يترقب العالم أجمع اكتشاف لقاح مناسب لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي أصاب ما يزيد عن 19 مليون شخص، وقتل أكثر من 700 ألف إنسان على وجه الأرض، وتتسابق كبرى شركات الأدوية، والمعامل في شتى أنحاء العالم؛ لاكتشاف لقاح مناسب ضد الفيروس، وإنقاذ ملايين الأشخاص من الخطر التي بات يهدد الجميع دون تفرقة، ولكن الغريب في الأمر أن نصف الشعب البريطاني لا ينتظر لقاحًا لفيروس كورونا.
وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع رأي أن نصف البريطانيين فقط هم من يرغبون بالتأكيد في الحصول على لقاح فيروس كورونا في حال تم اعتماده رسميا، فيما تؤثر مفاهيم اللقاحات الشائعة على النصف الآخر من البريطانيين، ولا يريدون اللقاح.
ووجد الباحثون أن 53 % فقط من البريطانيين متأكدون من رغبتهم في الحصول على لقاح كورونا، وأبرز الاستطلاع الذي شمل 2237 شخصا تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عامًا، أن واحدًا فقط من كل 6 أشخاص، أكدوا أنهم لن يحصلوا على اللقاح في حالة اعتماده.
وفي السياق ذاته، قال بعض الأشخاص إنهم يرفضون اللقاح بسبب الشائعات والمفاهم المنتشرة حول اللقاحات، إضافة إلى أنهم يعتقدون أن الحكومة تثير ضجة كبيرة حول الفيروس، وتحاول السيطرة على المواطنين من خلال حثهم على ارتداء الكمامات، ووجد البحث أن الأشخاص الذين يشعرون بالارتياح تجاه تخفيف قيود الإغلاق كانوا أكثر الأشخاص استجابة بالرفض عن الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
ومن جانبه، قال البروفيسور بوبي دافي مدير معهد السياسات بكلية كينغز، في لندن، إن التصورات والمفاهيم الخاطئة عن اللقاحات تؤثر على نوايا الأشخاص بشأن اللقاح المحتمل ضد فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن اللقاحات واحدة من أعظم الإنجازات العلمية، وهناك أمل كبير في الحصول على لقاح للقضاء على تلك الجائحة.
وأكد دافي، أن مجموعات المعارضة للقاحات تمثل تحديا كبيرًا أمام الجهود المبذولة لاحتواء أزمة فيروس كورونا المستجد، لافتًا إلى أن البعض يعتقد أن الجائحة مؤامرة كبرى من أجل الاستفادة من أرباح بيع اللقاحات، وآخرون يرون أنها غير آمنه.
ووصلت لقاحات كثيرة، إلى مرحلة التجارب السريرية، وسط مؤشرات إيجابية بشأن فعاليتها، فيما تشير الأرقام إلى أن الدول الغنية حجزت أكثر من مليار جرعة من تلك اللقاحات.
وأوضحت شبكة "بلومبرغ"، أن الدول الغنية حرصت على إبرام عقود مع الشركات القائمة على تصنيع اللقاح في وقت مبكر، أي قبل اكتمال التجارب، حتى تكون أول من يحصل على اللقاحات، بينما قد تجد باقي دول العالم نفسها في نهاية الجهود العالمية لتطويق الوباء.
وأبرمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقودا مع شركة الدواء "سانوفي" و"غلاكسو سميث كلاين"، أما اليابان فتعاقدت مع شركة "فايزر"، إضافة إلى عقود أخرى، إلى جانب وجود تحرك من الاتحاد الأوروبي بدوره لأجل الحصول على جرعات من اللقاحات، علما أن نجاعتها ما زالت غير مضمونة حتى هذه اللحظة.
ويرى مجموعة من الخبراء، أن اللقاح متاحا للجميع وبثمن مناسب، ولكن في الوقت ذاته ثمة من يرى أن الطلب المرتفع قد يكون عائقا كبيرا نظرا لعدد سكان العالم الذي يقارب 7.8 مليار، ويخشى كثيرون أن تحتكر الدول الغنية اللقاحات، وهو ما حصل فعلا في سنة 2009، عندما تفشى إنفلونزا الخنازير.
ومن جانبها، حجزت اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا نحو 1.3 مليار جرعة من اللقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا المستجد، بحسب شركة "إير فينيتي" المختصة في تحليل البيانات.