اعلان

كيف تكون شخصاً إيجابيا مؤثرا فى الآخرين ؟

الكاتب عبد العظيم هلال
الكاتب عبد العظيم هلال

قبل أن نخوض فى الموضوع، لابد أن نعقد مقارنة بين شيئين رئيسين الشهرة والتأثير، ليس كل مشهور بالضرورة مؤثرا وليس كل مؤثر مشهورا، وبادئ ذى بدء لابد أن تعرف أن المشهور هو شخص معروف لعامة الناس بسبب عمل قام به وربما يكون بمحض الصدفة، ولكن الشخص المؤثر ذلك الشخص الذي ربما لا يعرفه الكثيرون ولكن له تأثيرً كبيرً فى المجتمع الذى يعيش فيه ،لذا لابد أن تحدد لنفسك أولاً من تريد أن تكون؟ هل تريد أن تكون شخصا يُشار له بالبنان ولا يهمه قيمته، أم شخصا مؤثرا في محيطه ويفيد مجتمعه ولا يشترط أن يكون معروفًا للجميع؟

أعتقد أنك اخترت النوع الثاني من الناس، وهنا يأتي السؤال الأصعب كيف يمكن أن أكون شخصاً مؤثراً! ولكن يمكن أن تكون شخصًا مؤثرًا ولكنك لا تعلم، وكونك مازالت تبحث عن إجابة لهذا السؤال فهذا هو المؤشر الأول أنك يمكن أن تكون شخصًا مؤثرًا.

*التأثير على الأخرين.

بكلمات أيسر الشخص المؤثر: هو ذلك الشخص القائد الذي يتبعه كثيرون بدون إعداد أو ترتيب منه وبدون وعي منهم،هو شخص مستقل له أفكار ومبادئ واضحة تجعله محل إعجاب من الآخرين، لا يسعى للشهرة بقدر سعيه لنجاح فكرة يؤمن بها. أو هدف يسعى لتحقيقه.

ويمكن أن يكون هذا الشخص مُعلما للغة العربية في المدرسة و يحب اللغةالعربية بشدة مما ينعكس على أدائه لعمله وطريقة تعليمها للطلاب، فيتخرج على يديه مجموعة من الطلاب الذين يعشقون اللغة بسببه، في هذه النقطة هو مؤثر جداً.

*هل رأيت؟ والآن حان وقت التنفيذ….......

*الصدق والأمانة

الأمر ليس بمستحيل ستفعله لتكون شخصًا مؤثرًا، القصة كلها تحدث بدون أدنى ترتيب، يكفيك أن تملك أفكارًا تؤمن بها وتدافع عنها بصدق وليس شعارات تسعى لنشرها، تفعل ذلك بشكل تلقائي بدون جهد في ترتيب أو تخطيط، إيمانك الداخلي هو ما يحركك، لا أكثر ولا أقل .

مساعدة الآخرين

أول أبواب التأثير في الأخرين، أن تساعدهم، والأمر ليس مادياً بالمعنى السطحي، الأمر أغلبه – إن لم يكن كله – يتعلق بالأمور المعنوية، تخيل مثلاً أنك الأبن الأوسط في أسرتك وتعتمد أمك عليك في شراء أغراض المنزل اعتماداً كلياً، وتغيبت في رحلة ماً لمدة أسبوع، تخيل حال أمك بدونك! لا أحد غيرك يقوم بدورك، وأنت من تثق فيه وتعتمد عليه في هذه المهمة، أراك تسخر من المهمة! فالتأثير لا يعني الصعود للقمر، فشراء أغراض المنزل بالنسبة لأمك هو بالنسبة لها أهم من الصعود للقمر، أرأيت؟ فغيابك فارق وهذا يعني أنك شخص مؤثر.

تعليم الآخرين

تريد أن تدخل إلى أبواب التأثير سريعاً، عليك بتعليم الآخرين أمرا ماً، لغة إذا كنت تجيد لغة بعينها، مهارة معينة، أي شيء جديد يفيدهم، والأمر لا يتعلق بالتعليم فحسب بل في حقيقة الأمر بالإتقان، علمهم بحب، بشغف، بطرق مبتكرة… هكذا ستبقى في ذاكرتهم زمناً طويلاً.

والآن كل وسائل التواصل مفتوحة، يمكنك أن تُعلم الناس من خلال فيديوهات تضعها على مواقع اليوتيوب ، أو ربما تضع مقاطع صوتية لأي من تجاربك التي تراها مفيدة للآخرين ، ويمكنك أيضا أن تكتب مقالاً على صفحتك الشخصية أو فى مجموعة من المجموعات الاجتماعية أو الثقافية مثلاً يساعد الناس على النهوض بأنفسهم فتؤثر فيهم وتسعدهم.

وأتركنى أرسم لك ملامح أحلى لحظات حياتك وقتها، عندما تأتيك رسالة من مجهول يقول لك فيها “هل تذكر مقالك الذي كان عن كذا في كذا… لقد غير لي حياتي جزئيا وكليا .”هل يوجد أسعد وأفضل من ذلك؟

طور من ذاتك

إذا أردت أن تكون مؤثرًا لابد أن تكون مثالاً جيداً يُحتذي به، لذا احرص دائمًا على تطوير مهاراتك، وتطوير ذاتك ،تعلم لغات جديدة، انضم لدورات تدريبية في موضوعات مختلفة، ابحث عن كل ما يجعلك أفضل، بتلك الخطوات التي تأخذها في سبيل تحسين مهاراتك ستكون قدوة للآخرين وستؤثر فيهم وتذكر أن الشيء الوحيد الذي يمنعنا من التعلم هو الموت مصداقا لقول المصطفى صل الله عليه وسلم " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ".

*ساعد الآخرين وقدم لهم مايحتاجونه .

لن تستطيع أن تكسب قلوب الناس إلا إذا كنت تعرف ماذا يريدون؟

فالطفل العنيف لا يحتاج من معلمه أن يقسو عليه، بقدر ما يحتاج إلى جرعات مكثفة من العطف والحنان والدعم النفسي والتي تجعله يشعر بقيمته وأهميته، لذا فغالباً الناس لا ينسون من يقدم لهم ما يحتاجون من مشاعر جميلة تجعل حياتهم أفضل، وحتى لو كانوا أشخاصًا عابرين في حياتهم، فرب كلمة تحول إنسانا من مجرم إلى إنسان صالح. فالعبرة ليست بالوقت بل بحجم الفعل.

وأخيرا أنصح نفسي أولا والجميع أن نكون إيجابيين مؤثرين لا سلبيين مُحبٍطين .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً