رغم صيامهم وصغر سنهم، إلا أنهم ضربوا أروع الأمثلة في الإنسانية، والإحساس بمعاناة غيرهم من الصائمين الذين أبعدهم الطريق عن منازلهم في وقت الإفطار، حيث إنهم أخذوا يفكرون ليلًا ونهارًا، مع معلماتهم فى مبادرة يستطيعوا من خلالها مساعدة الصائمين العابرين الطريق على الإفطار عقب آذان المغرب مباشرة، وذلك بتوزيع وجبات عليهم أمام كوبري قريتهم بالحميدات شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر.
وتقول 'آيات حسين تقادم'، إحدى الأطفال المشاركين بالمبادرة لـ'أهل مصر'، إنها قررت هي وزملائها من مدرسة الشيخ مليح، ومدرسة الشيخ الأمير 2 المجتمعية، التابعتين، لمؤسسة مصر الخير، تدشين مبادرة 'إفطار صائم'، وتنفيذها على كوبري قريتهم قُبَيل المغرب بدقائق ، بوقف السيارات العابرة وتوزيع وجبات إفطار على قائديها وعلى الركاب، بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وأوضحت عزيزة جابر، معلمة تلاميذ مدرسة الشيخ مليح، أنها قامت هي وزميلاتها 'أميرة عبد النعيم وسلمى محمد ونجوى عبد الجليل'، بشراء كمية من الفاكهة، والبلح، والعصائر، والباتيه، وشراء أطباق ولور التغليف، ثم بدأوا في تنفيذ أمنية تلاميذهم، ثم قاموا بإحضار التلاميذ الذين حرصوا على التعبئة والتغليف وتجهيز الوجبات بأيديهم من التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، وسط فرحة مبهجة.
ولفتت الطفلة حبيبة سيد، إلى أن الهدف من المبادرة هو عدم حرمان الصائمين من ثواب تعجيل الإفطار اتباعا لسنة النبي _ صلى الله عليه وسلم_ وتنفيذا لقوله ' لا تزال أمتي بخير ما لم يعجلوا الإفطار' قائلة:' أن هؤلاء الصائمين اضطرتهم الحاجة إلى التأخر بالمواصلات، التي لا يوجد بها طعاما ولا شرابا مما يجعلهم يؤخرون الإفطار ويواصلوا معاناتهم فى العطش حتى الوصول إلى منازلهم.
وأضاف 'أحمد جابر' أحد التلاميذ المشاركين فى المبادرة أنهم تحركوا من منازلهم لتنفيذ هذه المبادرة فى تمام الساعة الخامسة مساءا، حيث أنهم قاموا بتحميل وجباتهم فى توك توك والنزول بها على الكوبري، ثم بدأوا يقفون أمام السيارات رافعين أيديهم للقائدين حتى
يستطيعوا التوزيع عليهم وعلى الركاب، مؤكدا أنهم يشعرون بقمة السعادة رغم صيامهم أثناء توزيعهم الوجبات التي هي عبارة عن ' بلح وعصير وموز وباتيه ' داخل طبق مغلف بالأكياس، على الصائمين العابرين الطريق في ذلك الوقت.