كارثة في القليوبية.. زحام بالأسواق وغياب للإجراءات الاحترازية رغم تفشي كورونا (فيديو وصور)

كتب : هاجر عودة

تصدّرت محافظة القليوبية قائمة المحافظات الأعلى إصابة بفيروس كورونا المستجد 'كوفيد - 19'، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب تزايد العدوى بالفيروس بين سكان المحافظة مقارنة بغيرها من المحافظات الأقل من حيث الإصابات، وكانت كلمة السر في الأماكن المزدحمة وبالأخص الأسواق، التي تناست خطورة الفيروس المميت، وأهملت كل الإجراءات الاحترازية ولم يأخد المواطنين في اعتبارهم أي قرارات فرضتها الحكومة لمنع تفشي العدوى بفيروس كورونا.

ورصدت 'أهل مصر' لقطات وصور حية، كشفت عن حجم الكارثة التي تواجه محافظة القليوبية بسبب الأسواق الشعبية في غياب تام للإدارات المحليات ومسؤولي الأحياء، فقد كانت البداية من السوق الأسبوعي بقرية منطى بقليوب محافظة القليوبية، فقد افترش الباعة الجائلين الأرض يعرضون بضاعتهم للمارة، يجلسون على حيّز ترعة الشرقاوية يبيعون كل 'ما لذّ وطاب' من الأطعمة، وبجوارهم مقلب قمامة مليئ بكل أشكال النفايات الطبية والكمامات الملقاة على الأرض، وفي سوق يكتظ بالمواطنين والمارة.

زحام الأسواق الشعبية بالقليوبية

'أيوة الجبنة.. تعالي يا مدام دوقي الجبنة قبل أما تاخديها' هكذا حاولت السيدة سنية 'بائعة جبنة بيضا وقديمة' جذب المارة لشراء بضاعتها من الجبنة المكشوفة للغبار والذباب بالسوق، وما أن رأت إحدى الفتيات تُقبل عليها حتى بادرتها بالقول: 'خدي دوقي الجبنة وقولي رأيك' لتتذوق الفتاة غير مُبالية بما قد يكون بها ودون أي اعتبارات للإجراءات الاحترازية، وفي محاولة لتحذيرها من خطورة ذلك، ردت قائلة 'سيبها على الله.. دي حاجة بتاعت ربنا'.

وعلى جانب كوبري القرية، يجلس شاب يبيع كل أشكال الأسماك الطازجة والمملحة المعرّضة للذباب، يتجمّع حوله عدد هائل من الناس، مستهترين بارتداء الكمامة، غير مُبالين بالطعام المُعرّض لنقل العدوى ليس بكورونا فقط وإنما بكل أشكال الأوبئة.

زحام الأسواق الشعبية بالقليوبية

كما التقت 'أهل مصر' مع عدد من المواطنين لرصد آرائهم حول سبب زيادة عدد إصابات كورونا في محافظة القليوبية وتجاهل المواطنين للالتزام بالإجراءات الاحترازية.

البداية كانت مع صاحب محل على ناصية السوق، والذي تحدّث عن مدى استهتار المواطنين لارتداء الكمامة في السوق، فقال 'ناس كتير أهملوا ارتداء الكمامة، لو مش خايفين على نفسهم يخافوا على أهاليهم، وغير كده هناك من يقوم بإلقاء القمامة والنفايات الطبية في وسط السوق ووسط مبيعاتهم'، متابعًا: 'مكتب البريد الناس متجمعة حوله والعدد كبير جدًا والموظفة اللي بتصرف المعاش بتكُحّ طول الوقت والناس واقفة حوالين الشباك مش مدركين مدى خطورة الموقف'.

زحام الأسواق الشعبية بالقليوبية

وفى وسط السوق يجلس رجل في العقد السادس من عمره داخل محل عصير هو وأحفاده، وبالاقتراب منه وسؤاله، قال: 'قليلين أوي اللي لابسين الكمامة في وسط السوق، وأنا كنت جاي لبنتي ومش عارف أمشي من كتر الناس، حتى واحنا قاعدين في البيت بلبس الكمامة خوفا على احفادي وخصوصا بعد مروري وسط السوق'.

وتحدّث رجل جالسا داخل محله عن مدى التكدس في سوقي الأحد والإثنين، قائلا: 'الناس بتيجي من قرى مختلفة في منهم بيبيع ومنهم بيشتري مع إن كل الأطعمة والخضروات متوفره طول الاسبوع وبيحصل التكدس في السوق ولا يلتزم المواطنون بالإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة حتى بعد تطبيق الغرامة' .

زحام الأسواق الشعبية بالقليوبية

فيما قالت سيدة في العقد الخامس من عمرها: 'أملك بيت في السوق، بصحى الساعة 6 الصبح من كتر الصوت والضوضاء اللي بيسببوها وكمية الأعداد اللي في السوق ولو هفكر أنزل بخاف ألبس كمامة واحدة بحس إنه ملهاش لازمة بجانب الأعداد والتكدس الهائل في السوق، وكمان بيقعدوا أمام البيت، مبرضاش أنزّل ولادي يوم السوق لأي سبب بسبب الزحام'.

زحام الأسواق الشعبية بالقليوبية