أثارت مبادرة 'زواج التجربة'، التي طرحها المحامي الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان، الكثير من الجدل حول عدم شرعية هذه المبادرة ومخالفتها التشريع الإسلامي.
ووفقًا للدكتور أحمد مهران؛ فإن مبادرة 'زواج التجربة' تهدف إلى الحد من انتشار الطلاق والرذيلة والفواحش في المجتمع، خاصة وأن معدلات الخلع والطلاق زادت خلال السنوات الأخيرة مما جعل مصر تحتل المرتبة الأولى في هذا الجانب، ووصل عدد المطلقات إلى 8 مليون تقريبًا، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر لحالات الطلاق تقع بين حديثي الزواج الذين لا يستمر زواجهم أكثر من 6 أشهر أو سنة على الأكثر.
ماذا يعني زواج التجربة؟
وأوضح مهران، أن مبادرة 'زواج التجربة' لها صورتين أو شكلين، الأولى متعلقة بمن سبق لهم الزواج من المطلقين والمطلقات، والصورة الثانية متعلقة بحديثي الزواج؛ مضيفًا أنه فيما يتعلق بجانب المبادرة الخاص بحديثي الزواج أننا نقول لهم ضعوا في اعتباركم أن الزواج تجربة مجتمعية وأنه لن يكون في استطاعتكم الطلاق قبل مضي 3 سنوات.
وأشار مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية وحقوق الإنسان، إلى أن الغرض من تقييد المتزوجين حديثًا بشرط الاستمرارية 3 سنوات وعدم جواز الطلاق قبل مضي هذه المدة أن معظم حالات الطلاق تقع بين حديثي الزواج، ولذلك نحن نقول لهم: أنتم مقيدين ومرتبطين ويُمتنع عليكم الطلاق قبل مضي فترة 3 سنوات، ويجب أن تخوضوا التجربة كاملة بكل عناصرها ومشاكلها وسلبياتها وإيجابياتها، وأوضح أن الثلاث سنوات مدة كافية تمكن كل طرف من التعرف على الطرف الآخر وحفظ طباعه وفهم ما يفكر فيه وما يحب ويكره، وهنا من الممكن أن يستمروا ويكملوا حياتهم، وهذا هو المطلوب أن يكملوا سويًا مدى الحياة مع توافر نية التأبيد لأن الأصل في الزواج الدوام، ولأنه عقد شرعي وميثاق غليظ يشترط فيه نية التأبيد.
وتابع مهران، وإذا أراد أحد الطرفين إنهاء الزواج قبل مضي الثلاث سنوات سيتحمل المسئولية كاملة وسيتكبد كافة الخسائر، فمثلًا إذا صمم الزوج على الطلاق يكون ملزمًا بإعطاء الزوجة نفقتها وعدتها ومتعتها وقائمة المنقولات والعفش والشقة أيضًا إذا كان هناك طفل، أما إذا كانت الزوجة هي التي تصمم على الطلاق فيجب عليها إعادة العفش والمهر والشبكة وكل الهدايا التي اشتراها لها الزوج.
سعاد صالح تهاجم زواج التجربة
من جانبها هاجمت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مبادرة 'زواج التجربة'؛ موضحةً أن الزواج هو الميثاق الغليظ كما عبر الله سبحانه وتعالى عنه، وهو الأداة الأساسية لتكوين الأسرة في الإسلام، والله سبحانه وتعالى وضع له شروطًا لكي يستمر بغض النظر عن مسألة الطلاق من عدمه، ومن هذه الشروط أن يكون عقدًا مؤبدًا وبذلك يخالف عقد زواج المتعة المؤجل لمدة معينة.
وتسألت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: إذا كان المقصود الشرعي لعقد الزواج أن يكون مؤبدًا؛ فما معنى التجربة؟ وماذا سأكتب في وثيقة الزواج؟ وسأدخل هذا العقد بأي نية؟ مؤكدةً أن الزواج إذا كان بينة الطلاق فهو زواجًا فاسدًا.
وحول تقييد حق الزوج في الطلاق خلال الثلاث سنوات التي تشترطها مبادرة 'زواج التجربة'؛ أشارت الدكتورة سعاد صالح إلى أن هذا يخالف الشرع، لأنه بهذا يصبح زواجًا مؤقتًا، وكل شرط تأقيت يبطل الزواج بدليل إن زواج المتعة والمسيار زواجًا باطلًا، والأصل في عقد الزواج أن يكون مستمرًا ومؤبدًا حتى يحقق المقاصد الشرعية التي قصدها الله تعالى من هذا الزواج.