انتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، في ديسمبر العام الماضي، بداية من مدينة ووهان في الصين، مرورًا بباقي الدول، وأصيب به أكثر من 21 مليون شخص حول العالم، وتسبب في وفاة ما يزيد 700 ألف إنسان، ولهذا تتسابق كبرى شركات الأدوية العالمية، والمعامل المختصة لإنتاج لقاح مناسب، وإنقاذ البشر من تلك الجائحة.
وأجريت مئات الدراسات حول الفيروس منذ ظهوره؛ لمعرفة كيفية تتعامل مناعة الجسم، والسيطرة عليه، ومنذ أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، مؤكدًا أن إحدى بناته حصلت على جرعة منه، وهناك حالة من الجدل الكبير حول هذا اللقاح، وخاصة عن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع للرأي عبر الشبكة العنكبوتية، شارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف طبيب، أن أكثر من نصف الأطباء الروس ليسوا راغبين في التعامل مع لقاح فيروس كورونا، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وذلك حسب موقع "آر بي سي" الروسي.
وقال عدد من الأطباء بنسبة 52% إنهم لن يأخذوا اللقاح الجديد، ويرفضون تطعيمهم به، و 66% منهم أكدوا أن سبب الرفض هو قلة المعلومات التي تثبت فعاليته، و48% من هؤلاء الأطباء تحدثوا عن أن اللقاح جرى تطويره بسرعة كبيرة جدا.
وعلى الجانب الآخر، قال 20% من الأطباء المشاركين في الاستطلاع إنهم يوصون الزملاء والأصدقاء بأخذ جرعة من اللقاح الجديد.
وفي السياق ذاته، قدم الدكتور ألكسندر تشوتشالين طبيب روسي بارز في مجال الجهاز التنفسي استقالته، بسبب ما قال إنها "انتهاكات جسمية" لأخلاقيات مهنة الطب، رافقت ما وصفه بـ"الإعلان المستعجل" للقاح فيروس كورونا، الذي أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين، وأنهى عمله في وزارة الصحة الروسية، بعدما شن هجوما شرسا على لقاح "سبوتنيك في" الجديد ومبتكريه.
وأوضح ألكسندر تشوتشالين، أن الرئيس الروسي سمح بإقرار المصل قبل أن يحصل على موافقة الهيئة التي يعمل فيها البروفيسور تشوتشالين.
وفي هذا الشأن، قالت روسيا إن اللقاح، الذي طوره معهد غاماليا في موسكو ووزارة الدفاع الروسية، وهو الأول من نوعه، الذي يبدأ إنتاجه لعلاج فيروس كورونا، سيطرح بنهاية أغسطس الجاري، وتعليقا على نتائج استطلاع الرأي، قال نائب وزير الصحة الروسي، أوليغ سالاغاي، إن النتائج متساوية، متوقعا ارتفاع نسبة المؤيدين مع مرور الوقت.
ومن جانبها، قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج الصحية بمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، إننا وصلنا في الآونة الأخيرة إلى مرحلة قاسية أخرى على الصعيد العالمي، حيث أُبلغ عن أكثر من 21 مليون حالة إصابة بهذا المرض، وأوشكنا في إقليم شرق المتوسط على بلوغ مليوني حالة إصابة، ولكن لم يفت الأوان بعد للتغلب على الجائحة، ولدينا أمل كبير في اكتشاف لقاح فعال لمرض (كوفيد-19).
وأكدت مديرة إدارة البرامج الصحية بمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، أنه لا يوجد حتى الآن أي لقاح قد استوفى شروط منظمة الصحة العالمية للوقاية من مرض كوفيد-19، ولكن هناك جهودا هائلة تبذل في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح فعّال وآمن، وتتعاون المنظمة مع الشركات والجهات الراعية، وهناك 29 لقاحاً في مرحلة التجارب السريرية و138 لقاحا في مرحلة التقييم قبل السريرية، وهناك 9 لقاحات مرشحة أظهرت نتائج واعدة، وتمر بالفعل بتجارب المرحلة الثانية أو الثالثة.
وأوضحت الحجة، أن اللقاح الروسي في مرحلة التجارب السريرية يمر بثلاث مراحل، وتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة التجارب على عشرات الآلاف من البشر، وما زال اللقاح الروسي في المرحلة الثالثة من التجارب، ومازالت المنظمة تتواصل مع السلطات الصحية الروسية لمعرفة المزيد عن اللقاح.
وأشارت إلى أن المنظمة معنية بضرورة توافر اللقاح لكل دول العالم وليست منظمة الصحة العالمية فقط، ولكن بالتكاتف مع التحالف العالمي للقاحات، لاستراتيجية ضمان وصول اللقاح لكل دول العالم خصوصاً الدول الفقيرة.