قصة أول فتاة صانعة للخزف في قنا.. ساندي: ورثت مهنة أجدادي وحلمي افتتاح مدرسة لتعليم فتيات قريتي (فيديو وصور)

قصة ساندي أول فتاة صانعة للخزف في قنا
قصة ساندي أول فتاة صانعة للخزف في قنا

تجلس فتاة نحيفة البدن قصيرة القامة، مرتدية مريلة فوق ملابسها، أعلى آلة تسمى 'الدولاب' ممسكة في يدها قطع من الطين الأسواني، تدور بها أناملها الصغيرة مع حركة تلك الآلة لمدة دقائق معدودة لتنتهي بشكل من أشكال الخزف المختلفة، تتركه حتى يتماسك تم تعاود مرة أخرى للدولاب لعمل مرحلة الجرد أي تسوية الشكل من أي زيادات، ثم تضعه في غرفة التهوية حتى يجف لتقوم بعملية حرقه داخل فرن صالحة للبيئة، ثم تلوينه وتزينه ليصبح مظهره جماليًا ينبهر به كل من تقع عينه عليه، كل تلك الخطوات الشاقة والمعروفة دائمًا أنها للرجال، تقوم بها فتاة عشرينية من قنا، لصناعة الخزف داخل قرية جراجوس.

قطعت محررة 'أهل مصر' ساعات طويلة وصولًا إلى ساندي بقرية جراجوس لعمل معايشة كاملة معها أثناء صناعتها للخزف، وفي السطور التالية سوف نستعرض قصة أول فتاة من قنا قررت العمل في صناعة الخزف بأشكاله المختلفة.

جراجوس أساس صناعة الخزف في قنا

لم يكن من الغريب أن ظهور أول فتاة صانعة للخزف في محافظة قنا، تكون من قلب قرية جراجوس التابعة لمركز قوص، تلك القرية التي اشتهرت منذ القدم بصناعة الخزف بمختلف أشكاله وكان بها أول مدرسة لتعليم ذلك الفن للأطفال في قنا.

لم تحمل ساندي إسحاق يوسف، صاحبة ال 20 عامًا، ابنة قرية جراجوس، في مركز قوص، لقب أول فتاة صانعة للخزف داخل محافظة قنا من فراغ، بل أنها وُلدت وتربت بجوار أول أساس للمهنة 'مصنع الخزف'، وتشبعت المهنة من والدها الذي ورثها أيضًا من أجداده.

قصة أول فتاة صانعة الخزف في قنا

قضت ساندي طفولتها بصحبة والدها داخل مصنع الخزف،كانت عيناها تحدق يمينًا وشمالًا على ما تراه من خطوات يقوم بها والدها وبعض العمال الآخرين لصناعة أشكال من الخزف تنبهر بها في نهاية خطواتها، وتتخذ منها للحفاظ بها داخل غرفتها، عشقت الفتاة العشرينية التجول داخل المصنع يوميًا حتى بدأت تتعود عليه وأصبح شئ أساسي في حياتها، حتى خلال فترة دراستها كانت لا تحلو لها المذاكر إلا بداخله حتى أنهت دراستها.

محررة أهل مصر أثناء لقاءها مع أول صانعة للخزف في قنامحررة أهل مصر أثناء لقاءها مع أول صانعة للخزف في قنا

قالت إسحاق أنها وضعت فكرة عملها بالخزف بعد الانتهاء من الدراسة، قررت أن يكون مستقبلها في تلك المهنة لإحياء التراث مرة أخرى خاصة وسط فتيات قريتها، لذلك لجأت لإجتياز تدريب في كيفية صناعة الخزف بكافة مراحله، استمرت به عام ونصف في القاهرة، عادت لتحقيق هدفها بالعمل داخل المصنع وصناعة أشكال أُعجب بها الجميع.

تشجيع عائلي

نالت ابنة جراجوس، تشجيع والدها والوقوف بجانبها وتوجيهها، عند حدوث أي خطأ منها أثناء صناعتها للخزف، ودائمًا يظهر لها فرحته بعملها في الخزف لتصر على النجاح أكثر وإحياء المهنة مرة أخرى كما كانت السنوات الماضية، تلك المهنة التاريخية التراثية التي لا يوجد منزل في محافظة قنا ليس بداخله قطع من الخزف سواء للاستخدام الشخصي أو المنزلي.

مدرسة لتعليم الخزف لفتيات جراجوس

أضافت إسحاق أنها فخورة بذاتها لأنها أول فتاة من عائلتها بل ومن قنا احترفت وعشقت مهنة والدها وأجدادها منذ صغرها، ولن تتوقف إلى تعلمها وصناعتها فقط بل يكبر حلمها عن ذلك، فما يسيطر على خاطرها هو اجتياز عدة تدريبات أخرى للتطور فيها وفي أدوات صناعتها، لتعيد الزمن مرة أخرى وتفتتح مكان خاص بها وتعلم فيه جميع فتيات قريتها على نظام مدرسة صغيرة لتعليم الخزف بمختلف أنواعه وأشكاله، وتكون مثال تُحتذى بها قريتها في المستقبل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً