نهاية "آبي أحمد".. الاحتجاجات الأهلية شرارة تحرق رئيس وزراء إثيوبيا.. وعزله لقيادات الجيش تعجل برحيله

سد النهضة
سد النهضة
كتب : عزة رخا

لم تعد الأمور داخل إثيوبيا مستقرة كما كانت، فقد أصبحت على صفيح ساخن، وكانت الاحتجاجات التي قامت في أديس أبابا تنديدا بمقتل الفنان الإثيوبي الشهير هاتشالو هونديسا إثر تعرضه لإطلاق نار، هي الفتيل الذي أشعل الأزمات الكائنة حاليا داخل البلد.

مظاهرات احتجاجية في أديس أبابا

اندلعت مظاهرات احتجاجية في أديس أبابا للتعبير عن الغضب بعد مقتل الفنان الإثيوبي الشهير هاتشالو هونديسا إثر تعرضه لإطلاق نار منتصف ليل الإثنين قبل الماضي، في ضاحية مجمع جالان السكني جنوب العاصمة.

وفور سماع نبأ وفاة الفنان الإثيوبي قام محبوه بإغلاق تام لمداخل العاصمة أديس أبابا التي شهدت مظاهرات ووضع الحواجز وحرق الإطارات على الطرق الرئيسة تعبيرا عن الغضب، ولم يعرف على الفور الدوافع وراء مقتل الفنان الإثيوبي الذي ينحدر من قومية الأورومو.

أعلنت مفوض الشرطة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مقتل وإصابة أشخاص في ثلاثة انفجارات بالعاصمة الإثيوبية خلال الاحتجاجات الأخيرة، وقتل 81 شخصا بينهم 78 مدنيا و3 من عناصر الشرطة خلال يومين من احتجاجات وأعمال عنف عرقية شهدتها إثيوبيا على خلفية مقتل فنان شهير من عرقية أورومو.

وأضاف إنديشو تاسيو، إنه تم القبض على 35 شخصا بينهم الناشط الأورومي جوهر محمد على خلفية اختطاف جثمان الفنان القتيل هاتشالو هونديسا، مؤكدا أنه تم اختطاف الجثمان خلال نقله للدفن ووضعوه المحتجين بمقر الحزب الحاكم احتجاجا على مقتله.

إثيوبياإثيوبيا

انتشار للجيش الإثيوبي في'أوروميا' عقب احتجاجات عنيفة

وأعلنت وزارة الدفاع الإثيوبية، الجمعة قبل الماضية، عن انتشار قوات الجيش في مناطق عدة بأوروميا، أكبر أقاليم البلاد، بهدف ضبط الأمن عقب احتجاجات عنيفة أسفرت عن قتلى وجرحى، لا سيما بعدما شهدت مدن (أمبو، بيشوفتو، بالي روبي، أداما، موجو، ديري داوا، هرار) أعمال عنف أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى، لم يصدر عنها إحصائيات رسمية.

وقال اللواء محمد تيسما، مسؤول العلاقات العامة في وزارة الدفاع الإثيوبية، في تصريحات صحفية، إن قوات الجيش تدخلت، لضبط الأمن والاستقرار وفرض سيادة القانون، وأن القوات العسكرية تعمل بالتعاون مع ضباط الأمن المحليين والسكان والشباب وزعماء القبائل والأعيان لتحقيق الاستقرار واستعادة السلام في هذه المناطق.

إثيوبياإثيوبيا

إقالة أعضاء بارزين بالجيش الإثيوبي

استمر أبي أحمد في أفعاله الغير مبررة لشعبه، وقرر بدون سابق مقدمات إقالة أعضاء بارزين في إدارته، وكان من اللذين تمت إقالتهم قائد الجيش ومدير جهاز الاستخبارات ووزير الخارجية، وكان مكتب رئيس الوزراء، أعلن عبر موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' التغييرات الحكومية دون إبداء أسباب.

في الوقت نفسه كان القتال مستمر في منطقة تيغراي، وفي هذه الأثناء، أفادت تقارير بسقوط ضحايا جراء المعارك في الإقليم، ونقل مصابين إلى مستشفيات في إقليم أمهرا المجاور.

اعتقالات بين جنرالات إثيوبيا

لم يتوقف الأمر عند إقالة قيادات الجيش، بل تطور لاعتقالات العديد من الجنرالات في مزاعم فساد طالت مشروع سد النهضة، وانتهاكات لحقوق الإنسان، في تحقيق استمر عدة أشهر.

وقال النائب العام الإثيوبي، بيرهانو تسيجاي في مؤتمر صحفي في العاصمة أديس أبابا، إن التحقيق استغرق خمسة أشهر، وأن المسؤولين اعتقلوا في مطلع الأسبوع.

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن تسيجاي قوله، إن التحقيق في عمليات شراء في مجموعة 'ميتيك' التي يديرها الجيش كشف عن فساد ضخم، و'على مدى ست سنوات قامت ميتيك بعمليات شراء قيمتها أكثر من ملياري دولار، دون طرح أي عطاءات'، وفي أغسطس الماضي، أزاحت الحكومة الإثيوبية شركة المعادن والهندسة 'ميتيك' التي تديرها الدولة من مشروع سد النهضة البالغة كلفته أربعة مليارات دولار على نهر النيل الأزرق، بسبب تأخيرات عدة في استكمال المشروع.

وأوضح النائب العام، أن السلطات اعتقلت كذلك 27 آخرين من موظفي المجموعة، وضباط الشرطة ليبلغ العدد الإجمالي للمعتقلين 63 شخصا.

يشار إلى أن شركة 'ميتك' المجمع الصناعي العسكري في البلاد، تأسّست في عام 2010، وكان رئيسها التنفيذي طوال ثماني سنوات، الميجور جنرال كينف دانيو، الذي استقال في شهر أبريل الماضي، عندما تولى رئيس الوزراء أبي أحمد السلطة، وفي يونيو الماضي وجدت لجنة برلمانية أن شركة 'ميتيك' أهدرت مئات الملايين من الدولارات، في إنتاج الأجهزة دون دراسة شاملة عن السوق لمنتجاتها. وفقا للوكالة.

سد النهضةسد النهضة

البرلمان الإثيوبي يوافق على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة 'تيجراي'

كانت هيئة الإذاعة الإثيوبية، ذكرت أن البرلمان الإثيوبي وافق على تشكيل حكومة مؤقتة لمنطقة 'تيجراي'.

وقصفت الطائرات الإثيوبية تيغراي، الجمعة، وتعهد أبي أحمد رئيس الوزراء، بمزيد من الضربات الجوية في الصراع الآخذ في التصاعد، ووردت تقارير عن سيطرة قوات الإقليم على مواقع عسكرية اتحادية مهمة وأسلحة، وقال أبي أحمد، في كلمة نقلها التلفزيون إن على المدنيين في المنطقة الشمالية تجنب 'الأضرار الجانبية' وذلك بتفادي التجمع في أماكن مفتوحة لأن الضربات ستستمر، في تحد لمناشدات دولية للجانبين بضبط النفس.

وتلقي التطورات الضوء على تسارع وتيرة تحول الصراع الذي اندلع قبل أيام إلى حرب أهلية يحذر خبراء ودبلوماسيون من أنها قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة وتضر بمنطقة القرن الإفريقي.

وكان أبي أحمد، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، قد اتهم حلفاءه السابقين في الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بمهاجمة قاعدة عسكرية للجيش الاتحادي ومحاولة سرقة عتاد.

وقال إن 'الخط الأحمر الأخير' تم تجاوزه. وقطعت الحكومة اتصالات الهاتف والإنترنت في المنطقة حسبما قالت جماعة (أكسيس ناو) المعنية بالحقوق الرقمية، الأمر الذي يجعل من المستحيل التحقق من الروايات الرسمية. واتهمت الحكومة الجبهة بقطع الاتصالات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً