رحلة سفاح الجيزة مع ضحاياه في بولاق الدكرور والإسكندرية.. المحامي النصاب أمام الجنايات لقتل 4 أشخاص

سفاح الجيزة
سفاح الجيزة
كتب : حسن سمير

بعد مرور أكثر من 94 يوما على أبشع 4 جرائم قتل، وسلسلة من وقائع النصب والتزوير وانتحال الصفة، حصيلة الجرائم التى ارتكبها "قذافي" الذي اشتهر إعلاميا ب"سفاح الجيزة"، والمتورط فى دفن جثث ضحاياه وصل عددهم إلي 4 أشخاص من بينهم زوجته وصديقتها، بشقة فى بولاق الدكرور، ومخزن فى محافظة الإسكندرية، ورغم الجرائم التى اعترف المتهم بارتكابها أمام جهات التحقيق المختصة، إلا أن لاقى اهتمام كبير بشأن القضية التى أثارت الرأي العام حتى وصل قطار القضية أمس الإثنين إلي محكمة الجنايات لمحاكمته.

"أهل مصر" ترصد في التقرير التالى رحلة قذافي من شقة بولاق مرورا بالإسكندرية الي خلف قضبان الجنايات.

بداية اكتشاف جرائمه

بداية الواقعة اكتشفت حينما تقدم وفي الدين فؤاد محامي دفاع إحدى ضحاياه للجهات المختصة ببلاغ ضد "قذافي فراج محبوس باسم المهندس رضا، وأنه ينتحل صفته، فتم إبلاغ رجال المباحث بالإسكندرية، كما تقدم ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وتقدم أيضا بتظلم لفتح التحقيق فى بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، الذى تم تحريره منذ سنوات، وشهد توجيه تهمة القتل لـ"قذافى".

فور التقدم ببلاغ للنائب العام، تم تكليف النيابة المختصة بالجيزة، للتحقيق فى القضية، وتم التنسيق مع مديرية أمن الإسكندرية، وتوجهت قوة أمنية لاستلام المتهم، وترحيله إلى مديرية أمن الجيزة، وتحديدا إلى قسم شرطة الهرم، وبدأ فريق البحث في إجراء التحريات، واستجواب المتهم، وجمع المعلومات، ومواجهته بها، حتى اعترف بقتل المهندس رضا، وقتل زوجته، وشقيقة إحدى زوجاته، والفتاة التى قتلها بالإسكندرية، وأرشد عن مكان دفنه الجثث، لتنكشف جرائم السفاح أمام رجال المباحث والنيابة التى تولت التحقيقات.

اعترافات المتهم

بعد خضوعه للتحقيق في البلاغ المقدم ضد "القذافي" المتهم بقتل زوجته وصديقه، ودفن جثتهما أسفل بلاط شقته بمنطقة بولاق الدكرور منذ خمس سنوات، باعترافات تفصيلية عن ارتكابه الجريمتين، وقال إنه قتل صديقه "المهندس رضا" بسبب إنفاقه المبالغ المالية التي كان يحولها له المجني عليه وحدوث مشاجرة بينهما فقام المتهم بدس السم في الطعام لصديقه إلى أن لفظ أنفاسه وتوفى، وأضاف المتهم أنه قتل زوجته أيضا بعد اكتشافها الجريمة وتشاجرها معه.

وأقر المتهم بتخلصه من الجثتين أسفل غرفة مختلفة بالشقة محل الجريمة بالطابق الأرضي، وقرر أنه تخلص منهما بأغراضهما الخاصة.

وتابع المتهم في اعترافاته، أنه دفن صديقه رضا بكامل ملابسه عبارة عن تيشيرت أبيض، وبنطلون أسود، وفي جيبه اليمين محفظة كاملة والشمال الهاتف المحمول الخاص به، وقام بدفن زوجته وهى مرتدية ذهبها عبارة عن "خاتم، سلسلة، انسيال"، وبتوجه الشرطة رفقة النيابة العامة واستخراج الجثتين، تبين صحة أقواله، وتم استخراج الجثتين عبارة عن هيكلين عظميين.

اكتشاف جثتين جدد لسفاح الجيزة

"مافيش نوم".. شعار رفعته أجهزة الأمن بالجيزة، حينما كشفت المفاجآت فى قضية "سفاح الجيزة"، حيث نجحت فى التوصل إلى ضحيتين جديدتين للسفاح إحداهما شقيقة زوجته الأولى، والأخرى لسيدة بالإسكندرية وعدها بالزواج واستولى على أموالها، وداهمت أجهزة الأمن بالإسكندرية، مخزنا بمنطقة العصافرة لاستخراج جثمان الضحية.

زوجته: ممثل بارع ولا يترك الصلاة

قالت السيدة مي، زوجة سفاح الجيزة، إنه تم القبض على سفاح الجيزة بعد نزوله من شقتها، مُشيرة إلى أنهما متزوجين منذ شهر يوليو لعام 2019، وأنها حملت 3 مرات وكان يضع لها سموما في بعض الأطعمة لإجهاضها.

وخلال تصريحات متلفزة تابعت مي: تقدم لخطبتي على أساس أنه مهندس كهرباء يعمل في السعودية ولديه مكتب.

وأردفت: جعلنا نتحدث مع أحد أقاربه المقيمين في السعودية، ولم أشك لحظة واحدة في شخصيته ولم أتخيل كل هذه الجرائم، وبعد القبض عليه جاءت لي السكرتيرة الخاصة به وقدمت لي 3 بطاقات بأسماء مختلفة، وبعدها اكتشفت أنني تزوجت نصابًا.

وواصلت مي: كان شخصًا غامضًا، وكان يشعر من أمامه بأنه شخص خير ولا يترك فرضًا للصلاة، إلى أن اكتشفت أنه على علاقات نسائية من خلال رؤيتها لبعض الرسائل الموجودة على هاتفه، مختتمة: ممثل بارع.

سكان عقار مقبرة قذافي يروون تفاصيل الحادث

في حين قال "ياسر.م" أحد سكان العقار الذي شهد الواقعة، إنه مقيم بالعقار منذ عام 2008، وأن العقار ملك لثلاثة أشخاص "المهندس رضا" 49 عاما وأشقائه "عبد الحكيم - ناصر"، وبحكم عملهما في السعودية قام "رضا" بعمل توكيل عام عن العقار لصديق عمره "القذافي.ف" ويعمل محاميا وذلك لثقته الكبيرة به، وطالبه بتأجير شقق العقار المكون من 7 طوابق بالإضافة إلى إدارة معاملاته المالية في مصر، وحينها بدأ رضا يرسل حوالات مالية لصديقه كل شهر لاستثمارها وشراء وشقق سكنية أخرى لتأجيرها والاستفادة من الإيجار.

سم في الطعام

وأضاف "ياسر"، أن المهندس رضا في شهر يناير عام 2015 اكتشف أن صديقه خان الأمانة واستولى على جميع ممتلكاته، فقرر العودة إلى مصر، لتصفية المعاملات المالية مع صديقه الخائن، إلا أن المتهم قرر التخلص منه وقتله، للإفلات من المحاسبة، فاستقبله بالمطار وتوجه معه إلى شقته بشارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور، والتي تقطن بالدور الأرضي ووضع له السم في الطعام إلى أن لفظ أنفاسه وتوفى.

وتابع الجار، بأن القاتل استكمل جريمته وقام بحفر مقبرة أسفل بلاط شقته على عمق 2 متر ودفن جثة صديقه بكامل ملابسه عبارة عن تيشيرت أبيض، وبنطلون أسود، وفي جيبه اليمين محفظة كاملة والشمال الهاتف المحمول الخاص به، ثم وضع فوقه أسمنت لإخفاء آثار الجريمة.

واستكمل، أن القذافي قبل أن يقوم بعملية دفن صديقه سرق بطاقته الشخصية ومبلغ 300 ألف جنيه واستخدم الهاتف المحمول الخاص بالقتيل وأرسل رسالة لشقيق المجني عليه منتحلا صفة القتيل وأخبره بأنه تم القبض، ولا يعلم الجهة التى احتجزته ولا مكان احتجازه، وخلال بحث أشقاء المجنى عليه عنه، كان المتهم يشاركهم فى عملية البحث، لإبعاد الشبهة عن نفسه.

كشف المستور

وتابع "ياسر"، بعد مرور 6 أشهر من الجريمة بدأ المتهم فى تزوير الأوراق الخاصة بعقود الملكية لممتلكات المجنى عليه، وبيعها لصالحه، ثم قام ببيع 5 شقق من العقار بعقد إيجار قديم واستولى على 200 ألف جنيه ثمن الإيجارات، إلا أن زوجة المتهم "فاطمة زكريا" 34 عاما، اكتشفت جريمته ودارت بينهما خلافات فقرر المتهم التخلص منها بعد أن أصبحت محل تهديد له، ودسَّ السم لها في الطعام إلى فارقت الحياة، ثم حفر مقبرة أخرى بغرفة مختلفة من الشقة ودفن جثة زوجته وهى مرتدية ذهبها عبارة عن "خاتم، سلسلة ، انسيال"، وبعد ترميمه للشقة بالكامل قام ببيعها لأحد الأشخاص ويعمل مُدرس والذي ظل بها 5 سنوات برفقة ابنته الصغرى دون علمه بوجود جثث أسفل البلاط.

وأضاف "ياسر"، أن أسرة الزوجة حررت محضرا بقسم شرطة الهرم يفيد بتغيبها واتهمت فيه زوجها بالتسبب في اختفائها وعقب القبض عليه لسماع أقواله أنكر المتهم قائلا: "أنا مقتلتهاش دي طفشت وأخدت دهبها وفلوسي معاها"، وعقب إخلاء سبيله فر المتهم هاربا إلى الإسكندرية، وبعد مرور 3 سنوات، اكتشف أشقاء المهندس رضا القتيل واقعة التزوير وبيع ممتلكات شقيقهم المختفى، وتأكدوا حينها أن المتهم وراء اختفاء شقيقهم، وحرروا محضرا اتهموه فيه بقتله، إلا أن هروب المتهم وعدم وجود أدلة كافية، ولا ظهور جثة القتيل، ساهم فى إغلاق القضية.

وفى نفس السياق قال محمود زكريا، شقيق فاطمة زكريا، الزوجة السابقة للمتهم، إن شقيقته هى الضحية الثالثة لزوجها، المتهم بقتل ثلاث سيدات ورجل، والذي قام بدفن اثنين من ضحاياه أسفل بلاط شقته في بولاق الدكرور، وأخرى داخل مخزن تابع له بالإسكندرية.

وعن تفاصيل قتل القذافي لشقيقته، أوضح أن المتهم أبلغهم هاتفيًا يوم 21 يوليو عام 2015، بوقوع خلافات زوجية بينه وبين المجني عليها وأنها قامت بسرقة 750 ألف جنيه وسرقة كروت شحن تقدر بـ 250 ألف جنيه وفرت هاربة، وأبلغهم بأنه سيقوم بالبحث عنها في كل مكان وعقب ذلك قام المتهم بغلق هاتفه المحمول وفتحه في الرابعة فجرًا.

وتابع شقيق الضحية الثالثة لـ"سفاح الجيزة"، أن المتهم ذهب إليهم في الثامنة من صباح اليوم التالي، وكان في حالة ارتباك شديدة عكس طبيعته، وعندما طلبناه بعمل محضر تغيب للمجني عليها كونه زوجها، رفض معللًا بأنه يجب عمله بعد 48 ساعة من الوقت، ولكن قمنا بالتضييق عليه إلى أن ظهرت عليه علامات الارتباك محاولًا الفرار من الكلام وبدأ الشك يحاوطنا إلى أن وافق المتهم بعمل المحضر بشرط أن يُذكر فيه بأن زوجته هربت وسرقت 250 ألف جنيه فقط لإبعاد الشك عنه من قبل الشرطة بأنه يمتلك أكثر من ذلك نظرًا لعمله صاحب مكتبات.

وأستكمل محمود زكريا، أنه عقب عمل محضر التغيب لشقيقته "فاطمة" بقسم الهرم، قام بمراقبة المتهم ولاحظه يجلس في أماكن غريبة لأوقات طويلة وعقب ذلك شاهده يستقل الموتوسيكل الخاص به وكان مرتديًا "بدلة" وذهب بها إلى أحد العقارات بشارع المستشفى وتاخر لمدة طويلة، إلى أن فؤجى بأن شقيق المتهم "صلاح فراج" يقوم بمراقبته هو الآخر لتعطيله، حينها بدأ شكه في المتهم يزيد بأنه السبب وراء اختفاء المجني عليها شقيقته.

وتابع "محمود"، أنه بعد مرور يوم طلب من المتهم الذهاب إلى القسم لمتابعة المحضر وعقب وصولهم أدركو أنه مازال البحث جاريا عن الضحية، وعقب ذلك طلب شقيق المجني عليها من المتهم الصعود إلى شقته "مسكن الزوجية" الكائن بمنطقة الهرم للاستراحة قليلا، وفور دخولهم الشقة فؤجى باختفاء "الديب فريزر" الخاص بشقيقته، وبسؤاله عنه قال إنه قام بالتبرع به "صدقة" بسبب دخوله فأر.

وأضاف شقيق المجني عليها، أنه سأل الجيران عن شقيقته، فقالت سيدة: "آخر مرة شوفتها كانت بتبكي وطلبت مني تعمل مكالمة لأهلها وبعدها كنت بسمع صوت خناقات كتير مع زوجها وهو كان بيكتم صوت صراخها، وبعد كام يوم شوفت زوجها و8 رجال نازلين من العمارة ومحملين الديب فريزر"، مؤكدا أن الشك في المتهم بدأ يتحول وقتها ليقين.

وقال محمود، إنه ذهب وعمل محضرا آخر في قسم الشرطة واتهم "القذافي" زوج شقيقته بأنه السبب وراء اختفائها وقتلها، كما اكتشف ورود رسائل هاتفية له من هاتف شقيقته المجني عليها وغلقه عقب ذلك، وبعمل متابعة على الهاتف اكتشف أن هاتف شقيقته وهاتف زوجها المتهم موجودين في نفس المكان وأنه وراء إرسال تلك الرسائل لإبعاد الشبهة الجنائية عنه، وبعدها ألقى القبض عليه ولكن لم تستدل التحقيقات على شيء لإنكاره أمام النيابة وأخلى سبيله، وبعد مرور 5 أيام اتصل عليه القذافي وقال إنه وجد زوجته "فاطمة" بجوار محطة مترو البحوث، وفور وصولهم وجدوه بمفرده فأخبرهم أنها قامت بضربه وهربت.

وتابع محمود: بعد مرور فترة اختفى القذافي واكتشفنا أنه كان يتردد على منزل صديقه "المهندس رضا" الضحية التانية ببولاق الدكرور، وهو المنزل الذي حوله القذافي لـ"مقبرة" ودفن فيه زوجته "فاطمة زكريا" بعد قتلها بالسم ووضعها داخل "ديب فريزر".

النيابة تُسلم رفات أحد ضحايا سفاح الجيزة لذويه

وبعد مواصلة 25 يوما من التحقيقات الموسعة في القضية، أمرت نيابة الهرم، بتسليم رفات المهندس رضا عبد اللطيف، أحد ضحايا سفاح الجيزة إلى ذويه بعد ظهور نتيجة تحليل الحمض النووي DNA، والتي تطابقت مع العينة التي أخذت من أسرته، وصرحت بدفن الهيكل العظمي للضحية عقب ارفاق تقرير الطب الشرعي لملف القضية.

كما تسلمت أسرة الضحية الثانية لسفاح الجيزة رفاتها بعد تسلمه من مصلحة الطب الشرعي تنفيذا لقرار النيابة العامة بالتصريح بالدفن، وذلك عقب ورود نتيجة تحليل البصمة الوراثية لأسرة الضحية "زوجة السفاح".

وتسلمت أسرة الضحية فاطمة زكريا، ما تبقى من جثتها من عظام ورفات وقامت بدفنها بمقابر الأسرة في 6 أكتوبر بعد 5 سنوات من مقتلها على يد زوجها قذافي فراج الشهير ب "سفاح الجيزة"، وقبلها بأيام أمرت نيابة الهرم أمرت بإعادة إجراء تحليل DNA لأهالي 2 من ضحايا سفاح الجيزة بعد ضعف نتيجة العينة الأولى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً