لم يكتفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال المرتزقة السوريين والصوماليين فقط إلى ليبيا ودعم الميليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، بل استقبل مؤخراً 'فايز السراج' رئيس الحكومة الغير شرعية في طرابلس الكاتب اليهودي الفرنسي المثير للجدل 'برنار هنري ليفي' إلى ليبيا.
اقرأ أيضاً: سقوط قناع الخليفة المزعوم.. "أردوغان" يبيع مسلمو الإيجور للصين بـ"حفنة" أموال
من هو برنار ليفي؟
في مدينة بنغازي شرق عام 2011، استقبل الثوار 'الميليشيات المسلحة الآن' برنار ليفي لإقناع فرنسا أو ايطاليا بالتدخل العسكري ضد نظام معمر القذافي، وهو الملقب اختصاراً بـ'بي آش آل'، والذي يحاول البعض تقديمه على أنه عراب تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، لدوره في إقناع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بقيادة تحالف دولي لإسقاط نظام القذافي بعد أن استعصى على الثوار الإطاحة به عبر المظاهرات أو العمل العسكري.
ليفي يحرض الشعب الليبي على الثورة في 2011
السر وراء شهرة ليفي
ليفي ليس مجرد كاتب صحفي عادي، فهو رجل أعمال ثري ومدير مجلة وسيناريست ويوصف أيضاً بالمفكر والفيلسوف، وله صوت مسموع بين أروقة صناع القرار في فرنسا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وتتحدث وسائل إعلام أن اللوبي الصهيوني يقف وراء شهرته ونفوذه،إذ له عدة مؤلفات حول: اليهودية، والهوية، والصهيونية، والأصولية الدينية.
فحتى اللوبي الصهيوني الذي دفع له السراج ملايين الدولارات لتلميع صورته، يوشك اليوم أن ينقلب عليه، بعد احتراق أوراقه.
هل يحاول ليفي إنشاء فخ لحفتر؟
زار 'ليفي' بعد أن استقبله 'فايز السراج' مقابر ترهونة الجماية ومن المفترض ان مدينة ترهونة يسطير عليها الجيش الليبي، وكانت تلك فكرة 'اردوغان' لإحراج المشير خليفة حفتر الذي رفض استقبال الإسرائيلي 'بانار ليفي' رغم وجوده في ترهونة، وكان الاتفاق بين 'اردوغان وليفي ' قبل زيارته لإسرائيل هو إحراج المشير خليفة حفتر بزيارته أحدى الأماكن التي يسيطر عليها الجيش الليبي، ومن المعروف ان 'ليفي' بإمكانه التأثير على الرأي العام الدولي، وحتى على صناع القرار في العالم، لجر المشير حفتر إلى ازمات مع اوروبا مثلما فعل في البوسنة والهرسك، وكانت نتيجة ذلك تحركاً عسكرياً أمريكياً أوروبياً أنهى الحرب في البوسنة والهرسك بعد سلسلة غارات جوية متواصلة أجبرت صرب البوسنة على الاستسلام، ثم تم القبض على الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، وعدد من جنرالاته ومحاكمتهم في لاهاي بتهم الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، خلال خلال التسعينات.
طرد هنري ليفي من 'ترهونة' من قبل الجيش الليبي
لكن في ليبيا هناك رأي غالب يرفض زيارة ليفي إلى بلادهم وهو من جانب القبائل والجيش الليبي، بالنظر إلى مواقفه المدافعة عن الصهيونية، باعتباره يهودياً من مواليد مدينة بني صاف غربي الجزائر في 1940، لكنه رحل إلى فرنسا مع رحيل الاحتلال،وكتاباته عن التيارات الإسلامية متطرفة،وهذه الأسباب وغيرها جعلت معظم الليبيين سواء المؤيدون للحكومة الشرعية أو التابعون لحفتر أو أنصار القذافي لا يحملون كثير ود لبرنار هنري ليفي، لكن الجانب التركي حالياً متواجد على الأرض وكلمته سمعاً وطاعاً على حكومة الوفاق الوطني الذي يديرها 'فايز السراج'.
فبمجرد نزوله صباح السبت في مطار مصراتة، توالت التنديدات بزيارته وتوجيه تهم الخيانة للجهات التي استضافته،فيما ندد البرلمان من هذه الزيارة وأمر بفتح تحقيق في الأمر.
ماذا قال ليفي عن الزيارة؟
تمكن 'ليفي' من الوصول إلى ترهونة التي تبعد عن مصراتة بنحو 160 كلم، وزار إحدى المقابر الجماعية التي ارتكبتها أحد الميليشيات لكن في طريق رجوعه مرفوقاً بحماية 'الشرطة' عائداً إلى مصراتة اعترض مسلحون غاضبون طريقهم دون إيذائهم.
وعلق ليفي، في تغريدة له قائلاً: 'بعد تقريري عن المقابر الجماعية، هؤلاء هم الشرطة الليبية الحقيقية التي تحمي الصحافة الحرة، تختلف كثيراً عن البلطجية الذين حاولوا منع قافلتي في طريق عودتي إلى مصراتة، سيتم نشر التقرير الكامل قريباً'.
وأرفق التغريدة بصورة له وحوله عدد من المسلحين الليبيين يرتدون لباس الشرطة، أثناء دخوله مصراتة التي يسيطر عليها الميليشيات الغرهابية لاستكمال اجتماعته معهم.
لكن قد لا تكون الخلفية الصهيونية لبرنار هنري ليفي وحدها سبب هذا الهجوم، إذ إن السراج كان سباقاً لطلب دعم إسرائيل منذ 2015، في حربه للوصول إلى السلطة.
وقد يكون من الخطأ الاعتقاد بأن السراج ضد الصهيونية، فيما تحدثت عدة تقارير إسرائيلية وغربية عن دعم تل أبيب لحكومة الوفاق، بعد أن وعدهم 'أردوغان' بإعطائهم بعض الأجزاء من القواعد العسكرية الذي سينشأها في ليبيا.