منذ 20 عامًا أحس معظم شباب محافظة قنا، خاصة قرية الجبلاو ، بأن الحُلم تحقق، وسوف تنتهي البطالة، بعد إنشاء المجمع الصناعي للمشروعات الصغيرة والمعروفة ب 'مدينة الحرفيين'، في صحراء منطقة الصالحية بقرية الجبلاو، ولكن التقاعس والتجاهل والإهمال، زودت العقبات على المواطنين، بسببها ضعف استثمارها.
المنطقة الصناعية في الجبلاو
المجمع الصناعي للمشروعات الصغيرة، أو المنطقة الصناعية بالجبلاو، أو مدينة الحرفيين، كل تلك الأسماء أُطلقت على المشروع الذي اعتبره أهالي قنا منذ 20 عامًا، 'طوق نجاة' لهم من البطالة، استلموه في عام 2000، في حضور اللواء عادل لبيب، محافظ قنا الأسبق، والمشروع عبارة عن وحدات 'ورش' صغيرة، وحتى الآن لم يحدث له أي تنمية من قبل المسئولين له.
قال محمد الجبلاوي، صاحب مركز السيارات بالمجمع الصناعي، أن المدينة، استلموها جدران فقط من الجهاز التنفيذي للمشروعات عبارة عن عنابر، وقسموها بالجهود الذاتية إلى وحدات في كل عنبر 20 وحدة، والتي بلغت عددها أكثر من 600 وحدة مختلفة المساحات ما بين 38 ، و96، 144 مترًا، تشتمل على جميع الصناعات الحرفية من بينها ' الخراطة، والسمكرة، والحدادة، والدهان، والنجارة بأنواعها، وتصنيع لوحات كهربائية أتوماتيك، رخام، ومحلات قطع غيار، ووحدات بنزين، والخشب' وغيرها من الصناعات الصغيرة.
محمد الجبلاوي صاحب ورشة بمدينة الحرفيين
مدينة الحرفيين بالجبلاو في قنا
وأضاف عندما تم إنشائها كانو يعتقدون أنها مثل أي مشروع تتسلمه المحافظة للإشراف عليه وحل جميع المشاكل التي تواجه العاملين بها، أثناء آداء عملهم، ولكن الصدمة أن المدينة الصناعية في الجبلاو، رفضت محافظة قنا تسلمها من الجهاز التنفيذي لوجود بعض العيوب في توصيلات المياه والكهرباء والصرف الصحي، فأصبح كافة معوقاتها على عاتق المواطنين، فمنذ استلامها وهم يقومون بعمليات صيانة الأعمدة الكهربائية المتهالكة وتوصيلات المياه إضافة إلى تشجيرها بالكامل إضافة إلى الإيجار الشهري للوحدات وذلك يعطل عملية الاستثمار والإنتاج ويقلل من دخلهم.
_ مشكلات قد تقضي على الاستثمار في المنطقة الصناعية في الجبلاو
أوضح الجبلاوي، أن المنطقة الصناعية يحيطها مجموعة كبرى من المشكلات المعرضة حياة المواطنين ومحلاتهم وخاماتهم لخطر السرقة والهلال من بينها :
مجمع المشروعات الصغيرة، ليس له سور يحميه من اللصوص، لأنه مقام في منطقة صحراوية بعيدًا عن السكان، وكافة الخامات الخاصة بالورش باهظة الثمن بداخلها، وعمليات السرقة منتشرة باستمرار وهناك حالات كثيرة حدث لها عملية سرقة الخامات من ورشها، على الرغم من أن البعض يستأجر أشخاص لحراسة وحداتهم في الليل مقابل راتب شهري ولا يستطيعون الحماية الكاملة لها، لذلك يطالبون بنناء سور لها وتوظيف شركة أمن تتولى مسئولية حمايتها لتخفيف العبء على المواطنين.
محررة أهل مصر في معايشة مع عمال المنطقة الصناعية بالجبلاو
عدم وجود وحدات إطفاء أو إسعاف
هل يُعقل أن منطقة صناعية في الصحراء بها خامات تحتاج لإشعال النار، والورش والعاملين معرضين لخطر الحريق والاصابات، لا يوجد بها أهم وسيلتين هما أساسي في كل المدن الصناعية في مصر، والسبب غير معروف على الرغم في عام 2012 حصلو على موافقة بالسيارتين وحتى الآن لم يتم التنفيذ، وحالات الحريق وإصابات العاملين مستمرة وكان أقرب حوادث الحريق في رمضان الماضي النيران اشتعلت فجأة في بعض الورش وعند وصول سيارات الإطفاء من المدينة كانت النار قد دمرت معظم الوحدات والأشجار إضافة إلى كافتيريا تهالك بالكامل، وبعد كل ذلك لا ينظر المسئولين إلى العاملين الذين يقضون يومهم في الصحراء وسط الخامات والأدوات التي يصعب استخدامها ومتحملين كل ذلك للحصول على لقمة العيش ولكن ما يحتاجونه نظرة عطف عليهم بتوفير سيارتي الإسعاف والإطفاء.
أحد العاملين بالمنطقة الصناعية في الجبلاو
واستكمل عرض المشكلات، محمود محمد محمود، صاحب ورشة حدادة بالمنطقة الصناعية، بأن مدينة الحرفيين تخدم أكثر من 7 آلاف عامل داخل الورش، ورغم ذلك لا يوجد وسائل مواصلات تدخل المدينة لتوصيل العاملين وإن كان هناك سيارات تخصصت لذلك فهي ترفض الاتجاه إليها لعدم وجود رقابة عليها رأفة بالمواطنين المعزولين في الصحراء من أجل الاستثمار وتربية أبنائهم، وأن الحركة بداخلها مركزة على السيارات الخاصة والموتوسيكلات.
وأشار إلى عدم توفير خامات خاصة بالورش داخل المنطقة الصناعية، فجميع العاملين بها يقومون بشرائها من القاهرة لعدم توفيرها في قنا، غير ذلك مشكلة القمامة التي تتراكم أمام كل الوحدات لعدم تدخل المجلس القروي في إزالتها كونها لا تتبع المحافظة كل ذلك يعرقل العاملين عن الاستثمار.
ذكر أيضًا محمد الجبلاوي،أنه من 4 أعوام أزاحت المحافظة، عبء كبير من على عاتق العاملين بالمدينة الصناعية، بعد البرتوكول بين المحافظة والجهاز التنفيذي بإقرار دفع إيجار الورش في قنا، بدلًا من سفرهم طوال الأعوام الماضية لمحافظة القاهرة لدفع الإيجارات وذلك السبب في تأخرهم في الدفع لأعوام والفوائد والغرامات تتراكم عليهم.
وأوضح أنه بعد كثرة استغاثاتهم وتقدم عدد من الطلبات، تم اعتماد 40 مليون جنيه لصيانة المياه والكهرباء والصرف الصحي وضخهم في حسابهم ومنتظرين التنفيذ.
7 آلاف عامل يستغيثون بمحافظ قنا
وفي النهاية قدم العاملين بالمنطقة الصناعية استغاثاتهم للواء أشرف الداودي، محافظ قنا، بالنظر إلى المنطقة الصناعية في الجبلاو، واستلامها في أسرع وقت حتى تكون تحت إشرافهم، وتتسهل عليهم عمليات الصيانة من قبل المؤسسات في قنا وليس على نفقتهم الخاصة كما يحدث منذ 20 عامًا، كما يطالبون منه إعادة صيانة بالكامل للمدينة حيث تهالك بها كل شئ وما يجملها الآن فقط الأشجار التي قامو بزرعها منذ تسلمو الورش لأن مدينة الحرفيين هي القوة الإنتاجية في قنا.