حددت وزارة التربية والتعليم موعد بداية العام الدراسي في شهر أكتوبر المقبل، وخلال أيام قليلة سيتم مناقشة خطة تأمين الطلاب داخل لجنة إدارة الأزمات؛ للوقوف على كيفية سير العملية التعليمية في ظل انتشار فيروس كورونا.
طرح عدد من الخبراء في مجال الصحة مقترحات يمكن تطبيقها للعمل على سير العملية التعليمية، مع الحفاظ على الأرواح وحماية الطلاب والعاملين بالمنظومة التعليمية
"عز العرب": أهمية الكشف الطبي المستمر على الطلاب واختلاف مواقيت دخول وخروجهم من المدارس
من جانبه، قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه من المهم أن نتخذ كافة الاستعدادات لحماية طلاب المدارس ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 وذلك في المراحل التعليمية المختلفة وبناء على ذلك سيتوجب فعاليات معينة أهمها القيام بالكشف الطبي وملاحظة الطلاب، فمع الكثافة العددية لن يتم معرفة الحالة الصحية عند دخول المدارس بنفس الدقة ولكن يجب أن يكون هناك كشف دوري عليهم، مع أهمية عدم وجود تزاحم عند الدخول والخروج في نهاية اليوم الدراسي، فالكشف الحراري هو إجراء لازم وواجب ضمن الإجراءات اللازمة لحماية أبنائنا.
وعن وجود زائرة صحية بشكل يومي، أوضح عز العرب في تصريحاته لـ "أهل مصر"، أن ذلك يعتبر غير مهم ولكن من الواجب وجود طبيب بالعيادة المدرسية، فيجب وجود أي عضو بالفريق الطبي لمتابعة العلامات الظاهرية لفيروس كورونا ومنها ارتفاع درجات الحرارة أو الرشح أو العطس والسعال وأي التهاب في الجهاز التنفسي العلوي، فإذا كان من الصعب تغطية جميع المدارس على مستوى محافظات الجمهورية بالأطباء فأي عضو بالفريق الطبي بالمدرسة بالعيادة الصحية يمكنه فعل ذلك.
وأشار إلى إنهم كمجتمع مدني يطالبون بتوفير الزائرات الصحيات لأن المدارس عالية الكثافة يجب فيها توفير طبيب أو طبيبة بشكل دائم وهو من الصحة المدرسية، فضلا عن أنه طالب بأهمية التفكير خارج الصندوق فلا يجب أن يدخل الطلاب جميعهم ويخرجون من المدارس في نفس التوقيت ولكن يجب أن تختلف مواقيت الدخول والخروج فمثلا كثافة المدرسة 2000 فمهما وضعنا إشارات للتباعد الاجتماعي سيفشل ذلك، وأهمية تخفيض الكثافة العددية بالنسبة للفصول والأتوبيسات مع أهمية التهوية خاصة مع دخول الشتاء فمسألة غلق النوافذ مرفوضة تماما خاصة مع استمرار الجائحة.
وأكد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، على أهمية التباعد الاجتماعي في الفصول والفسحة مع استخدام المطهرات وأن يطهر الطلاب المناضد قبل جلوسهم وغسيل الأيدي بالماء والصابون ليس مع استخدام الحمامات فقط ولكن بصورة مستمرة ولأكثر من مرة على مدار اليوم مع أهمية تطهير أحواض الغسيل من قبل المدارس وأن يكون هناك مشرفة دور أو مدرسة تؤكد على الطلاب غسيل الأيدي كل فترة على مدار اليوم، لافتا إلى أنه يقع على الأسرة دور مهم وهو الاهتمام بالتغذية الصحية لأطفالهم وهو الخضروات والفاكهة والسلاطة الخضراء والعصائر الطازجة والبعد عن أي مسكنات عند الشعور بالتعب، وموضوع الزائرة الصحية مهم جدا أو وجود طبيب في كل مدرسة ذات كثافة.
ولفت المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أنه من الصعب تحديد مستشفى للأطفال، خاصة أن نسبة الأطفال الذين تم ملاحظة إصابتهم بفيروس كورونا كانت قليلة جدا ونسبة ظهور مضاعفات أو احتياج لأجهزة تنفس صناعي لا تتعدى 2% ولكن يجب تخصيص غرفة في كل مدرسة عند ظهور أي أعراض على الطفل أو المدرسين يكون هناك اشتباه يتم عزله بها حتى يتم الاتصال بالأهل أو تحويله للكشف عليه عند الاشتباه بكورونا، لكن حاليا مع انخفاض لحالات تم تخصيص 20% من الأسرة في المستشفيات العامة لحالات الاشتباه بفيروس كورونا.
عضو لجنة الصحة بالنواب: تخصيص غرفة عزل حالات الاشتباه مع تقليل كثافة الفصول أهم المقترحات
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة إيناس عبد الحليم عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن كل مدرسة من المفترض بها طبيبة من التأمين الصحي تكون متواجدة بشكل دائم ولكن الزائرات الصحيات متواجدين بشكل أكبر في الريف ويكونوا على درجة عالية جدا من التعليم والثقافة سواء تطعيمات أو تحديد نسل أو التعريف بمرض وكذلك في المدارس الموجودة في الريف ولكن الحضر يكون هناك أطباء من التأمين الصحي بالمدرسة.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الحليم في حديثها لـ "أهل مصر"، أنه من الاقتراحات المهمة هي نزول الطلاب نصف الأسبوع فقط وتقسيمهم بحيث يتم نزولهم على مرتين بمعدل 3 أيام أو تقسيم اليوم إلى فترتين صباحي ومسائي وكلها مقترحات من المهم أخذها بعين الاعتبار لمنع التكدس داخل المدارس خاصة الفصول الدراسية، فلا يمكن الحكم على المدارس الخاصة أو الدولية ولكن المدارس الحكومية يصل فيها عدد الطلاب لـ 120 في الفصل ويجب ألا يجلس 3 طلاب متجاورين ويجب أن يتم عودتهم للمدرسة بشكل تبادلي، فهناك مدارس عدد الطلاب بها قليل وأخرى بها عدد كبير.
وأضافت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه من المهم إتباع الإجراءات الاحترازية بنفس القوة كما حدث بالسابق وتعويد الطلاب عليها وارتداء الماسك الواقي للطلاب أكبر من 6 سنوات طالما قادرين على وضعه وخلعه، مع الالتزام بغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وهي الإرشادات الصحية التي كان يتم كتابتها في الماضي على الكتب المدرسية للتذكير، ويجب تذكير الطلاب بها باستمرار حتى تكون عادة فمن المهم الحفاظ على النظافة الشخصية والجزء المتعلق بالجهاز الهضمي الذي يتضمن عدم تناول أي مأكولات خارج المنزل ولكن يتم عمل الأطعمة في المنزل وتوعيتهم بعدم إهمالها فحتى ان كان طفل يجب تعويده على الالتزام.
وأشارت "عبد الحليم" إلى أنه يجب حجز الطفل في المنزل عندما يشعر باي ارتفاع في درجة الحرارة فيمكن ألا يكون مصاب بفيروس كورونا ولكن يمكن أن تكون أنفلونزا أو حصبة أو أي مرض أخر ولكن لحمايته والآخرين يجب توخي الحذر، مشددة على أن الأطفال الصغار لا يستوعبون كل شيء ولكن الأهل يجب متابعاتهم والوقوف على غسل أيديهم عدة أيام حتى يتم تعويدهم على ذلك.
ولفتت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أهمية تخصيص غرفة في كل مدرسة عندما يظهر أي اشتباه يتم الكشف عليهم في العيادة المدرسية وحجزه في الغرفة حتى يكون بعيد عن باقي الأطفال الآخرين حتى لا يكون هناك احتمالية نقل عدوى فيروس كورونا، حت يأتي ولي الأمر لأخذه كما يجب الحفاظ على راحة الطفل واعطائه سوائل ومخفضات حرارة حتى يتم نقله للمنزل مع أهله، متمنية عدم وجود أي زيادة في أعداد المصابين بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، حيث أن إصابة الطفل صعب عزله بمستشفى ويجب عزل منزلي ولكن الكبار يمكن عزلهم بالمستشفيات حاليا جاهزة لكل الحالات ويتم حاليا الكشف بالأشعة لمعرفة إصابات فيروس كورونا.
داليا سمهوري: يجب أن يكون الوضع الوبائي لكورونا في الاعتبار عند اتخاذ قرار عودة المدارس
كما قالت الدكتورة داليا سمهوري مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، أنه عند الإشارة للمؤسسات التعليمية بكافة أنواعها سواء دور الحضانة أو الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعة، فمنظمة الصحة العالمية بالإضافة للمؤسسات الأخرى سواء المنظمات الأجنبية وضعت مواد تعليمية وتثقيفية بحيث تكون وسيلة تعرف، وهناك عدة اعتبارات بهذه المواد المختلفة لمساعدة الدولة لاتخاذ قرارات الرجوع للمدارس.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي، أن فتح المدارس لا يعني أن الطلاب يكونوا بالمدارس ولكن يمكن أن يكون أونلاين أو يكون النزول إلى المدارس أو النوع الثالث وهو الطريقة المختلطة بين الوجود بالمدارس والتعليم عن بعد، وحتى تقرر الدولة الطريقة الأنسب لاستكمال الدراسة هو أكثر من عامل منها الوضع الحالي "الوبائي في البلد" منها ما هي أكثر الفئات العمرية الأكثر الإصابة بفيروس كورونا داخل البلاد والوضع الصحي، وهل الدولة لديها القدرة على الاكتشاف المبكر للمصابين والمخالطين وتوفير أماكن الحجر الصحي وقدرة النظام الصحي للتعامل مع الحالات ووجود المستشفيات والكوادر المتدربة والمستلزمات الطبية، لتقييم المخاطر وتحديد الطريقة المناسبة للعودة للمدارس.
وأشارت مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ الصحية الدولية بمنظمة الصحة العالمية، إلى أهمية معرفة عاملين يجب أخذهم في عين الاعتبار من حيث المؤسسة التعليمية نفسها هل سيكون التعليم بالصفوف أم بالأماكن المفتوحة وتوفير النظافة الشخصية ونظافة اليدين بالإضافة إلى أهمية معرفة البرامج سواء كانت تطعيمات الوجبات الغذائية وهل تم اخذ كل هذا بعين الاعتبار يجب تحديدهم، وما المرونة لوضع طرق مختلفة للتسهيل على المدرسة لاستكمال العملية التعليمية، لافتة إلى أنه يمكن أن يكون الوضع مختلف من منطقة أخرى داخل الدولة الواحدة وبالتالي يمكن تحديد فكرة الرجوع للمدارس بناء على كل منطقة والوضع الوبائي فيها.
مستشار الرئيس للصحة: دراسة الطلاب نصف الأسبوع اقتراحات قيد الدراسة
وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أوضح في تصريحاته لـ "أهل مصر"، أمس، أن خطة تأمين طلاب المدارس من عدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 التي سيتم تطبيقها مع بداية العام الدراسي الجديد، ستكون خلال يومين أو ثلاثة أيام بعدما يتم مناقشة المقترحات ووضعها من قبل اللجنة العليا لإدارة الأزمات وهي المسئولة عن وضع الخطة للمدارس والجامعات خلال الفترة المقبلة، وأن كل هذه اقتراحات وهناك احتمالية أن يدرس الطلاب نصف الأسبوع فقط والباقي في النصف الأخر، ويمكن أن يتم اقتسام اليوم إلى نصفين وجميعها اقتراحات قيد الدراسة ولكن القرار الحقيقي مع اللجنة العليا لإدارة الأزمات.