بعد تعيين "مصطفى أديب" رئيسًا للحكومة.. ماذا يريد ماكرون من لبنان؟

ماكرون وعون
ماكرون وعون
كتب : سها صلاح

كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الإثنين، الدبلوماسي مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة، بعدما نال تأييد تسعين نائباً خلال الاستشارات النيابية التي أجريت في وقت سابق اليوم،وبعد تكليفه بتشكيل الحكومة، أعرب أديب عن عزمه تكوين فريق عمل 'من أصحاب الكفاءة والاختصاص لإجراء إصلاحات بسرعة'، مشددا على أن تشكيل الحكومة سيكون في فترة قياسية.

وقال أديب في تصريح مقتضب 'الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلناها بناء على أن كل القوى السياسية تفهم ذلك، مضيفاً تشرفت بمقابلة الرئيس عون وأبلغني قرار النواب تكليفي فشكرته وشكرت لهم ثقتهم. ندعو الله أن يوفقنا في الإسراع بتشكيل الحكومة.

وتابع: 'لا وقت للكلام والوعود، الوقت للعمل بكل قوة بتعاون الجميع من اجل تعافي وطننا لأن القلق كبير. وسنوفق بإذن الله في هذه المهمة لاختيار فريق عمل متجانس لإجراء الإصلاحات الأساسية لوضع البلد على الطريق الصحيحة'.

اقرأ أيضاً: ننفرد بنشر صور عمال صيانة مرفأ بيروت والقادمين على متن الخطوط القطرية من واقع تحقيقات النيابة اللبنانية (مستندات )

وبدا واضحا أن توافقا حصل خلال الساعات الماضية بين أبرز القوى السياسية لتسمية أديب،وكان الرئيس اللبناني قد بدأ في وقت سابق الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديدة، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت في وقت لاحق مساء اليوم.

ويقود ماكرون جهودا دولية للضغط على القادة اللبنانيين المنقسمين للتعامل مع الأزمة المالية التي دمرت الاقتصاد، حتى قبل انفجار المرفأ.

وأفاد مسؤولون لبنانيون كبار بأن ماكرون ضغط على القادة في بيروت للاتفاق على مرشح خلال 48 ساعة التي سبقت التوافق على أديب.

واستقالت الحكومة بقيادة حسان دياب، هذا الشهر، وسط غضب من انفجار كبير ضرب مرفأ بيروت، وأسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل في الانفجار، الذي نتج عن تخزين أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم بشكل غير آمن في المرفأ.

ماذا يريد ماكرون من لبنان والعراق؟

من بيروت إلى بغداد، يُرتقب أن يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد غد الأربعاء، في حراك مكثف يثير تساؤلات حول آفاق السياسة الخارجية لباريس بالشرق الأوسط.

وسيكون ماكرون في حال أجرى الزيارة التي لم يؤكدها الإليزيه حتى الساعة، أرفع مسؤول يزور العراق منذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في مايو الماضي.

وبحسب ما كشفته مصادر حكومية عراقية لوكالة فرانس برس، سيلتقي ماكرون- الذي يصل لبنان اليوم- إلى جانب نظيره العراقي برهم صالح، رئيس الوزراء ومسؤولين كبار.

اقرأ أيضاً: حكومة وحدة و استثمارات في مرفأ بيروت.. ماهو الجانب المخفي من زيارة "ماكرون" إلى لبنان؟

وفي يوليو الماضي، زار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بغداد حاملا رسالة لها بـ'النأي عن التوترات الإقليمية'،وقبل ثلاثة أيام، أجرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، زيارة للعراق، التقت خلالها مسؤولين في بغداد وأربيل.

ومنذ بداية العام الجاري، شهد العراق سلسلة من الأزمات بدأت بالضربة الأمريكية التي استهدفت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وهو ما ردت عليه طهران بضرب قواعد عسكرية غربي البلاد.

