الفأس والمقطف أصحابي وذراعي.. يوميات رجل سبعيني مع "لقمة العيش" (صور)

يوميات رجل سبعيني في كسب "قوت يومه" بالشرقية
يوميات رجل سبعيني في كسب "قوت يومه" بالشرقية

تخطى السبعين عامًا من عمره، وما زال يكافح كشاب في مقتبل العمر، يسعى بدأَبٍ، ليس فقط للحصول على لقمة العيش، التي لم يجدها أحد له ولزوجته سواه، وإنما ليشعر بلذة الحياة المتمثلة في العناء الشريف، لينام في آخر كل يوم مرتاح البال، هانئًا بكدّه وصموده في معركة الحياة.

إنه الرجل الشرقاوي 'فتحي محمد' من قرية تابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، الذي يخرج صبيحة كل يوم من بيته، متجهًا إلى مدينة الزقازيق للبحث عن عمل، ويقول: 'بصلّي الفجر حاضر وأفطر مع زوجتي المرأة المسنّة، وبنزل من البيت الساعة 6 صباحًا، بعد التوكل على الله، قاصدًا مدينة الزقازيق، وأجلس تحت شجرة في شارع مدير الأمن، لأنتظر رزقي الذي يرسله لي الله، مع أحد المارة أو الذين يقصدون هذا الشارع، للبحث عن عمال باليومية، لعلّ أحدهم يختارني من بين عشرات آخرين'.

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

ويُضيف الرجل السبعيني: 'أنا فلاح ولم أعرف غير الفلاحة مهنة أمارسها، وفي عز شبابي كنت بشتغل أجير عند الناس في أراضيهم، ولم أستطع يوما شراء قطعة أرض لتكون ملكا لي، لأن حصيلة أجري يا دوب كانت تكفي أسرتي المكونة من زوجتي و5 أبناء من بينهم 3 ذكور وفتاتين، أكل وشرب وعلام ولبس، وبفضل الله علمتهم كلهم في المدارس'، مضيفًا: 'كنت ساعات بأجر أرض زراعية، وأشتغل فيها لنفسي وبنفسي، وأبيع المحصول، وقدرت أشتري بيت من شقى العمر والسنين، وربنا كملها بالستر، وزوجت أبنائي الخمسة'.

ويُتابع 'الحاج فتحي'، قائلًا: 'أديت رسالتي مع أولادي وزوجتُهم جميعًا وده أكبر انتصار ليا في الحياة، ومكافئتي إني شفت أحفادهم وفرحتي ما تتوصفش بيهم وهما قاعدين معايا في نفس البيت اللي أسسته لهم قبل ما يشوفوا الدنيا'، متابعًا: 'لكن دوامة الحياة سرقت أبنائي الثلاثة في العمل، فهم ليسوا بإمكانهم الإنفاق عليّ وعلى والدتهم أو تحمل هموم زيادة بجانب هموم أسرهم وأعبائها، فكل واحد فيهم يعمل بأحد مصانع العاشر من رمضان، وبيسدد جمعيات علشان يقدر يعيش، ويصرف على تعليم ولاده واحتياجات بيته، فكان لازم اشتغل علشان أعيش، وزوجتي ما تمدش إيدها لحد'.

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

الحاج فتحي، اعتاد ألا يسأل الناس إلحافًا، وعظيم على نفسه أن يمد يده للناس سائلهم حسنة، لذلك يسعى على قدر المستطاع من ما تبقى من سنوات شبابه وصحته، يحفر في الصخر يصارع الحياة ليأخذ منها عنوةً قوت يومه، ويقول: 'الفأس والمقطف ذراعي اليمين ما استغناش عنهم، وصحابي وونيسي، كل يوم نقعد سوا في الشارع تحت الشجرة، انتظارًا لحد ما ربنا يبعت لنا الرزق نروح ونكافح كلنا'.

ويُضيف قائلًا: 'كنت زمان بشتغل في بلدي، أيام ما كنت لسة بصحتي وشبابي، واقدر أشتغل وأعزق الأرض، لكن دلوقتي الصحة بقت على قدها، ومنذ أكثر من 10 سنوات، خرجت أشوف شغل في بلاد الله على قدر صحتي'، ويستكمل: 'الساعة 7 الصبح أكون موجود تحت الشجرة في نفس المكان، وانتظر المقاولين ياخدوني أشتغل في البلاد القريبة للزقازيق، وأحيانا في أهالي يطلبوني أنظف لهم أسطح منازلهم أو أجلب لهم طلبات، وبعد العصر ألملم أغراضي وأرجع بيتي بقسمة ربنا ورزقي، أقعد مع زوجتي وأحفادي وأولادي وأصلي العشاء وأنام، لأبدأ يوم شقاء جديد'.

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

ويختتم الحاج فتحي، حديثه قائلاً: 'أنا مشفق على الشباب لأنهم مابيقدروش يشتغلوا زيينا احنا الكبار، ومهما اشتغلوا ما بيقدروش يكفوا احتياجاتهم ولا احتياجات بيوتهم وزمانهم صعب غير زماننا، وعلشان كدا أنا بعذر أولادي إنهم مش قادرين يساعدوني، لكن بقول لهم كافحوا واشتغلوا لأخر نفس، ربنا مبيضيعش تعب شقيان'.

وأردف: 'علشان كدا بخرج كل يوم قاصدا نفس المكان في الزقازيق، سعيا للرزق، حتى لو في أيام زي ما بروح زي ما برجع، بفضل قاعد من أول النهار لأخره وأرجع من غير جنيه، لكن لو ما خرجتش ونمت في البيت أتعب وأموت، متابعًا: 'انا زي ما بشتغل علشان لقمة العيش، بشتغل وبتحرك علشان أحس إني موجود وعايش ولي أثر في الدنيا واسعد زوجتي واقولها إني بخير، وهفضل اتغل لاخر يوم في عمري'.

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

يوميات رجل سبعيني في كسب يوميات رجل سبعيني في كسب 'قوت يومه' بالشرقية

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً