناسبات، فأقوم برسمهما معا فى نفس اللوحة، وأحيانا قد تكون هناك إعاقة معينة موجودة فأعمل على تحسينها وإصلاحها فى اللوحة.
أعلم الرسم مجانا
واستطرد: أنا أركز فى الرسم على الجانب الإنسانى وليس الجانب المادى، فأنا أقوم بتعليم الرسم للأطفال اليتامى بإحدى دور رعاية الأيتام، كما أقوم بتعليم الرسم للآخرين بشكل مجانى أو بأسعار مخفضة، وسبق وحصلت وأنا فى الثانوية العامة على المركز الأول على مستوى المحافظة فى الرسم للهواة.
أحلم أن أكون الرسام الأفضل بالعالم
ويضيف: أسعى دائما أن يكون لى بصمتى الخاصة فى الرسم، وأن يشعر الشخص عندما يرى رسمى أنه رسمى أنا وليس تقليدا لشخص آخر، فدائما ما تظهر لمساتى الخاصة على اللوحات التى أرسمها.
ويتابع: أرسم بجميع الخامات، وأقوم برسم بورتريهات وجداريات وغيره، وأحلم أن أكون الرسام الأفضل فى العالم، كما أحلم أن يكون لى متحف للرسم وتعرض به رسماتى ورسمات الموهوبين الآخرين من الرسامين، وسيكون العائد المادى منه لصالح الفقراء والمحتاجين، إضافة لمساعدة الرسامين الموهوبين الذين يحتاجون لمن يدعم موهبتهم.
التركيز على الهدف سر النجاح
وأوضح أن سر نجاح الشخص أن يضع هدفه نصب عينيه ويركز على تحقيقه مهما كانت الضغوطات والتحديات التى يواجهها، وأن يطور من نفسه بشكل مستمر ليواكب التطورات التى تحدث، ليصبح فى المقدمة دائما.
ويضيف: واجهت الكثير من التحديات فى مشوارى، فبعض الناس لا يتفهمون كون الشخص رساما، ويرون أن هناك أمورا أهم فى الحياة على الشخص أن يعمل بها، كما حاول الكثيرون إحباطى بالتقليل من شأن الموهبة، وأن على البحث عن شىء آخر أهم لفعله.
لم أستمع لكلام المحبطين
ويقول: قررت ألا أستسلم لكلام المحبطين وأن أتجاهلهم، وأن أنمى موهبتى أكثر وأثبت نجاحى للجميع، وقررت أن ألتحق بكلية التجارة لأجد وظيفة جيدة بعد التخرج، وأن أقوم بنفس الوقت بتنمية موهبتى فى الرسم، وأن أعرض رسماتى على المتخصصين، وأنا أتمنى أن تكون لى شركتى الناشئة الخاصة بعد التخرج، وستكون بها أفكار جديدة خارج الصندوق خاصة فى مجال التكنولوجيا، كما أننى لن أهمل موهبتى بل سأستمر فى تطويرها لأحقق أحلامى بمجال الرسم فأنا أحلم أيضا أن تكون لى منصة لتعليم الرسم مجانا.