لم يمهل "محمد" خطيب «خلود» فتاة بورسعيد، لتتناول وجبة الفطور التى أعدتها لنفسها صباح يوم الواقعة، حيث انقض عليها بعد أن تجرد من المشاعر الإنسانية، وخنقها لتلفظ انفاسها الأخيرة.
الواقعة أثارت ذهول الشارع البورسعيدي، الذي لأول مرة يرى شابا يذهب إلى من كانت خطيبته في منزلها، لقتلها مع سبق الإصرار والترصد وبدم بارد، وذلك بعد أن اقتحم المنزل من خلال النافذة، بعد أن فشل فى تحطيم الباب.
وعلمت "أهل مصر" من صديقات "خلود" أن هناك تسجيلا صوتيا يثبت الواقعة على الجاني، استعانت به النيابة العامة فى التحقيقات، وهى مكالمة من خلود لإحدى زملائها فى العمل تطلب الاستغاثة، عندما شاهدت القاتل يقفز من النافذة لحجرتها.
ويبدو أن هاتف زميلها كان يسجل المكالمة وموضح فيه توسلات خلود للقاتل، حيث قالت: "سيبنى يا محمد وأنا ها أعملك اللى أنت عاوزه"، ورد القاتل: "موش ها أسيبك إلا لما أموتك".
وتطوع عدد من المحامين للدفاع عن القتيلة، مطالبين القضاء المصرى الشامخ بسرعة القصاص من القاتل، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التعدي على المرأة بهذه الجرأة غير المسبوقة، والتى تؤكد أنه ذئب بشري قفز من النافذة ليرتكب جريمته الشنعاء.
وفي السياق ذاته، كشفت النيابة العامة، تفاصيل استجواب المتهم بقتل خلود السيد، المعروفة إعلاميًا بـ فتاة بورسعيد.
وقالت النيابة العامة، في بيان رسمي عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك: أُخطرت النيابةُ العامة بمقتلِ المجنيِّ عليها خلود السيد والعثور على جثمانِها بمسكنِها ببورسعيد، وعلى الفور انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمانِها فتبينتْ ما به من إصاباتٍ، كما عاينتْ مسرحَ الواقعة، وتحفظت على ما به من آثارٍ وهاتفٍ محمول، وسألتْ أهلَ المجني عليها وجيرتَها، وتوصلتْ إلى أنَّ المتهم خطيبُ المجني عليها، وأنهما يعملان بذات المكان.
وتابعت: انتقلت النيابة العامة لمحلِّ عملهما وتبينت انصرافَ المتهم من عمله مبكرًا يوم الواقعة، فاطلعت النيابة العامة على ما سجلتْه آلاتُ المراقبة، وتحققت من أوصافِ المتهم حالَ ظهوره بها، وتابعت تحركاته منذُ انصرافه من العمل حتى دخوله من العقار محل الواقعة وخروجه منه فرارًا.
وسألت النيابة العامة سبعةَ عشر شاهدًا من أهل المجني عليها وجيرانها وزملائها بالعمل، فتواترت أقوالهم على خطبة المجني عليها للمتهم وزمالتهما بالعمل، وأكَّد زملاؤهما تعديَ المتهم عليها قبل يومٍ من الواقعة، واستقالتها رغبةً في تجنّبه، ثم انصراف المتهم مبكرًا يوم مقتلها، كما شهِد أحدُ جيرانها في العقار المواجه لمسكنها برؤية المتهمِ متسللًا من النافذة إلى ذلك المسكن.
كلفت النيابةُ العامةُ الشرطةَ بالتحري حول الواقعة، فتوصلت إلى قتْلِ المتهمِ المجنيَّ عليها، فأمرت النيابة العامة بضبطِ المتهم، فأُلقي القبض عليه، وجارٍ استجوابه فيما نُسب إليه واستكمال التحقيقات.