توشك مهنة دباغة الجلود على الانقراض، في محافظة أسيوط، التي تعد أشهر محافظات الجمهورية في هذا العمل، حتى أطلق على بعض المناطق فيها اسم: عرب المدابغ.
وعلى الرغم من عراقة هذه المهنة، وقدمها، فإنها باتت تصارع للبقاء، حيث يقول الحاج عبد الرحمن فرغلي، أحد أشهر العاملين فيها، من خلال بث مباشر لـ أهل مصر: "ورثنا مهنة دباغة الجلود عن الأجداد، ومازلنا نعمل بها، حيث تعلمتها 60 عاما، وكنت حينها طفلا في السابعة من عمري، وعملت بها مع والدي، لكن أبنائي حاليا يهجرونها، وكثيرون مثلهم، نظرا لصعوبتها وقلة عوائدها، حيث لا تكفي لتوفير الاحتياجات الأساسية لأي أسرة".
وأضاف: "تبدأ دباغة الجلود بشرائها من التجار والمواطنين، وتكون مملحة للحفاظ عليها من التعفن، ويتم جمع كمية كبيرة لتنقع في أحواض مياه، ويتم تغيير المياه أكثر من مرة، حتى تصبح نظيفة تمامًا، ثم توضع في الجير الطفي، والأوذة لمدة يومين أو ثلاثة، حتى يتساقط الشعر والصوف المغطي لها، ثم تغسل مرة أخرى لتوضع الردة عليها لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، حتى يتم التأكد من نضج الجلد، وليسهل تشكيله وتلوينه".
وأوضح الحاج عبد الرحمن أن الصناعة دباغة الجلود يدوية بحتة، لذا فهي تشكل عبئا كبيرا على صانعيها، وهذا ما أدى إلى هجران الجميع لها، قائلا: "نحن نعانى من عدم وجود آلات حديثة في العمل، لعدم قدرتنا على شرائها بسبب كلفتها المرتفعة، بالإضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحي فنحن ندفع مبالغ باهظة من أجل إحضار سيارة تجمع تلك المياه وتفرغها بعيدا".
وطالب الحاج عبد الرحمن بتبني الدوله لتلك الصناعة العريقة، حتى يمكن توفير فرص عمل للشباب، ورفع عائداتها.