"لقاء مع أول جزّارة في قنا".. المعلمة نورا: ورثت المهنة من والدي وعملت بها منذ 15 عامًا.. واللحمة مجانا للمحتاجين (فيديو وصور)

في محل صغير لا تتسع مساحته أكثر من متر ونصف، في شارع تسكنه الضوضاء بسبب زحمة المارة والمقبلين على الشراء والبيع وسير التكاتك وسط الآلات الحادة والدماء، تقف فتاة عشرينية سمراء الوجه جميلة الملامح بابتسامتها البشوشة وكلماتها اللطيفة وبيدها الساطور لتمارس مهنة 'الجزارة' والمعروف عنها أنها خاصة بالرجال خاصة في قرى الصعيد بمحافظة قنا، عشقت والدها فهوت مهنته وقررت ممارستها منذ 15 عامًا، أي عندما كانت طفلة حصلت على لقب 'المعلمة نورا الجزارة'، الأولى من نوعها في قنا.

قطعت محررة 'أهل مصر' مسافة طويلة للوصول إلى المعلمة نورا الجزارة، في قرية المحروسة، التي تتصف ببساطتها وطيبة أهلها، لإجراء أول حوار صحفي، مع أول فتاة رغم صغر سنها، تعمل في الجزارة بمحافظة قنا.. في السطور التالية سوف نستعرض حياة الفتاة التي كسرت كل القواعد والعادات وأصرت على ممارسة هذه المهنة الصعبة بعد أن أهوتها وتركت دراستها من أجلها، والتي تعترف رغم ممارستها فترة طويلة لها وتجربة معاناتها بأنها لن تندم على تصرفها.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

محررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنامحررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنا

أول جزارة في قنا

هي نورا بسيوني أحمد، والمشهورة بـ 'المعلمة نورا الجزارة'، صاحبة الـ 26 عامًا، عزباء، تقيم في قرية المحروسة، التابعة لدائرة مركز قنا، تعمل في مهنتها منذ 15 عامًا، بعد أن تعلمتها من مشاهدتها لوالدها عندما كان يصطحبها معه في صغرها أثناء عمله.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

أهل مصر تحاور أول جزارة في قنا

تقول المعلمة نورا الجزارة لـ ' أهل مصر'، إنها أصغر أشقائها ال 6، وجميعهم متزوجون، وتدرجت في حديثها عن مهنتها أنها في طفولتها كانت تقضي كل أوقاتها في محل والدها الذي ورثه عن جدها، كانت عيناها لا تنظر إلى الألعاب والحلويات التي كان تُشترى لها مثل بقية الأطفال، ولكنها كانت محدقة على الساطور الذي يقطع اللحوم إربًا بتحرك أيدي والدها، واستمرت هكذا حتى تمكنت من إمساكه لمجرد اللهو في البداية ثم تعودت مع تقدمها في العمر حتى قررت العمل بالمهنة ومساعدة والدها داخل محل الجزارة.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

محررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنامحررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنا

المعلمة نورا هجرت مدرستها من أجل الجزارة

وأضافت المعلمة نورا، أنها بعد أن أُعجبت بعملها كجزارة، تركت دراستها نهائيًا، منذ أن كانت في الرحلة الإبتدائية، وقررت التفرغ الكامل للمهنة، لم تُعجب عائلتها بذلك القرار وحاولوا منعها بشتى الطرق ولكن إصرارها كان أكبر من محاولتهم، ونفذت ما تمنت وأخذت المهنة طريقًا تسلكه حتى نهاية عمرها، ولُقبت ب 'المعلمة نورا الجزارة'، وهي لم تتجاوز ال 15 عامًا.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة

أوضحت جزارة قنا، أن لا أحد من عائلتها اعترض على ممارسة مهنتها كونها فتاة وعادات وتقاليد الصعيد تمنع ذلك، ومهنة الجزارة معروفة في قنا أنها للرجال فقط، بل وجدت ترحيبًا منهم وتشجيعًا بعد علمهم بمدى إصرارها عليها، ورغبة الزبائن بها خاصة السيدات، فحاليًا كافة نساء القرية لا يذهبن إلى أي جزار غير المعلمة نورا حتى وإن لم توجد ينتظرونها لحبهم فيها وطريقتها اللطيفة واللينة معهم.

ذكرت الفتاة العشرينية، أنها يوميًا تبدأ عملها في السادسة صباحًا، حتى التاسعة مساءً في الأيام العادية، والمناسبات والأعياد للساعة الحادية عشر مساءً، نظرًا للتزاحم وإقبال المواطنين على شراء اللحوم، خاصة في مثل هذه الأيام مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

محررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنامحررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنا

المعلمة نورا الجزارة تشيد بدور شقيقيها معها

وأشادت أيضًا بمساعدة شقيقيها لها، حيث هما من يقوم بشراء المواشي من الأسواق، ويقومون بذبحها لها، ثم تتولى هي عملية التقطيع وتعليق قطع اللحوم على باب محلها، ثم تبدأ عملية تقطيع منها حسب رغبة كل مشتري منها مستخدمة الميزان للتحكم في عملية البيع، ذاكرة أن في مهنتها تستخدم 'الساطور، والمستحد، والخنصر، والقورمة 'قطعة خشبية يتم تقطيع اللحوم عليها'.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

وفي مرحلة البيع تبدأ أسعارها من 100 إلى 120 جنيه للكيلو من اللحوم البلدي، ذاكرة أن هذه الأسعار للقادرين ولكن لن يدخل أحد محلها ويخرج بدون لحمة فإن كان فقيرًا تعطيه مجانًا بدون تردد، فهكذا علمها والدها، أن محل الجزارة تحوله لقبلة المحتاجين قبل المتيسيرين.

وأشارت المعلمة نورا الجزارة، أن رغبتها في استكمال مهنة والدها خاصة بعد مرضه منذ سنوات والذي منعه الخروج من المنزل، أقوى من رغبتها في الزواج، مبينة أنها لا تتزوج لحين وجود الشخص الذي يقبل مهنتها والإستمرار فيها طيلة حياتها.

محررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنامحررة أهل مصر أثناء لقائها بأول جزارة في قنا

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

حلمها محل جزارة ملك لها

وفي نهاية حديثها تتمنى المعلمة نورا الجزارة، مساعدتها من الدولة، بتوفير محل خاص بها تستكمل فيه مهنتها، حيث أن الحالي ملك لشقيقيها وتركوه لها حفاظًا عليها وأقرب إلى منزلها، واستأجرا معًا آخر للعمل فيه لتربية أطفالهم في ذات مهنتهم الموروثة.

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

أول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قناأول لقاء مع المعلمة نورا الجزارة ابنة قرية المحروسة في قنا

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً