ميرفت التلاوي: المأذون وراء زيادة نسبة الطلاق.. أشكر السيسي على قانون التصالح.. والأحزاب السياسية في مصر تكره النساء (حوار)

 السفيرة مرفت التلاوي في حوارها مع أهل مصر
السفيرة مرفت التلاوي في حوارها مع أهل مصر

◄ مجلس المرأة ليس له علاقة بسوزان مبارك.. وحربي مع الإخوان كانت الأشرس

◄ تركت 150 ألف دولار بالأمم المتحدة.. من أجل 3 آلاف جنيه بوزارة التضامن

◄ أحيي السيسي على قانون التصالح.. أتمنى أن يكون كل الرجال مثل زوجي

بعد مشوار طويل من النجاحات والإنجازات ذاع صيت السفيرة ميرفت التلاوي محليا ودوليا ـ ابنة المنيا الفتاة الصعيدية التي أصبحت أول سيدة في مصر تحمل لقب سفيرة، وأول امرأة عربية تحتل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وسفيرة مصر لدى اليابان، والتي اختارت خدمة بلادها وشغلت منصب وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية، وأيضا الأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة في مصر، هي أيضا زوجة وأم ناجحة. وإلى نص الحوار:

كيف وصلت الفتاة الصعيدية إلى لقب سفير ممتاز بالسلك الدبلوماسي، وفي نفس الوقت أصبحت زوجة وأما ناجحة؟

بالإرادة والإصرار والإيمان بأنه لا يوجد شيء مستحيل، وعندما يكون الإنسان متمسكا بفكرة ومؤمن بها، يعلم إنه يحقق أهدافه، وزوجي الدكتور على رحمي، كان إنسانا عظيما وطيبا وكان داعما للمرأة ليس ميرفت التلاوي فقط، ولكن مع تحرر المرأة.

ووالدته 'حماتي' كانت مثقفة، فكان إنسان جميل وتزوجنا عن حب وكان يساعدني في كل شيء أثناء وجودي في وزارة الخارجية، وحتى وصلت لمنصب وزيرة عندما كنت أشكو من متابع الوزارة، كان يدعمني، فكان دائما سعيد بنجاحاتي وأكبر داعم لي، وأتمنى أن كل الرجال تكون مثل الدكتور رحمي في دعم زوجته.

وماذا عن الصعيد قديما؟

الصعيد متقدم عن الوجه البحري ثقافيا وفكريا وكل شيء، لأن عاصمة الفراعنة كانت هناك في الأقصر وأسوان، وإنما أهمل الصعيد بعض الوقت وهذا ما أحدث الانتكاسة، فكان لا يوجد مستشفيات كافية أو جامعات، أو فرص عمل، والنتيجة أن أبناء الصعيد تركوا الزراعة ورحلوا إلى أماكن أخرى وتغيرت السياسيات الزراعية التي كانت أهم عامل في الاقتصاد المصري، إذ كانت إنجلترا مديونة لنا، بسبب المنتجات الزراعية وكان الجنيه المصري يفوق الإسترليني، هذا إلى عام 1954، للأسف الشديد الزراعة أهملت بعد ذلك، ولكن الحمد الله الرئيس السيسي يحاول إعادة الاهتمام للزراعة حتى نستطيع أن نطعم أنفسنا، ولا نستورد غذائنا، فمن لا يملك طعامه لا يملك حريته.

كما أن أزمة كورونا، علمتنا الاعتماد على النفس وألا نتوهم بالمظاهر الإعلامية التي يصدرها الغرب، فاستطاعت كورونا كشفهم جميعا، بأن لديهم مشاكل في النواحي الصحية.

لذلك معجبة بأحد الأطباء المصريين الذي قال علينا أن نجعل مصر مركزا أساسيا للطب سواء العلاجي والاستشفائي، وأعتقد أن أبناء مصر لديهم ذكاء فطري والرئيس الآن يعطي اهتمامه للتعليم والأبحاث، والزراعة والفلاح.

شغلت منصب سفيرة مصر في اليابان في الفترة من 1993 إلى 1997، ماذا عن هذه الفترة ؟

فترة ثرية جدا، وتعلمت الكثير من اليابان وخصوصا الأخلاق والصبر، دائما الميديا والإعلام يبعث لنا صور الغرب، وليس كل الدول الغربية لديها أصول والدليل أمريكا، وليس لديها المد التاريخي الحضاري والثقافي الذي ينعكس عليها دون أن يدري مثل اليابان، وأيضا كما لدينا في الصعيد الرجل يحدثك كأنه محاضر في تاريخ مصر وعادتها الاجتماعية، دون أن يعرف الكتابة والقراءة، فهذه الحضارة تنعكس على تصرفاتهم الخاصة، وتجده جدع وشهم وكريم، واليابان تشبه مصر لها حضارة عريقة.

كما أن اليابان بها تجارب جيدة من أهمها أنه يختبرك إذا كنت جادا في المطلب الذي تطلبه أولا، وجربت هذا عندما كنت أتفاوض على بناء كبري السلام الذي ربط ما بين الوادي وسيناء وهو يعتبر أعلى كبري في العالم، ارتفاعه 70 مترا من سطح البحر، والجزء المعلق ارتفاعه أعلى من هرم خوفو وهذا يحتاج إلى تكنولوجيا كبيرة، وانتظرنا 3 سنوات للتفاوض على بناء الكبري، وكان هناك الكثير من العقبات، ولكن أقنعتهم أننا نمنحهم هدية من يضع اسمه على قناة السويس هذا المعلم التاريخي هام جدا.

والتعليم في اليابان مدهش جدا لأنهم يغيروا المناهج كل 5 سنوات، هناك تنظيم يقيم الـ5 سنوات، بما يتطلبه السوق، وخاصة الجبر وكل ما يتعلق بالنواحي العلمية، والدليل ما نشاهده كل يوم من إصدار تليفونات جديدة وراديو وأجهزة إلكترونية، فالطلبة يجب أن تتعرض لمثل هذه الأمور، كي تواكب احتياجات السوق.

صحفية  أهل مصر في حوار مع السفيرة مرفت التلاوي

ما رأيك في افتتاح الجامعة المصرية اليابانية؟

أنا سعيدة جدا بافتتاح الرئيس السيسي الجامعة المصرية اليابانية، وكنت عضوا من أعضاء أول مجلس إدارة لهذه الجامعة، واخترنا أول رئيس جامعة، و5 من مصر و5 من اليابان، ونركز في التعليم على الناحية العلمية وكل ما هو جديد ولا نكرر كليات الحقوق واللغة، وهدفها خدمة مصر والعرب وإفريقيا، كما إنها أول جامعة يابانية، تنشأ خارج الأراضي اليابانية وهذا لم يحدث في اليابان من قبل، وكان مهما جدا أن نرى الجزء العملي المتصل بالسوق.

ما قصة تخليك عن منصب بالأمم المتحدة من أجل وزارة التضامن الاجتماعي المصرية ؟

تم تعييني بالفعل في الأمم المتحدة بطلب من كوفي عنان، وكنت أول امرأة عربية تكون وكيلا للأمم المتحدة، والترشيح جاء من الخارج، ولأول مرة الأمم المتحدة هي التي تطلب اختيار امرأة عربية لهذا المنصب، وتم ترشيحي، بعد أن نجحت في مؤتمر بكين ومؤتمر التنمية والسكان في مصر، وكنت مسئولة عن التفاوض.

ولكن قبل تلك الفترة وطلب كوفي عنان، كان تم ترشيحي في إحدى الوظائف الأخرى التابعة للأمم المتحدة، وفي نفس الوقت خبر ترشحي لوزارة التضامن الاجتماعي، وجاء الخبر في حفلة الاستعداد للوظيفة الجديدة، ولكن اخترت مصر، وقتها قال الحضور تتنافس الأمم المتحدة والحكومة المصرية على الاستحواذ على السفيرة ميرفت التلاوي، وفازت مصر.

وتعجب البعض لأن مرتبي في الوزارة 3 آلاف جنيه، ولكن في الأمم المتحدة 150 ألف دولار، بجانب السكن والرعاية الصحية، ولكن أنا فضلت خدمة بلدي، وكانت فترة وزارة التضامن الاجتماعي مهمة للغاية.

ما هي أهم مرحلة في حياتك المهنية؟

أثناء التفاوض مع الأجانب باسم مصر وأنا مفاوض ناجح وكنت سعيدة بالمفاوضين في طابا، ولدي ضعف تجاه الناس البسيطة، فكانت من أهم الفترات هو منصب وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية.

كنت أحب العيش وسطهم، وعملت الكارت الذهبي لكبار السن ومشروع بنك المدارس، وكل جمعية في منطقة شعبية توفر الطعام ونقدم وجبة ساخنة لأهل المنطقة غير القادرين، فكانت فترة ممتعة.

ولم أنس هذا الملف أبدا حتى بعد سنوات، وأثناء مشاركتي في لجنة الخمسين لوضع الدستور، أصررت على أن تكون أموال التأمينات أموال خاصة، تدار بإدارة مستقلة ومشروعات أمنة حتى تعود العوائد على أصحاب المعاشات.

ما تقييمك لبرنامج تكافل وكرامة.. وهل حقق الطموحات والآمال؟

الرئيس السيسي في ذهنه دائما الطبقات الفقيرة، وهذا الأمر يشكر عليه، ويحاول تقديم أي شيء لمساعدتهم ومنها برنامج تكافل وكرامة، ولكن أنا ضد إعطاء النقود دون تعب أو عمل، لأنها تعود الإنسان على الكسل وعدم التفكير، وبالنسبة للرجال الذين حصلوا على تكافل وكرامة، يمكن أن يتزوجوا للمرة الثانية كما سمعنا قصص الجرائد، هذه بالنسبة للتحفظات الاجتماعية.

ولكن ماليا هل لدينا أموال تكفي استمرار هذا البرنامج، إذا لم نستطع، وهناك تفكير في ضمه على المعاشات الأساسية وهذا يكون مخالف للدستورية العليا.

كما أن البعض يدعي الفقر ليحصل على الـ500 جنيه، والإحصائيات تكون غير دقيقة، أعرف جيدا نساء في مراكز مرموقة وسكرتيرات في الأمم المتحدة تأخذ آلاف الجنيهات وتحصل على تكافل وكرامة، والقصد أن الإحصائيات غير دقيقة والمواطن يستطيع التلاعب بكل الطرق.

والسؤال هل هي منحة أو قرض وينتهي، فإذا منعت هذا المبلغ عن الناس الذين يفوق عددهم 2 مليون، تحدث ثورة وغضب، فمن الضروري أن يستمر ولكن من أين نحصل على مصدر النقود، لذلك كنت أفضل توفير فرص العمل.

توليت منصب الأمين العام للمجلس القومي للمرأة في فترة صعبة.. كيف حافظت على استمرار المجلس؟

كانت فترة صعبة، في البداية حاربت مصطلح مجلس الهوانم، ومجلس حرم الرئيس، لأن سوزان مبارك ليس لها علاقة بإنشاء المجلس تماما، ولكنها يتبع قوانين وتوصيات الأمم المتحدة التي طالبت بضرورة إنشاء عيئة قومية سواء وزارة أو مجلس يختص بالمشاكل الخاصة بالمرأة، ودائما ترسل التقارير والاستجوابات عن مصر بعدم إنشاء المجلس لأن الرئيس السابق مبارك كان يرفض إنشاءه ويكتفي بالأمومة والطفولة، وأنا أرفض حصر المرأة في الأمومة، فاختصاصاته تختلف تماما عن مجلس المرأة، وبعد سنوات طويلة من توصيات الأمم المتحدة تم إنشاؤه، وبالتالي لم تكن سوزان مبارك لها علاقة بالمجلس، ولكنها ساعدت في تسريع الإجراءات.

وأيضا كان المجلس يخدم النساء البسيطات ويساعدهن في استخراج بطاقات الرقم القومي للحصول على حقوقهن، فكيف يسمى مجلس الهوانم وهو يساعد النساء البسيطات.

وبالنسبة لفترة الإخوان كانت الأصعب والحرب الأشرس، لأن الإخوان كان هدفهم الأول محو اسم المجلس، هذا الاسم الذي كان يسبب لهم العصبية، كلمة المرأة كانت عورة، لدرجة أنهم كانوا يبعثوا الأموال للمجلس الجنائي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية حتى يقوم هو بالدراسات، فكانت بداية الحرب مع الإخوان، لأنهم يعتبروا أن المرأة ناقصة ويصنفوها في المنظمة مع الأشبال، بدليل كان لديهم دكتورة كانت تعمل معهم من سنوات، وعندما قدمت طلبا لتكون إحدى المرشحات لعضوية مكتب الإرشاد، تم رفدها من المنظمة بعد كل السنوات التي عملت معهم، لأنها تجرأت على هذا الطلب.

فالمرأة مع الأشبال هذا نظام المنظمة فكيف تكون فلسفتها للدولة وسياستها، داخليا لا يعترفوا للمرأة فكيف يتم إنشاء مجلس أو وزارة لها، وذهبت لهم البرلمان مرتين، بنصيحة أقارب السادات المتواجدين في البرلمان لقيام هدنة، ولكن للأسف يتحدثوا فقط ولا يسمعوا للرأي الآخر، لا يوجد حوار أبدا أو مناقشة معهم.

والفضيحة الكبرى كانت في نيويورك، فكان من المفترض المشاركة في مؤتمر عن العنف ضد المرأة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأشارك دائما كممثلة القومي للمرأة مع وفد مصر، ولكن أصروا على سفر الدكتورة باكينام من مستشاري الرئيس لتمثله، لتقول كلمة ويثبت للغرب أنهم مؤيدون للمرأة، وبالفعل سافرت معنا ضمن وفد مصر إلى الأمم المتحدة، ولكنها لم تتحمل المناقشات في الأمم المتحدة، وبعد ذلك كانت النتيجة أن الشيخ القرضاوي، أرسل خطابا يهاجم فيه ورقة عن العنف ضد المرأة، قبل خروجها من الأمم المتحدة، والعجيب أن خطابه شمل الطلاق والزواج والميراث وأمور لا تتعلق بالموضوع الذي نتحدث عنه ويثبت جهلهم، ثم نجد حزب الإخوان في مصر أرسل نفس الورقة للأمم المتحدة، وكان الهدف مجرد تشويش للعالم، ولكن لم أسمح أبدا بتمرير هذه الورقة ولم أسمح لأحد أن يتحدث عن مصر، وأنقذت الموقف وألقيت كلمة جريئة بما يخص العنف، ونالت الكلمة إعجاب القاعة لأن الأمم المتحدة كانت تريد إصدار ورقة عامة عن العنف، حتى مندوب إسرائيل علق وتساءل هل هذه السيدة تمثل الحكومة المصرية أم المنظمات الأهلية، لأنها تحدثت ضد ما جاء من الحكومة المصرية طبقا لورقة السفارة.

ما تقيمك لأداء المجلس القومي للمرأة الحالي؟

يتحسن وضع المجلس يوما بعد يوم وخاصة أنه يتمتع الآن في ظل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشرعية وقانون منظم، ورئيسة المجلس يعادل درجة وزير ويسأل أمام البرلمان.

من الرئيس الأكثر دعما للمرأة؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو أفضل رئيس جمهورية داعم للمرأة، ولا ينسى المرأة أبدا في كل المحافل، ويحرص على وضع سياسيات داعمة للمرأة وخطط واضحة لتمكينها، وتحظى المرأة بدعم غير مسبوق لم يحدث من قبل في عصر الرؤساء الآخرين.

ما هي أسباب زيادة نسب الطلاق في المجتمع المصري؟

سببان، الأول نظام المأذون، فيجب إعادة النظر في نظام المأذون، والـ 7 آلاف مأذون الموجودين في البلد، لا يعملوا تحت قانون يحكمهم ولا يأخذوا مرتب من الدولة، وبالتالي من الصعب أن نكتشف حجم المخالفات التي يقوموا بها.

المأذون يعمل بلائحة صادرة عام 55، وليس قانونا فيجب على وزارة العدل، إعادة النظر في هذا الأمر، وأرسلت لوزارة العدل 4 مرات أثناء رئاستي للمجلس القومي للمرأة، للمطالبة بإعادة النظر في موضوع المأذون، لأنه يستطيع أن يتجاهل السن ويتلاعب في شهادة الميلاد أو الشهادة الصحية، وعندما يحدث أي شيء لا يمنح الطرفين حقوقهم، كما أنه لديه نقص في المعلومات وعلم بالقوانين المناهضة للعنف وعدم المساواة والتمييز ضد المرأة، وهل هو يعلم بكل ما يصدر في الست سنوات لعهد الرئيس السيسي، من سياسات داعمة للمرأة، ويستخدمها في قراره في الزواج أو الطلاق، فالرئيس يعمل في اتجاه لدعم المرأة، وهم في اتجاه معاكس.

ونجد زواجا عرفيا أو سن تحت القانون، يكتبون العقد غير شرعي، ويكتبوا الطفل باسم جده، فأهم شهادة في الحياة هي شهادة الزواج، يجب أن يكتبها قاض، رجل دارس قانون، يمنح الجميع حقه.

عندما أرسلت لوزارة العدل، للتأكد من حقيقة ما إن كان الخلع هو السبب في الطلاق، تم الكشف عن إحصائيات تفيد أن نسبة الطلاق عند المأذون 96%، والطلاق بالخلع 4%، فأكذوبة أن الطلاق بسبب الخلع خاطئة.

والمأذون الذي لا يأخذ راتبه من الوزارة، يأخذ فلوسه من الناس، ويحصل على 10% من مؤخر الصداق ويعطي الدولة 2% ، عندما يفرغ الكتاب لدى وزارة العدل، والـ 2%، قدروا في 2010، بما يبلغ 600 مليون جنيه، فما بالك بالـ8%، التي يأخذها المأذون، فحتى أذا أخذ المأذون من الدولة مرتب وزير، ولكن يجب أن يخضع لقانون صارم، ويتم تدريبهم ورفع مستواهم القانوني بما يتناسب مع خطة الرئيس لدعم المرأة، فمن الملح للغاية إعادة هيكلة نظام المأذون في مصر.

والسبب الثاني للطلاق، هي الحداثة سواء للفقير والغنى، وعدم الصبر والاحتمال وعدم تدريس المسؤولية للبيت والوطن وخلافه، أتذكر جيدا كان جمال عبد الناصر أقالني من وزارة الخارجية، وعندما تنحى أرسلت له خطابا أطالبه لا تترك مصر، الوطن أهم، فكان لدينا مسؤولية وطنية وأسرية تختلف عن الأجيال الجديدة.

والمبادئ والأخلاق انجرفت مع مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، والبعد عن الثقافة والقراءة والحكمة والتوازن، فالناس كانت صبورة ومتواضعة، والمتطلبات معقولة.

ترأست مهرجان أسوان لسينما المرأة، هل يمكن للسينما أن تخدم قضايا المرأة؟

بالطبع تعتبر السينما من أهم العوامل المؤثر في قضايا المرأة، وخاصة مع عدم حب القراءة، تكون الدراما والسينما الأكثر تأثيرا، فإذا ركزنا على هذا الجهاز وخاصة الدراما يمكن أن نخدم قضايا المرأة، لأننا لدينا قوانين جيدة وسياسة مساندة.

لا ينقص سوى الوعي، السيدة في الريف ما زالت تكرس لنظريات ومعتقدات موروثة عن الثأر وختان الإناث والزواج المبكر، وبالوعي يمكن أن تتغير الصورة ولكن يحتاج الأمر إلى دراسة واعية تقدم للجمهور بطريقة غير مملة.

ورسالتي لصناع الدراما والسينما، كفى ضرب الستات على وجهن في المسلسلات والأفلام، وكفى تدخين، وضرورة تأهيل المذيعين، وعدم جهلهم بالأمور كما نرى.

ما تعليقك على نسبة المرأة في مجلس الشيوخ والبرلمان؟

لا تقلقني كثيرا نسبة المرأة في انتخابات مجلس الشورى، التي كانت 10%، وننتظر التعيينات ودعم الرئيس، كما لدينا نسبة معقولة للمرأة في مجلس النواب، حيث خصصت للمرأة 25% في مجلس النواب، وكنت أتمنى أثناء إعداد لجنة الخمسين أن تصل النسبة إلى الثلث وإلى 30% وفقا لسياسية الأمم المتحدة، ولكنها تعتبر نسبة جيدة.

ولكن أعتبر أكبر عائق ضد المرأة في الانتخابات والحصول على المقاعد، هي الثقافة الاجتماعية والموروثات والعقليات، والفكر المسيطر على الأحزاب السياسية المعادي للمرأة، فالأحزاب السياسية في مصر تكره المرأة.

ما هي رسالة السفيرة ميرفت التلاوي لنساء ورجال مصر؟

رسالتي للمرأة المصرية أولا، إعادة القوى الناعمة، كوني أنت القوى الناعمة مثل السبعينات، ولا تستهيني بالقوى الناعمة، ثقافة وشعر وجمال في كل شيء، وهذا من اختصاصات المرأة نفسها.

وتحلي بالفن والجمال والذوق والرقي، فأنت تفرضي هذا على باقي أفراد الأسرة ونتمنى أن تعود المرأة مرة أخرى تهتم بالسياسة والأمن القومي كما كان من قبل في ثورة 1919، استشهدت النساء من أجل مصر، ويكفى أن تاريخ المرأة المصرية فيه امرأة حكمت مصر، تاريخك مشرف، اهتمي بنفسك أولا ثم الدولة والسياسية.

ورسالتي للرجال يعيدوا فكر محمد عبده وقاسم أمين ورفاعة الطهطاوي وعلى مبارك كل هؤلاء كانوا قبل الأمم المتحدة ولكن كان لديهم فكر واحترام المرأة.

ما الرسالة التي تقدمها ميرفت التلاوي للرئيس السيسي؟

الله يكون في عون الرئيس السيسي وخاصة أنه حدثت طفرة كبيرة بعد ثورة 25 يناير والناس أصبحت لا ترضى بما يكتبه الله، ونحن في أشد المواقف قسوة، وهناك أكثر من جهة تشتعل غيظا من السسيسي لأنه يبني ومن يبني يصبح مكروها.

وعلينا أن ننتهز الفرصة، في وجود الرئيس السيسي لنعوض ما فاتنا، ورسالتي للسيسي 'حافظ على نفسك يا ريس وإحنا وراك'.

ما رأيك في قانون التصالح على مخالفات البناء؟

الرئيس استجاب لطلبات الناس وخفض الأسعار مع ضرورة معاقبة المخالف، فإذا لم يعاقب المخالف تزداد المخالفات وتضيع مصر، السيسي قال إننا خسرنا نصف مليون فدان.

أعترف أن هناك بعض من الناس غاضبة، ولكم من الممكن أن يتم إنشاء لها بيوت في الظهير الصحراوي، فلا يصح أن نأتي في المنطقة الخضراء ونخسرها، ثانيا القبح في المظهر لتلك المباني، بدون طول أو عرض أو مقاسات متناسقة، خسرنا شكل البلد، مصر الجميلة، فأحيي الرئيس السيسي على هذا القرار.

نقلا عن العدد الورقي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً