اعلان

وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق: المصالحة مع قطر هدفها الحفاظ على الأمن القومي.. ومصر مش هتسيب حقها (حوار)

اللواء حاتم باشات النائب البرلماني السابق
اللواء حاتم باشات النائب البرلماني السابق
كتب : أحمد رجب

- "الجزيرة" غيرت من محتواها الذي تبثه ضد مصر ..ولا ثوابت في السياسة

- تركيا تبارك المصالحة ..وإذا رحل أردوغان سيأتي غيره ليصلح ما أفسده

- أمريكا دعمت الإتفاق لحماية مصالحها ..وهدفها تكوين جبهة عربية لمواجهة إيران

- لا يمكن الربط بين التطبيع العربي الإسرائيلي والمصالحة العربية مع قطر

- هناك أصوات في الشارع المصري ترفض المصالحة ..و"السوشيال ميديا" لا تصنع القرار السياسي

- إذا لم تلتزم قطر بشروط إتفاق "العلا" سيكون هناك ردة فعل مختلفة ..وسوف نراقب موقفها

"المصالحة الخليجية القطرية" .. مابين تأييد وشجب ورفض، تصريحات هنا وأحاديث هناك، لكن الواقع على الأرض يفرض نفسه، المصالحة تمت بالفعل بين دول الرباعي العربي "السعودية والإمارات والكويت والبحرين" مع قطر بحضور مصر، ووقع الجميع على "بيان العلا"، معلنين نبذ الخلافات وبدأ مرحلة جديدة بين الدول الموقعة، وبناء تعاون مثمر يصب في مصلحة الجميع.

أراء كثيرة في الشارع العربي وتحديدًا في مصر رفضت خطوة المصالحة وهاجمت الدول الموقعة خاصة بعد الإتهامات الموجه للنظام القطري في دعم الإرهاب وتمويله بالمنطقة والتحريض على العنف عبر قنواتها الإعلامية وخاصة قناة "الجزيرة".

أصوات أخرى تجد أن المصالحة خطوة إيجابية وتأتي في مصلحة الدول العربية ومنها مصر، وأن هذا الإتفاق سوف يثمر عن تعاون مشترك وإستثمارات وعائد أقتصادي مبشر وتسيير لحركة الطيران والتجارة وفتح قنوات إتصال بين الدول العربية.

"أهل مصر" حاورت اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق والنائب البرلماني السابق عن دائرتي الزيتون والأميرية، والأمين العام لحزب المصريين الأحرار، بإعتباره محلل سياسي له ثقل وله باع طويل في العمل السياسي، كوكيل لجهاز المخابرات العامة والعمل العام كنائب في مجلس الشعب، والعمل الحزبي كأمين عام لحزب المصريين الأحرار.

بداية، كيف ترى خطوة المصالحة الخليجية مع دولة قطر بعد سنوات القطيعة؟

ـ المصالحة خليجية تمت بالسعودية بحضور دول الرباعي العربي ومصر انضمت للمصالحة، كما إن هذه الخطوة تمت بإجماع دول الخليج ومصر قامت بدور المساعد فيها، كما تم التوقيع على البيان الختامي، والذي يحتوي على كل بنود الاتفاقية، وجميع المبادىء الموجودة هي في موضع تنفيذ، وهذا ملزم للجميع، فكل الدول الموقعة ومن بينها قطر عليها سيكون عليها تنفيذ البنود، وعدم الخروج عنها.

ومصر كان يجب عليها أن تتخذ نفس موقف دول الرباعي العربي، منعًا لشق الصف، لافتًا إلى أن دورها في هذه الخطوة شاهد وداعم للموقف.

ماتقييمك لموقف الدول العربية الموقعة على بيان "العلا" مع قطر قبل وبعد المصالحة؟

ـ أرى إنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها قطيعة بين دول الرباعي العربي وبين قطر، حدث ذلك من قبل، لكن فترة المقاطعة هذه المرة كانت الأطول، وكانت مختلفة نوعًا ما عن سابقتها، حيث أخذت شكلًا أكثر حدة وعنف.

والفترة المقبلة سوف تشهد تغيرات كبيرة في موقف الدول العربية تجاه قطر، فسوق يتم فتح الحدود بين الدول الموقعة على بيان المصالحة "حدود بحرية وجوية وبرية"، فسوف يختلف الوضع كثيرًا عن ماكان في السابق، فالفترة المقبلة سوف تشهد تغييرات ملموسة في العلاقة بين الدول العربية وبين قطر.

كما أن المصالحة تمت منذ أيام قليلة، والفترة المقبلة سيحدث خلالها أمور كثيرة من الجانب القطري، علينا أن نترقبها ونراقبها ونقيمها، خاصة النقاط التي تمسنا ولها علاقة مباشرة بنا.

كيف ترى الاتهامات الموجهة لقطر بسبب موقفها الداعم للإرهاب بالمنطقة والتحريض على العنف وتمويل الحركات المسلحة، وهل هذا ينقض المصالحة ويفسدها؟

ـ علينا الفترة المقبلة متابعة السياسة القطرية جيدًا تجاه دول الرباعي العربي، ودراسة سلوكها، كيف سيكون موقفها، تجاه قضايا عدة، وهذا سيحدد أمور كثيرة، مستطردًا أن موقف مصر يختلف عن موقف الدول العربية، فمصر دولة كبيرة ولها سياستها ونظام الحكم الخاص بها، الذي يختلف عن الأنظمة الحاكمة في الدول الخليجية، كما أن سياستنا الدولية تختلف عن سياستهم الخارجية.ومصر دولة رائدة في المنطقة وقوية أقليميًا، فالدول العظمى متحسبه للدور المصري، حيث أنه مهم للغاية إستراتيجيًاـ فوجود مصر في هذا المحفل، لم يأتي من فراغ، إطلاقًا، حيث أن مصر دولة قوية ووجودها أمر حتمي، لافتًا إلى أن الجميع يعلم أن مصر تترقب ونراقب موقف قطر خلال الفترة المقبلة لنتحرك على هذا الأساس.

من وجهة نظرك هل ترى أن هناك ترحيب في الشارع المصري لخطوة المصالحة مع قطر أم لا؟ ولماذا؟

ـ أجد أن هناك ثقة كبيرة من قبل المصريين في القيادة السياسية وقراراتها، كما أنهم على قناعة في قدرة القيادة على حماية الأمن القومي المصري، فمصر لديها قوة إقليمية لا يستهان به، كما أننا دولة قوية ذات سيادة وكرامة، وبالتالي فأن الشارع المصري يؤيد خطوات القيادة السياسية، سواء في المصالحة أو غيرها من القضايا.

وأكمل باشات قائلًا أن هناك بالفعل بعض المخاوف من قبل بعض المصريين من خطوة المصالحة، كما أن هناك خلافات، واختلافات في الرأي، لكن نحن تعودنا إنه عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري، فنلتف جميعًا خلف القيادة السياسية.. هل كان أحد يتخيل أن يكون هناك مصالحة بيننا وبين إسرائيل يومًا ما؟، وأن يكون هناك سفارة إسرائيلية على أرض مصر؟

كيف ترى موقف وسائل التواصل الاجتماعي من المصالحة ورفض البعض لهذه الخطوة وحالة السخرية والتهكم عليها؟

ـ وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن أراء واتجاهات مختلفة، لكن لا يمكن الاستناد عليها في صناعة القرار.

هل تؤثر "السوشيال ميديا" على القرار السياسي؟

ـ "السوشيال ميديا" تعبر عن العديد من الأراء والكثير من التوجهات والأيدلوجيات لكن لا تؤثر في إتخاذ القرار السياسي ولا يمكن الاعتماد عليها في ذلك.

ما هي مكاسب الدول العربية من المصالحة مع قطر؟

ـ المكاسب تتمثل في، أولًا، حل الخلافات والصراعات العربية، ثانيًا، دعم الموقف العربي في مواجهة بعض المخاطر التي قد تتعرض لها المنطقة من دول لها أطماع كأيران وغيرها، ثالثًا، إلزام قطر بألا يكون لها علاقات مع دول معادية، رابعًا، مكاسب اقتصادية كبيرة، بعد فتح الحدود وتسيير حركة الطيران بين الدول وتنشيط حركة التجارة والسياحة ووجود استثمارات، خامسًا، توثيق التعاون بين الدول الموقعة على إتفاق المصالحة في شتى المجالات، وسيكون لها تأثير على المستوى الاجتماعي أيضًا بين الدول الموقعة على اتفاق المصالحة خاصة "السعودية وقطر".

ما هي مكاسب مصر من المصالحة مع قطر؟

ـ مصر سوف يعود عليها بعض المكاسب، كوجود استقرار في منطقة الشرق الأوسط، وعدم وجود خلافات بين الدول الخليجية وقطر، ومكاسب اقتصادية أخرى كفتح الحدود وتنشيط حركة التجارة والتعاون المشترك بين جميع الدول الموقعة.

هل هناك دور لتركيا في إتمام المصالحة؟

ـ لا أعتقد وجود علاقة لتركيا بالمصالحة، فالأتراك يأخذون أموال من النظام القطري، فقطر ممول لهم، لكن الوضع سوف يختلف الفترة المقبلة بعد المصالحة، فسوف يتم تجفيف منابع تمويل الإرهاب ودعمه.

هل يمكن الربط بين المصالحة الخليجية القطرية وسياسة التطبيع مع إسرائيل التي تنتهجها بعض الدول العربية برعاية أمريكية؟

ـ لا أرى أن هناك علاقة بين سياسة التطبيع العربي الإسرائيلي وبين المصالحة مع قطر، ولا يمكن الجزم بوجود علاقة بين الأمرين، لإن المصالحة مرتبطة بالمصالح العربية العربية بعيدًا تمامًا عن دولة إسرائيل.قد يبدو وجود علاقة بين الأثنين، حيث إن أمريكا تضغط على الدول العربية لعمل تطبيع مع إسرائيل، لكن الأمر في حقيقته غير ذلك.

حدثنا عن الدور الأمريكي في المصالحة بإعتبارها صديقة لبعض الدول أطراف المصالحة؟

ـ الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور كبير في إقرار المصالحة، حيث أن النظامين السعودي والكويتي قدما الشكر لأمريكا لرعايتها لخطوة المصالحة مع قطر، حيث أن الولايات المتحدة لديها هدف من وراء المصالحة، وهو تكوين جبهة من دول الخليج بمؤازرة مصر من أجل التصدي لإيران، بالإضافة إلى حماية مصالحها في الشرق الأوسط، وتركيا هي الأخرى رحبت بالمصالحة، وهذا يدل على إنها ليست لها دور في هذه الخطوة.

هل من المعقول إننا ظللنا لفترة طويلة ننتقد التوجه الإعلامي للنظام القطري عن طريق قنوات الجزيرة وغيرها من الأبواق الإعلامية التي تبث من تركيا كـ "الشرق ومكملين" بمباركة قطر، والأن نتغاضى عن كل ذلك ونقبل بالمصالحة؟

ـ نحن نستند إلى التاريخ، والسياسة التي تحتم عليك حماية آمنك القومي والدفاع عن مصالحك، فلا ثوابت في السياسة فهي متغيرة، فإذا عدنا إلى التاريخ فنحن كنا نحارب إسرائيل لسنوات طوال، وبعد ذلك عقدنا معهم معاهدة سلام، وأصبحنا لدينا سفارة في إسرائيل وهم لديهم سقارة في مصر، وهذا أمر طبيعي، وقناة الجزيرة عدلت في المحتوى التي تقدمه تجاه مصر والدول العربية أطراف المصالحة خلال الأيام الماضية، منذ إقرار المصالحة.عندما حدثت خلافات مع قطر، كنا متأكدين بوجود مصالحة بعد ذلك رغم كل ماحدث، أما بالنسبة للموقف التركي، فأنا أرى إنه إذا ترك أردوغان الحكم، سيأتي أحد غيره ويصلح الأمور مع دول المنطقة ويصفي الخلافات، فهذه هي السياسة. ومصر لديها القوة والكافية والمقدرة لفرض نفسك إقليميًا ودوليًا، وماتريده مصر سوف ينفذ، بالإضافة إلى أن شروطك ستكون قاسية على النظام القطري، وسيلتزم بتنفيذها، فدول الرباعي الخليجي، يتكون متوافقة معك في مطالبك، وأنت أيضًا سوف تكون متوافق معهم، فدولة كالسعودية تعاني في اليمن بسبب قطر، فالمصالحة محددة بشروط، والأمر غير متروك للأهواء.

هل سيختلف موقف قطر الداعم للإرهاب بعد المصالحة؟

ـ سوف ننتظر هذا ونراقبه بإمعان، للوقوف على التغيير في السياسة القطرية تجاه جيرانها من دول الخليج وكذلك مصر، مضيفًا أنني ارى أ قطر في ظل الوضع القائم بعد إتفاق المصالحة سوف تلتزم في سياستها الإقليمية وعلاقتها بدول ارباعي العربي ومصر، وإذا حدث الفترة القادمة عدم إلتزام من الجانب القطري سنشاهد ذلك، وسوف يكون هناك رد فعل مختلف، وإذا خالفت قطر بنود الأتفاق وثبت عليها ذلك مع وجود دلائل، فلابد من وجود موقف عربي موحد ضد قطر.

ودول الرباعي الخليجي أصروا على وجود مصر تحديدًا في خطوة المصالحة، وليس دول عربية أخرى، لها اعتبارات خاصة فمصر دول محورية ورائدة إقليميًا، وهذا الإتفاق سيجعل جامعة الدول العربية تصدر بيان ترحيب بالمصالحة، وهذا يعني مكاسب كبيرة لك ولدول الرباعي الخليجي.

هناك أحكام قضائية صدرت بحق قطر وأثبت تورطها في قضايا إرهاب عن طريق الدعم والتمويل والمساعدة، كيف ترى ذلك في ظل خطوة المصالحة؟ وهل يعقل التغاضي عنه في سبيل الإتفاق مع قطر؟

ـ لا أرى أن هذا سوف يمر مرور الكرام، ونحن نثق بالقيادة السياسية وطريقة إدارتها للأمور، ونعلم جيدًا إنها سوف تأخذ حقها، فالدولة المصرية لن تترك حقها.

وأكد النائب البرلماني السابق، إننا جميعًا نثق في الرئيس عبدالفتاح السيسي والقيادة السياسية، وأن القوات المسلحة المصرية، ليس من السهل عليها إتخاذ أية مواقف إلا إذا كانت مواقفها هذه تتفق مع سيادتها وكرامتها.

هل تعلم القيادة السياسية بوجود أصوات في الشارع المصري ترفض المصالحة؟

ـ من المؤكد إنها تعلم ذلك، وتضعه في الحسبان، مضيفًا أن هذا طبيعي، فعندما كنت ضابط في القوات المسلحة وحاربت في معركة 1973 ضد إسرائيل، لم أكن أتخيل وقتها إننا نعقد صلحًا مع إسرائيل، وهذا حدث بالفعل بعد ذلك، ونحن الأن لا نعقد مصالحة مع دولة أو دين، نحن نتصالح مع نظام، وهو غير دائم ربما يتغير مستقبلًا، فتركيا هي الأخرى يمكن أن تغير سياستها تجاه الدول العربية ومصر تحديدًا، إذا تغير النظام الحاكم هناك.أيضًا مثل الكثيرين حزين على الشباب الذي ماتوا، والضغينة الموجودة داخل قلوبنا، لكن أيضًا كان هناك في السابق عداوة مع إسرائيل وخضنا ضدهم الكثير من الحروب راح ضحيتها العديد من الشهداء، واليوم هناك سلام بيننا وبينهم وعلاقات دبلوماسية واستثمارات مشتركة.

وممكن التغاضي عن بعض الأمور من أجل حماية الأمن القومي المصري مع الكثير من الإعتبارات الأخرى كالسيادة والكرامة المصرية.

متى يمكن جني ثمار المصالحة؟

كل شيء يأخذه وقته، والنتائج المترتبة على المصالحة سوف تظهر جلية ولكن مع الوقت، بصورة تدريجية، كما أود التأكيد على أن الفترة المقبلة مهمة للغاية، فسوف تكون فاصلة، سنراقب السياسة القطرية ونقيمها، وندرسها جيدًا، ونلاحظ التحول الذي من المفترض أن يتم، حيث ستكون فترة إختبار، فإذا سارت الأمور في نصابها الصحيح، كان بها وأن لم يحدث فمن المؤكد أن يكون هناك رد فعل مختلف تجاه قطر.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً