'الأسوأ في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد لم يأتي بعد'؛ جملة بات يرددها الكثير من الخبراء، مؤكدين أن عام 2021 سيشهد تفشي المرض بصورة مرعبة، وأن ملايين البشر سيفقدون حياتهم في العام المقبل جراء إصابتهم بهذا الفيروس الغامض الذي ظهرت منه خلال الأيام الأخيرة عدة سلالات جديدة ما يعني أن الأمصال التي أُعلن التوصل إليها أصبحت غير مجدية.
الأكثر رعبًا في سيناريو تفشي جائحة كورونا بشكل غير مسبوق خلال العام 2021 أن هناك الكثير من المتخصصين في الشأن السياسي يؤكدون أن ما يحدث هو مقدمات الحرب العالمية الثالثة التي قرعت طبولها بالفعل، ودخل العالم آتون هذه الحرب التي لن يستخدم فيها سلاحٌ عسكري أو حتى نووي، بل سيكون فيروس كورونا هو السلاح المستخدم لإبادة ملايين البشر.
فيروس كورونا
ودعوا أحبابكم
التحذيرات بأن الأسوأ في جائحة كورونا لم يأتي بعد؛ بدأت في منتصف مارس الماضي، حين ألقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال فيه: 'الأسوأ فيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا المستجد لم يبدأ بعد.. الفترة الأكثر خطورة ليست الآن.. الفيروس أكثر خطورة من الأنفلونزا الموسمية، وسيصاب به المزيد من الناس.. المزيد من العائلات ستفقد أحباءها.. نحن الآن نصل إلى المرحلة التالية، هذه ليست مجرد محاولة لاحتواء المرض بقدر الإمكان ولكن لتأخير تفشيه.. ودعوا أحبابكم؛ فالقادم مُرعب'.
خطاب رئيس الوزراء البريطاني، وصف وقتها بـ'المُرعب والمتشائم والمُبالغ فيه'، وتناسى الجميع ما حمله هذا الخطاب من تحذيرات حقيقية عقب إعلان شركة فايزر الأمريكية، ومعهد ووهان للمنتجات البيولوجية التابع لشركة 'ساينوفارما' الصينية، نجاحهما في اكتشاف لقاح للعلاج من فيروس كورونا المستجد.
لم يتنفس العالم الصعداء ويبتهج بأنباء نجاح التوصل إلى علاج فيروس كورونا؛ حتى استيقظ الجميع على صدمة تفشي السلالة الثانية من الفيروس في بريطانيا، وهي سلالة متحورة أكثر عدوى وتفشي بنسبة 70 % مقارنة بالسلالة الأولى من هذه الجائحة.
وكشفت الحكومة البريطانية، أن السلالة الجديدة من كورونا تسببت في تفشي الإصابة بالفيروس بسرعة مُرعبة في مختلف مناطق المملكة؛ وهو الأمر الذي اضطر العديد من الدول إلى وقف رحلات طيرانها مع لندن كإجراء احترازي يمنع نقل السلالة المتحورة من كورونا من داخل بريطانيا إلى خارجها.
إجراءات وقف رحلات الطيران؛ لم تمنع ظهور السلالة الجديدة من كورونا في العديد من دول العالم، فقد ظهر الفيروس المتحور في لبنان وسلطنة عمان وإسرائيل والدنمارك وهولندا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والسويد واليابان وسنغافورة والفلبين وهونج كونج وكندا وأستراليا.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
دمار شامل
الدكتور إسماعيل صبري مقلد، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية التجارة جامعة أسيوط، اعتبر أن ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا وانتشارها بسرعة في أمر 'يُشكل منعطفًا مخيفًا في تطور وتحور هذا الفيروس اللعين'، قائلًا: إن ظهور هذه السلالات تنذر بأننا بصدد استقبال موجات متلاحقة، وربما أخطر من بعضها، من هذا الفيروس الغامض الذي يفتك بالعالم ولا يزال الجميع عاجزًا بعد أكثر من عام كامل عن احتوائه وكبح جماحه.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أضاف في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، أن الأخطر من ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا هو أن المنظومات الجديدة من اللقاحات والأمصال التي أنتجتها أكبر شركات الأدوية في العالم وأنفقت عليها مليارات الدولارات، والتي لم تدخل بعد مرحلة التجريب الفعلي علي نطاق عالمي واسع للحكم علي مدي صلاحيتها وجدواها، مهددة بأن تفقد فاعليتها وتأثيرها لتبدأ تلك الشركات والمختبرات رحلة البحث عن بدائل لها من جديد بما يتكلفه ذلك من مليارات الدولارات وما يستغرقه من جهد ووقت في ظروف صحية وإنسانية عصيبة لا تحتمل مزيدًا من الانتظار.
مقلد، أكد أن العالم مقبل علي حرب دمار شامل بطيئة نسبيًا، بأسلحة بيولوجية وفيروسية تخليقية أو فيروسات معملية من نوع جديد أيًا ما كانت القوي الدولية الخفية الضالعة في تخليقها وتطويرها والتي يظل أمامها علامة استفهام كبيرة لا تجد إجابة حاسمة عليها، مشيرًا إلى أن هذه الأسلحة البيولوجية والفيروسية يتواضع إلى جانبها خطر الأسلحة النووية المعروفة التي تبقي كامنة في مخابئها وقد لا تستخدم علي الإطلاق باعتبارها عملًا من أعمال الجنون والانتحار الجماعي.
أستاذ العلوم السياسية، اعتبر أنه في مواجهة هذا الخطر الوجودي المتصاعد الذي يتهدد حياة البشر في كل مكان؛ فإن العالم يجد نفسه الآن في مواجهة ابتلاء شديد، وقد تكون هذه هي أسوا محنة مرت بها البشرية في تاريخها الحديث، قائلًا: 'علينا أن نبقي متحفزين وفي مستوي الخطر'.
الدكتور إسماعيل صبري مقلد - أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
خسائر كبرى
الكاتب الصحفي غسان شربل، رئيس تحرير جريدة 'الشرق الأوسط'، أكد أن العالم بأسره وقع في قبضة الخوف والذعر والخسائر الكبرى، موضحًا: 'أن العالم استيقظ فجأة على ما يمكن أن نسميه حربًا عالمية ثالثة.. حربًا لم تطلقها قوة عظمى ولم يشعل نارها جنرال.. حربًا أطلقها وباء غامض غادر معقله الصيني وراح يهاجم في كل الاتجاهات'.
رئيس تحرير 'الشرق الأوسط'، أشار في مقال له بعنوان: ' إنَّها الحرب العالمية الثالثة'، إلى 'أن الأكيد، ونحن نقترب من نهاية السنة، أنَّ العالم بأسره يعيش في خضم الحرب العالمية الثالثة.. حرب قاسية بدا الإعلان عن اكتشاف اللقاحات أشبه بمحاولات وقف النار فيها، لكن الخبراء يقولون إنَّ الحرب مستمرة على رغم التقدم الذي تحقق في مواجهتها.. 'كورونا' هي الحرب العالمية الثالثة، لم يحن الوقت بعد لإجراء إحصاء دقيق لعدد الخسائر البشرية والخسائر الاقتصادية المدمرة.. بصمات هذه الحرب ستظهر بالتأكيد في برامج الحكومات وأولوياتها المقبلة، وكذلك في سلوك الأفراد وفي العلاقات البشرية عمومًا، والأكيد أنَّ ما بعد الحرب العالمية الثالثة لن يكون كما قبلها في ميادين كثيرة، لقد اكتشف الناس هشاشة هذه المدن التي يحتشدون فيها'.
الكاتب الصحفي غسان شربل
الكاتب الكويتي سعود الجفناوي، أوضح أنه لم يكن في حسبان أي إنسان أن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ وتنتشر إلى جميع دول العالم بفعل فيروس صغير لا يمكن رؤيته، ولا يوجد عنه أي معلومات من قبل عن درجة خطورته أو كيفية الوقاية منه، والأخطر أنه لا يعلم له أي لقاح أو علاج سبق استخدامه أو تجربته طبيًا لمساعدة البشرية بأكملها للتصدي له.
الجفناوي، أكد في مقاله 'الحرب العالمية الثالثة وفيروس كورونا': 'العالم أصبح في خندق واحد، ولأول مرة تتوقف الحياة في أغلب دول العالم، وتفعل خطط الطوارئ وتغلق الحدود حتى لأقرب الحلفاء، عدو واحد لكنه لا يضع لأي دولة أي اعتبار أو مكانة، جميعها أصبحت دولًا ضعيفة لا حول ولا قوة لها إلا أن تجد اللقاح الأنجع والعلاج المؤكد الذي لا يخلف انعكاسات سلبية أو آثارًا تسبب مضاعفات غير محمودة للمريض'.
الكاتب الكويتي سعود الجفناوي
الفنان راغب علامة، طرح تساؤلات عدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر': هل هو طبيعي ما يحدث في هذا العالم؟ هل كورونا فيروس طبيعي أم سلاح مصنّع في مختبرات الأشرار؟ هل هي الحرب العالمية الثالثة بطريقة مختلفة؟
علامة، علق على تساؤلاته قائلًا: 'الجواب سيأتي بعد حين وبعد أن يكون قد قُضى على الكثير من البشر جسديًا ومعنويًا واقتصاديًا'.