وإلى جانب المشهد السياسي، تسبب انهيار أسعار النفط في إلحاق أضرار باقتصاد العراق ثاني منتج للنفط في منظمة أوبك، قبل أن يفاقم الوضع تفشي فيروس كورونا العالمي، على وقع احتجاجات لم تهدأ في الشارع منذ أكتوبر الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والفساد.

كيف يتعامل ماكرون مع لبنانكيف يتعامل ماكرون مع لبنان

هل يتعامل ماكرون مع لبنان كمصرفي قديم؟

وتساءلت صحيفة لو فيجارو الفرنسية: 'ماذا يريد ماكرون في لبنان؟'،وأجابت الصحيفة قائلة: 'يريد ماكرون دعم الأنظمة الحاكمة باسم الاستقرار، حتى لو كانت فاسدة أو سلطوية أو كلاهما في نفس الوقت'.

حيث قالت في تقرير لها، إن ماكرون 'المصرفي السابق' جمع الكثير من الأموال بعد انفجار بيروت، لأنه يعرف جيدًا كسب المال وجني الأرباح فهي مهنته الحقيقية.

وفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، أقام حكام الدولة الاستعمارية القديمة ، فرنسا ، علاقة مع النخبة المالية اللبنانية ، خاصة مع أولئك الذين يسمون أنفسهم مسيحيين، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى 'الصداقة الأخوية العميقة' بين رئيس الدولة الفرنسي اليميني المحافظ السابق جاك شيراك - مشتري الأصوات المدان ومختلس أصول الدولة - ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، الذي اغتيل في فبراير 2005.

وعندما غادر شيراك الإليزيه، لم ينتقل إلى إحدى الشقق الرسمية المجهزة جيدًا والممولة من الحكومة والتي كان يحق لكل رئيس سابق الحصول عليها ، بل انتقل إلى الشقة الفاخرة الخاصة به في بيروت.

وفي سياق متصل، قالت مجلة دير شبيجل الألمانية 'مصطفى أديب، إن سفير لبنان في ألمانيا حتى الآن، لديه فرصة جيدة ليصبح رئيس الوزراء الجديد.

اقرأ أيضاً: "نترات الأمونيوم" اللغز الذي حول بيروت إلى حطام.. عالمة فرنسية ترسل مذكرة عاجلة للمسؤولين تفجيرات لبنان حادث إرهابي مدبر

مهمة ماكرون شبه مستحيلة، هكذا عنونت صحيفة لورويون لوجور اللبنانية وعادت على أهم الملفات التي ستطرح على طاولة النقاش بين ماكرون والقادة السياسيين اللبنانيين، هذه الملفات هي إمكانية مشاركة حزب الله في الحكومة المقبلة، وهامش المناورة الذي سيكون لدى الأخيرة لإجراء الإصلاحات التي ينتظرها المجتمع الدولي.

ربما الضغط الذي مارسه الرئيس الفرنسي قد آتى ثماره قالت صحيفة القدس العربي، وأوردت اسم مصطفى أديب كرئيس وزراء مكلف جديد في لبنان، إنها مفاجأة ربع الساعة الأخير، قالت الصحيفة إنه سيتم تكليفه اليوم بغطاء سني وقبول شيعي وعوني برعاية فرنسية. مصطفى أديب هو السفير اللبناني في برلين.

الصحيفة رجحت ان تكون شركة الطيران الإسرائيلية قد تلقت الضوء الأخضر من الرياض لوجود مسؤولين أمريكيين على متنها، وأشارت الصحيفة إلى أن الرحلة ستستغرق ثلاث ساعات وثلاث عشرة دقيقة، ووضعت جيروزاليم بوست على الغلاف صورة الطائرة المكلفة بالمهمة وقد كتبت عليها كلمة السلام بالعربية والعبرية والانجليزية لتخليد اللحظة التاريخية، كما وصفتها الصحيفة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً