ظهرت في الآونة الأخيرة في عدد من محافظات الجمهورية وخاصة الدلتا، أزمة جديدة، تواجه المزارع المصري وخاصة مزارعي محصول البطاطس، بسبب انخفاض ثمن المحصول، فلم يغطي سعر الطن التكلفة، الأمر الذي دفع البعض لاستخدامها كعلف للماشية أو فرمها في الأرض.
وتعد الغربية من أهم مراكز زراعة محصول البطاطس، بعد محافظة البحيرة، حيث تتركز الزراعة في عدد من المناطق أهمها كفر الزيات والسنطة، والتي تعالت صرخات المزارعين فيها.
قال 'رفعت قطب' أحد أكبر مزارعي محصول البطاطس في الغربية: انخفضت أسعار البطاطس حتى أصبحت برخص التراب، لتفقد معها أموالنا، وأعمالنا في انتعاش جديدة عقب عصف الكورونا بالاقتصاد، والتي قللت عقود التصدير ومن هنا بدأت الأزمة.
مزارعو البطاطس
وأضاف 'قطب': المساحة المزروع أكبر بكثير من احتياجات السوق المحلي وعقود التصدير المتاحة، فما كان من المزارع أما التخلص منها بأقل سعر أو تخزينها في الثلاجات، فمن المعتاد أن تخزن العروة الصيفية التي تجمع في شهر 5، في الثلاجات، فكان تكلفة الطين حينذاك 1800 جنيه، وتم صرف ما يعادل ١٠٠٠جنية أخرى لتجهيز والبريد والنقل والتخزين، أي الطن ٢٨٠٠ جنية، لكن فؤجي الفلاح بأسعار عصفت بأحلام وطموحات، كيلو البطاطس الفاخر لا يتجاوز ١٤٠ قرش، والتداول في السوق المحلي من ١٢٠ قرش حتى ١٣٠، فقام باستعمالها كعلف المواشي، واضطر البعض لفرمها أهون من بيعها بالحسرة'.
مزارعو البطاطس
وتابع' قطب': تلك ليست المرة الأولى التي تقضي فيها البطاطس على أحلامنا فمنذ ٥ سنوات حدثت مشكلة مشابهة، ليدخل حال المزارع للإنعاش أما هذا العام فقد مات كليا، تحت مرأى ومسمع وزارة الزراعة، والتي ننشدها مساعدة الفلاحين للتسويق لمنتجاتهم و امدادهم بالأسمدة والمساعدة، حتى لا تندثر مهنة الفلاحة وتصبح الأراضي بور، فمصر دولة زراعية من الطراز الأول، ستنتهي معظم مشكلاتها إذا اهتمت بالزراعة.