باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد عربي ومع دورها الإقليمي المزدهر في الخليج والبحر الأحمر وشمال إفريقيا، واجهت الإمارات أزمة منذ عدة أيام عقب إعلان التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في اتفاقية إماراتية- إسرائيلية- أمريكية عصفت بأحلام اليمين الإسرائيلي تواجه الإمارات العربية المتحدة مجموعة من التحديات المحلية والإقليمية ، ولكن وحققت لأول مرة مكاسب عربية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من ثناء الدول العربية بأكلمها على هذا الأتفاق الذي وصفه الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' بالتاريخي إلا أن السلطة الفلسطينية وحركة حماس وإيران وتركيا وقطر عارضوا الاتفاق بشدة ووصفوه بالخيانة للقضية الفلسطينية، لذا كان لزاماً على وزير الخارجية الإماراتي 'أنور قرقاش' الخروج بتصريحات تكشف حقيقة ما حدث وما سوف يعود على فلسطبين من فائدة جراء هذا الاتفاق، وقد أجرى وزير الخارجية حوار مع قناة 'والا' العبرية نقلته كلاً عنه كلاً من 'السي إن غن ' والتلجراف البريطانية، وحرصاً من موقع 'أهل مصر' لتوضيح الحقيقة كاملة حول الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي وكافة بنوده بحثنا عن الحوار كاملاً للنقله لقراءنا لفهم ما يحدث دون تشويش من وسائل إعلام 'ثالوث الشر' إيران وتركيا وقطر.
هل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي في صالح فلسطين؟
قال وزير الخارجية الإماراتي في هذا السياق، إن الاتفاق أعاق خطط الضم الإسرائيلية لفترة طويلة، وحث الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف محادثات السلام.
واضاف: 'نحن لا نتحدث عن عملية بطيئة، حيث أن الاتفاق وضع حداً لخطط الضم ال إسرائيل، ويمثل خطوة مهمة نحو مستقبل تُحترم فيه حقوق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن دولا عربية عدة تدرك بمرور السنين، أن صنع السلام مع إسرائيل هو الطريق الأفضل لضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن دولة الإمارات لن تتخذ سفارةً لها في القدس حتى تصبح عاصمة للدولة الفلسطينية في وقت قريب وفقاص لاتفاقنا مع إسرائيل، معربا عن شعور بلاده بالفخر بهذا التقدم، مؤكدا تطلع الإمارات إلى تحقيق مستقبل أكثر أمناً للشعب الفلسطيني.
وأوضح قرقاش أن هذا القرار خدم الإمارات لعدة أسباب ، منها وقف الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، حيث كانت الاتفاقية بمثابة تحقيق لخطوة كانت الإمارات قد فكرت في القيام بها لسنوات عديدة على أي حال ، ولو لم تحدث الآن ، لكان عام آخر قد حدث، وقد تمت مناقشة تلك الخطوة لعدة شهور مع بعض الدول العربية على رأسهم مصر والسعودية والبحرين والاردن.
انور قرقاش
وعند سؤاله هل الاتفاق حيد 'القنبلة الموقوتة بالضم، مثلما قال نتنياهو في إحدي لقاءاته'؟ رد 'قرقاش قائلاً: 'أنا لا أفهم السياسة الإسرائيلية، إنها معقدة للغاية، لكنها اتفاقية ثلاثية مع التزام ثلاثي، نحن واثقون من أننا سننفذ التزامنا ، والولايات المتحدة تشارك أيضًا وستفي إسرائيل أيضًا بما التزمت به وإما ستكون هناك عواقب وخيمة'.
وأوضح 'قرقاش' أن الإمارات عارضت فكرة الضم منذ أن أعلن عنها الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' في صفقة القرن بالعام الماضي، لأنها كادت أن تقود فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لذا أنا 'أعتقد أننا اشترينا وقتًا طويلاً جدًا، بالمال.
واضاف الآن نحن نشجع الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات، بشروطهم وشروط الدول العربية، على التفاوض حول حدود 76، مشيراً أن المفاوضات ستبدأ في الوقت المناسب، وأن أخواننا في السلطة الفلسطينية رغم اتهامنا بالخيانة سنوضح لهم جميع الملابسات خلال الفترات المقبلة من خلال وساطة من بعض الدول العربية التي وافقتنا على تلك الاتفاقية، لذا فالآن أولويتنا القصوى هي معرفة عدونا لمعرفة التعامل معه وتوضيح الصورة للسلطة الفلسطينية للمضي قدماً نحو المفاوضات'.
ولدى سؤاله عن توضيح موقف الإمارات من مبادرة السلام العربية ، أجاب متحدث باسمها في وقت لاحق: 'حل الدولتين هو في صميم مبادرة السلام العربية.
ماهي المجالات التي ستتعامل الامارات مع إسرائيل فيها؟
أوضح قرقاش أن المجالات التي تريدها الإمارات للتعاون مع إسرائيل تشمل الزراعة والأمن الغذائي والأمن السيبراني والسياحة والتكنولوجيا والتجارة.
وقال أيضًا إن الاتفاقية تعني فتح سفارات في الدول المعنية، ولكن بعض وقف الضم نهائياً، وامتنع عن تحديد متى يتوقع أن يقابل السياح الإسرائيليين في الإمارات والعكس صحيح ، لكنه شدد على أنه يأمل أن تبدأ التبادلات الثقافية 'قريباً'.
'آمل قريبًا ، أتمنى حقًا قريبًا هذا ليس شيئًا نتحدث عنه بشكل تدريجي ، فنحن بحاجة إلى تحريك الأمور، وعلينا أن نبدأ، لذلك آمل قريبًا وستكون إسرائيل جزءًا من إكسبو دبي، لذلك من الواضح أن هذا مهم أن نرى الزوار الإسرائيليين يأتون أيضًا إلى دبي '.
من جهتها ، انتقدت الفصائل الفلسطينية المختلفة في الضفة الغربية وغزة إعلان التطبيع باعتباره طعنة في الظهر من جانب حليف عربي مفترض.
وفي وقت سابق الجمعة ، رفض مساعد وزير الثقافة والدبلوماسية العامة الإماراتي الاتهام ، وأصر على أن الاتفاقية حققت تقدما في غياب أي اقتراح عملي آخر من العالم العربي.
وقال عمر سيف غباش في مقابلة مع وكالة فرانس برس: 'أعتقد أننا أظهرنا أننا قادرون على الدخول في موقف متعب للغاية ونزعزعة الأمور ، ونتطلع إلى رؤية تطورات إيجابية تنبثق من هذه المشاركة الحقيقية'.
قالت هند العتيبة ، مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإماراتية ، لتايمز أوف إسرائيل يوم الخميس إن أبو ظبي لا تزال ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية وبشروط مبادرة السلام العربية.
تدعو مبادرة السلام العربية ، التي أقرتها جامعة الدول العربية لأول مرة في عام 2002 ، إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والعالم العربي والإسلامي بأكمله مقابل 'انسحاب إسرائيلي كامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ يونيو 1967'، دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحل 'عادل' و 'متفق عليه' لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
في وقت سابق يوم الخميس ، أصدرت الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة بيانا مشتركا أعلنت فيه عن اتفاق بشأن 'التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة'.
وعرضت الإمارات هذه الخطوة ، التي رفضتها السلطة الفلسطينية بشدة ، على أنها إنجاز لفلسطينيي الضفة الغربية ، من حيث أنها توقف خطط إسرائيل لضم أجزاء من الأراضي.
خسائر كبيرة في حال لم يعقد هذا الاتفاق
يأتي قرار الإمارات ضمن رؤية استراتيجية عربية شاملة، حيث تعاني منطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة الكثير من الصراعات المُرة، التي سبَّبت خسائر فادحة لدول المنطقة كلها في جميع المجالات، وعطَّلت مسيرة التنمية في العديد من هذه الدول، التي هي اليوم في أمسّ الحاجة إلى تسوية هذه الصراعات، وتدشين مرحلة جديدة في المنطقة تسودها قيم التعاون المشترك.
ويعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من أكثر الصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط قسوةً؛ ولذلك فقد كانت دولة الإمارات حريصةً دوماً على تسوية هذا الصراع بشكل عادل ودائم.
ودولة الإمارات تثبت مجدداً نهجها الثابت القائم على تغليب قيم الحوار ونبذ كل صور العنف والصراع؛ وهي من خلال هذا التحرك الأخير تؤكد سعيها المتواصل، واستراتيجيتها العقلانية؛ لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بعيداً عن الشعارات الجوفاء التي لم تحرر أرضاً، ولم تُرجِع حقاً، وسبَّبت الكثير من الخسائر للشعب الفلسطيني وللأمة العربية.