معاناة وعناء وغلاء يصاحبه سقم ومرض ووباء، تاركًا وراءه دارًا وبلدًا وزوجة وأبناء.. هذا هو حال العديد من أهالي سوهاج المغتربين الذين هجروا منازلهم وبلدهم تاركين أبنائهم وأهليهم إلى دول الخارج من أجل توفير لقمة العيش، ليواجهون سرابًا ومصيرا مجهولا.
قال ربيع محمد، 35 عامًا، يقيم جنوب محافظة سوهاج، إنه "منذ عام وحالنا سيئ للغاية، وهذا حالنا في الكثير في الدول الخليجيه على وجه الخصوص، ويأتي ذلك بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أدى إلى تدهور الحياة الاقتصادية لدينا، وزيادة الأعباء والمشاكل على كاهلنا".
وأضاف مالك خالد، يعمل في دولة الكويت الشقيقة: "جئت منذ 5 أشهر من دولة الكويت بعد معاناة هناك من الحظر وغلق المحلات والكثير من الشركات، ما أدى إلى توقف الحال حيث لم أعمل هناك إلا القليل، فلم أجد أمان إلا بالعودة إلى وطني، وقمت بحجز تذكرة طيران بأسعار مرتفعة وعندما تواجدنا محل اقامتنا جنوب محافظة سوهاج وجدنا الحال هنا اسوأ وسيئ للغاية لا عمل ولا شغل".
وأشار سيد عبد الله، يعمل في إحدى الدول الخليجية: "أزمة كورونا أهلكتنا ماديًا، حيث إننا فوجئنا بها والأضرار التي سببتها لنا، ولم نكن نستعد لها ماديًا فجاء الوباء ليدمر كل حياتنا، إحنا معملناش حسابنا في الفلوس وفي المصاريف، وأغلبنا استلف فلوس اللي عشان يجي من بره واللي استلف عشان يسافر، فأصبح الحال في قريتنا كما في غربتنا".
بينما قال خالد وليد، يقيم بدائرة مركز المراغة شمال محافظة سوهاج: "لقد كنت في دولة الكويت وقدِمت إلى بلدي سوهاج، توقف الطيران إلى مصر ومُنع السفر ذهابًا وإيابًا، فمكثت هنا عدة أشهر حتى استُنفذت جميع أموالي، ولم يتبقى شيء، وعندما فُتح الطيران عبر دولة أخرى (الترانزيت)، وعلمت أن تكلفة السفر تقرب 40 ألف جنيه، ولم يتبقى معي مالا، والإقامة أوشكت على الانتهاء ما اضطررت ببيع المواشي بالمنزل، واستلاف بعض المال أيضًا لتكملة تكلفة السفر".