"حفلة تعذيب خادمة برتبة طفلة".. كيف رقدت«أمنية» على أسرة مستشفي طنطا الجامعي؟

تشوهات فى وجه الطفلة
تشوهات فى وجه الطفلة

منذ عدة سنوات، وصل قطار الزوجية بين صاحبة الـ35 سنة وطليقها " ابراهيم.ف.ع" " محطته الأخيرة، تقطعت السبل لاستكمال رحلتهما معا، وانتهى بطلاقهما و اصطحبت الأم أبنائها الثلاثة للعيش معها قبل أن يستعيد الأب طفلته "أمنية"، 9 سنوات بحال غير الحال.

" خد بنتك اهى عندك ".. ما بعد الظهيرة والناس نيام وفى ثبات عميق أذا بصوت يطرق باب بيت "ابراهيم" يعلو شى فشى، من الطارق؟ بل ماذا يعصف خلف الباب".. كانت الاصوات التى اجتاحت الارجاء تعصف بانقباض في القلب، ما هى الا لحظات حتى عقد لسان الاب بما شاهده؛ الضيفة كانت طفلتها "أمنية" بحالة هزيله وبوجه مشوه و وبها آثار حرق وضرب بآلة حادة بل بالكاد تحملها قدماها.

"الحال بيضيق وفلوس ابوكم مش كفاية".. بعد عدة شهور من انفصال الاب عن زوجته، قررت الزوجة ارسل طفلتها ذات 9 سنوات للعمال فى البيوت، كانت رحلة تعذيب "أمنية" قد بدات فى الجيزة، حيث انتقالت الى احدي البيوت بالجيزة عن طريق سمسارة متخصصة في جلب الأطفال للخدمة في المنازل، وبالفعل جرى الاتفاق على عمل الطفلة الصغيرة في منزل الضابط المفصول، والذي يعيش مع زوجة مغربية الجنسية، وطفلين مقابل 4 آلاف جنيه راتبًا شهريًا.

" قطّعوا أجزاء بسيطة من أذنها بآلة حادة".. هنا فى بيت الضابط المفصول شهدت "امنية" من اشكال التعذيب اشدها قص شعرها، وإطفاء السجائر في أماكن حساسة من جسدها، وقطّعوا أجزاء بسيطة من أذنها بآلة حادة، هنا كان كل ركن فى البيت يشهد على الآلام الجمّة، التى رسمها الزوجين الجاحدين على وجوه "أمنية" حتى تصدع ، ذلك الألم الذي لا توافيه محابر ، كان قاسيًا أنانيًا جاحدًا، كانت الحياة الطبيعة لا تستقيم معاه

مسلسل شيطاني، باتت حلقاته تتكر باقسى المشاهد، طفلة مصلوبة برباط يحيط بكل أنحاء جسدها النحيل، وفمها لا يقوي على أطاحت الكلام لانه مغلق بلاصق، ويداها مقيدتان بـ"أفيز بلاستيكي"، والضابط، يمسك زجاجة "مياه نار"، والأخرى بها "الآلة حادة"، والزوجة تسكب المباه الساخنة و على المنضدة تضع الكلور لتصنع حبكة درامية ماسوية، بل و الأكثر رعبًا على الإطلاق هو مشاهدتهم الطفلة تتألم وتتعذب جراء الضرب ومياه النار ، الدماء تتناثر من أنحاء جسدها بفعل الضرب.

كانت تشع "امنيه" مثلا قنديلا سماوي، تلك الطفلة ذات الشعر المنهمر والعيون الكحلاوتان، وكيف للحياة ان لا تعصف على رياح موازيه؟، كان الضابط و زوجته يقدمان من حين للاخر على تعذيب الطفلة كلما هوت لهم نفسهم غير مباليين بمن تكون الضحية ولا حتى بالعقاب، تجردو من إنسانيتهم؛ وفى كل مره كانت حفلتهما ذات النوع الفريد مستخدمين بها كل أدوات واغراض التعذيب الجسدي، محضرين لحفلتهما طفلة داخل بيتهما، ذلك الوكر الذي شهد أقسى وأشد الليالي تعذيبًا ودموية.

لم يتطلب الامر وضع رموز العقل والرحمة من مجرمين كان ما بادر منهم سودويا متبقَّى في شكل إناس آخرين لا يعرف للرحمة بابا، فسرعان ما اصطحب الأب طفلته التي خارت قواها من وصلة الضرب المبرح، وهاءم بنقلها إلى مستشفى طنطا الجامعي في حالة سيئة، بعدما رفض أطباء مستشفى كفرالشيخ العام استقبالها لخطورة حالتها الصحية.

" بين الحياة والموت".. هنا على أحد أسرة مستشفي طنطا الجامعي، ترقد الطفلة «أمنية» بجسد منهك، وجراح غائرة، وبقع زرقاء بفعل الضرب، بعدما خارت قواها من وصلة الضرب المبرح، نتيجة تعرضها لصنوف من التعذيب على مدار شهور، و تبين من التقارير الطبية لحالة الطفلة إصابتها بحروق من الدرجة الأولى بنسبة 70%، وتشوهات بعينها تحتاج للتدخل الجراحي بمعرفة المختصين في طب العيون.

البداية

كان مدير أمن كفرالشيخ اللواء خالد العزب تلقى إخطارًا من العميد أشرف النويشي، مأمور قسم أول شرطة كفر الشيخ، بتلقيه بلاغًا من المدعو "إبراهيم.ف.ع" 47 سنة - فلاح يقيم بمركز سيدي سالم، يتهم فيه المدعو "كمال الدين.م.خ" 40 سنة، ضابط شرطة مفصول، يقيم بمحافظة الجيزة، وزوجته مغربية الجنسية، وتدعى ماريا، بتعذيب ابنته "أمنية" 9 سنوات.

استغاثات الوزراء" ترصد معاناة الطفلة "أمنية" و"التضامن" تتحرك

وقام فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي، بالتواصل مع أحد أقارب الطفلة، الذي أشار إلى أن أبويها منفصلان، وأن الطفلة تعمل بأحد المنازل بالجيزة، وأن مَن تعمل لديهم مارسوا عليها أشكالًا كبيرة من العنف الجسدي والتعذيب والحرق.

وقام أعضاء فريق لجنة الاستغاثات الطبية بالتواصل مع أ.د حسن التطاوي، مدير مستشفيات جامعة طنطا، وأفاد قبول الحالة، وتم استقبالها وحجزها بقسم الحروق والتجميل وعمل جميع ما يلزم طبياً، كما تم إخطار فريق التدخل السريع بالغربية، وجار اتخاذ كل الإجراءات الاجتماعية مع الطفلة.

جاء ذلك في إطار حرص لجنة الاستغاثات الطبية برئاسة مجلس الوزراء، على رصد استغاثات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وتؤكد لجنة الاستغاثات الطبية استمرار متابعتها الوضع الصحي للطفلة عن قرب وتقديم كل الدعم الطبي والمعنوي لها حتى تماثلها للشفاء التام، كما تؤكد استمرارها في رصد الاستغاثات الطبية للمواطنين على مدار الساعة في وسائل الإعلام المختلفة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً