بعد 6 أشهر من جائحة فيروس كورونا المُستجد، يتكرر سؤال محوري وهو كيف تحدث بالضبط الإصابة بعدوى فيروس كورونا وكيف يمكن تجنب الإصابة بها؟، وهل يوجد وباء صيني أخر يمكن أن يهدد البشرية بحجم فيروس كورونا،للإجابة عن هذا السؤال، نشرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية تقريرًا جاء فيه أن الكثير من الدراسات العلمية توصلت إلى أنه من النادر حدوث عدوى عن طريق ملامسة أسطح ملوثة، بل من غير المحتمل أن تنتشر العدوى بسبب اللقاءات العابرة بين الأشخاص في أماكن مفتوحة، كما أنه يمكن بسهولة الوصول لوباء آخر بشدة كورونا.
كيف تنتشر عدوى فيروس كورونا؟
يبرز التقرير أن المسبب الرئيسي لانتشار العدوى هو التفاعلات الشخصية عن قرب لفترات طويلة، بالإضافة إلى التواجد في مناسبات مزدحمة داخل أماكن مغلقة أو مناطق سيئة التهوية، والتي عادة تضم أشخاصا يتحدثون خلالها بصوت عالٍ أو يقومون بترديد الهتافات أو الأغاني، مما يزيد من المخاطر في أماكن مثل الصالات الرياضية والعروض الموسيقية أو المسرحية والمؤتمرات وحفلات الزفاف وحفلات أعياد الميلاد.
اقرأ أيضاً: بعد كورونا.. "ليزا" فيروس جديد يهدد إيطاليا ويثير زعر المواطنين
هل يمكن أن نصل إلى جائحة أخرى بفيروس جديد؟
كشف العلماء عن سلالة جديدة من الأنفلونزا التي من المحتمل أن تتحول إلى جائحة أخرى في الصين، وتحمل الفيروس تلك المرة الخنازير ولكن أشرس من أنفلونزا الخنازير الذي ظهر في 2010 الماضي، وقال الباحثون أنه يمكن أن يتحور أكثر بحيث يمكن أن ينتشر بسهولة من شخص لآخر ، ويؤدي إلى تفشي عالمي.
وتعد السلالة الجديدة السيئة من إنفلونزا الخنازير من بين التهديدات الرئيسية للأمراض التي يراقبها الخبراء ، حتى بينما يحاول العالم إنهاء جائحة فيروس كورونا الحالي، حيث أن اللقاح الحالي لانفلونزا الخنازير لا يستطيع أن يقي الأفراد.
وتقول الدراسة 'إن فيروسات G4 (التي ينتمي إليها هذا الفيروس) تحمل جميع السمات الأساسية لفيروس مرشح لأن يصبح جائحة'، مشيرة إلى أن هناك أدلة على أن عمالا في مسالخ بالصين وموظفين آخرين يتعاملون مع الخنازير قد أصيبوا بالفيروس، وفقا لوموقع 'بيزنس إنسايدر'.
وأوضح معدو الدراسة أن لقاحات الإنفلونزا المتوفرة حاليا لا تحمي من السلالة الجديدة، لكن هناك إمكانية لتعديلها وجعلها فعالة.
ووجد العلماء أن الفيروس هو مزيج من 3 سلالات من الإنفلونزا واحدة من الطيور الأوروبية والآسيوية، وسلالة الإنفلونزا التي تسببت في تفشي إنفلونزا الخنازير عام 2009 ، وإنفلونزا أميركا الشمالية التي تحتوي على جينات من فيروسات الطيور والبشر وإنفلونزا الخنازير.
وكتب الباحثون أن الفيروس الجديد يحتوي على أجزاء من إنفلونزا الخنازير لعام 2009، فإنه 'قد يعزز التكيف مع الفيروس' الذي يؤدي إلى انتقال العدوى من شخص لآخر.
هل يجب أن نقلق من الفيروس الجديد؟
يمكن للفيروس ، الذي يسميه الباحثون G4 EA H1N1 ، أن ينمو ويتكاثر في الخلايا التي تبطن المجاري الهوائية البشرية،ووجدوا أدلة على الإصابة الأخيرة في الأشخاص الذين عملوا في المسالخ وصناعة الخنازير في الصين عندما نظروا إلى البيانات من 2011 إلى 2018.
من الناحية النظرية ، يمكن أن يحدث جائحة الإنفلونزا في أي وقت ، لكنها لا تزال أحداثًا نادرة، حيث تحدث الأوبئة إذا ظهرت سلالة جديدة يمكن أن تنتشر بسهولة من شخص لآخر.
قال البروفيسور جيمس وود ، رئيس قسم الطب البيطري في جامعة كامبريدج ، إن العمل 'يأتي كتذكير مفيد' بأننا نتعرض باستمرار لخطر ظهور مسببات الأمراض الجديدة ، والحيوانات المستزرعة ، والتي يتواصل معها البشر بشكل أكبر قد تكون بمثابة مصدر للفيروسات الوبائية الهامة.
نصائح للتعايش الآمن
تساعد نتائج الدراسات العلمية الجديدة الشركات والحكومات على استنباط استراتيجيات للعودة إلى أنشطة الحياة التقليدية وإعادة الفتح لمراكز الخدمات والأعمال مع ضمان حماية الصحة العامة، ويتضمن ذلك تكتيكات مثل تثبيت حواجز زجاجية أو بلاستيكية شفافة، والإلزام بارتداء الكمامات والحفاظ على مسافات التباعد الجسدي في المتاجر والأماكن الحكومية والعامة والمغلقة الأخرى، مع التأكد من سلامة أنظمة التهوية الجيدة في المنشآت وضرورة إبقاء النوافذ مفتوحة كلما أمكن ذلك.
اقرأ أيضاً: لغز جديد يحير العلماء.. كيف يمكن أن يتسبب "كوفيد 19" في تلف الدماغ؟
ويوضح توم فريدن، الرئيس التنفيذي لـ Resolve to Save Lives، وهي مبادرة غير ربحية غرضها الحفاظ وحماية صحة العامة، قائلًا: 'لابد من التفكير في طرق متعددة لزيادة الوعي والالتزام بالتباعد الجسدي، مما يسمح بعودة الأنشطة الحياتية والعمل والإنتاج بدون إعادة تفشي العدوى مجددًا'.
رذاذ التنفس والهباء الجوي
مازالت ملامسة الرذاذ التنفسي مدرجة على قوائم مسببات عدوى كوفيد-19، التي حددتها الهيئات الصحية، ويمكن لهذه القطرات السائلة الكبيرة نقل الفيروس من شخص إلى آخر إذا لامست عينه أو أنفه أو فمه، لكن الاحتمالات الأكبر أنها تسقط على الأرض أو على الأسطح الأخرى بسرعة كبيرة.
ويقول بعض الباحثين إن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق الهباء الجوي، أو القطيرات الصغيرة التي تطفو في الهواء لفترة أطول من القطيرات الكبيرة،ويمكن استنشاق هذا الهباء الجوي مباشرة.
ويضيف الباحثون، في نتائج دراستهم العلمية بجامعة هونج كونج، أنه يمكن أن يتراكم الفيروس، الذي يتطاير خلال تنفس المريض أو أثناء تحدثه، في الهواء بمرور الوقت وربما يساعد تدفق الهواء القوي من وحدة تكييف الهواء في إعادة تدوير الجسيمات في الهواء.
ويوصي أحد أعضاء الفريق البحثي يوغو لي، أستاذ الهندسة في جامعة هونج كونج، إن توفير التهوية الكافية في الأماكن، التي يتردد عليها الكثير من الأشخاص وأماكن العمل مهمة للغاية. وتشتمل عناصر التهوية المناسبة على طرق مثل دفع الهواء نحو السقف وطرده للخارج، أو جلب الهواء النقي إلى الغرف.
ولكن يشرح دكتور جون بروكس، كبير الأطباء في المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، نقطة مهمة فيما يخص التهوية، موضحًا أن العدوى بفيروس كورونا تختلف 'بشكل رئيسي عن الإصابة بعدوى الحصبة أو السل، والتي تبقى فيروساتها عالقة في المجال الجوي لفترة طويلة'. واستشهد دكتور بروكس على صحة تلك النظرية بأنه إذا كان فيروس كورونا ينتشر بقوة عبر مساحات هوائية كبيرة أو من خلال أنظمة مناولة الهواء، فلربما كانت أعداد المصابين أكثر مما هي عليه حاليًا بكثير
كيف نتجنب العدوى في المصانع والشركات؟
تتضمن قائمة المبادئ التوجيهية لمركز CDC لأصحاب العمل، الذين يعاودون فتح منشآتهم لاستقبال الموظفين والعمال بأن يتم فرض ارتداء الكمامات الواقية على الجميع، والحد من استخدام وسائل النقل العام والمصاعد، وحظر العناق والمصافحة والتباعد الجسدي لأكثر من مرتين وعدم التحدث لأكثر من 15 دقيقة عن قرب. وتشتمل القائمة على التوصية للشركات التي تقدم وجبات خفيفة مشتركة لعمالها وتنتشر مبردات للمياه أو ماكينات القهوة في أروقتها أن يتم استخدام الأطباق وأدوات المائدة والأكواب البلاستيكية ولمرة واحدة.
هل هناك طرق أكثر حماية من الفيروسات الجديدة؟
ينصح عالم شهير، حاصل في 1998 على جائزة نوبل بالطب، وهو الأميركي Louis Ignarro البالغ 79 سنة، وتجدها في تقرير نشرته مجلة ScienceAlert العلمية بعددها الحالي، إغلاق الفم واستنشاق الهواء من الأنف فقط، أما إخراجه بعدها، فمن الفم، وبذلك يتم إغلاق واحد من نفقين يدخل بهما المستجد إلى الجهاز التنفسي، وفقا لما قالته المجلة الأمريكية ، والمشير إلى أن الفيروس يشق طريقه عادة عبر باب الأنف أو الفم، أو الاثنين معا إلى خلايا الرئتين بشكل خاص، ليتكاثر فيها بلا توقف حتى يلفظ المصاب أنفاسه الأخيرة.
ويشرح العالم الشهير نصيحته بما قل ودل، فيقول إن التنفس من الأنف يساعد تجاويفه على إنتاج جزيء معروف علميا باسم Nitric Oxide المولد عبر الرئتين مزيدا من الأوكسيجين يصل إلى الدم، ثم يساعد وجوده في الرئتين على مكافحة الفيروس ومنعه من التكاثر والتسبب بالالتهابات الفتاكة، مما يعزز جهاز المناعة، وهو السلاح الأهم في الحرب على الفيروس القاتل.
ويعمل الأكسيد المعروف بحرفي ON اختصارا، على منع ارتفاع ضغط الدم أيضا، كما يساعده على التدفق إلى كل الأعضاء، على حد ما قرأت 'العربية.نت' بتقرير المجلة الوارد فيه أنه يمنع تخثرات الدم وتجمعها في الأوردة الطبيعية، وهو ما يسبب الجلطات المعروفة بأنها إحدى أعراض الإصابة بكورونا المستجد.