اعلان

تحقيق أميركي يكشف حقائق جديدة حول تسريب كورونا من مختبر

فيروس كورونا
فيروس كورونا
كتب : سها صلاح

أثار تحقيق أميركي، يتعلق بمنشأ فيروس كورونا المخاوف من أن الوباء، الذي أسفر عن جائحة عالمية أودت بحياة أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم وإصابة ما يقرب من 200 مليون شخص، ربما نشأ عن فيروس معدل وراثياً تسرب من معهد ووهان لعلم الفيروسات، المدينة الصينية التي تم اكتشاف المرض فيها للمرة الأولى في ديسمبر 2019.

وبحسب صحف أميركية، أصدر العضو الجمهوري بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، التقرير الثالث في نتائج تحقيق يتعلق بأصل فيروس كورونا وأخطاء بكين في تنبيه العالم إلى مخاطر الوباء. وهو التحقيق الذي يسير بالتوازي مع الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والمجتمع الدولي لتحديد أصول تفشي الوباء الذي أضر بالاستقرار العالمي.

بحوث اكتساب الوظيفة

ويثير التقرير المخاوف من أن العلماء في مختبر ووهان، بمن فيهم باحثون أميركيون، لديهم القدرة على تعديل الفيروسات وراثياً من دون ترك أي أثر لما تم العبث به. ويستشهد في هذا الصدد بأن 'العالم الأميركي، رالف باريك، قام عام 2005 بتطوير طريقة لعدم ترك أي أثر للتعديل الجيني' ويضيف التقرير إنه 'في وقت مبكر من عام 2017، كان العلماء في مختبر ووهان قادرين على فعل الشيء نفسه، ويوضح هذا أن ادعاءات المجتمع العلمي بأن فيروس سارس-CoV-2 لا يمكن أن يكون من صنع الإنسان لأنه لا يحتوي على علامات تعديل جيني، هي مزاعم مخادعة'.

كما يستشهد بمقابلة أجراها باريك عام 2020 لمحطة تلفزيونية إيطالية، قال خلالها إنه 'يمكنك هندسة الفيروس من دون ترك أي أثر. ومع ذلك، لا يمكن العثور على الإجابات التي تبحث عنها إلا في أرشيفات مختبر ووهان'.

'اكتساب الوظيفة' هي نوع من البحوث الاستباقية تجعل الفيروس أكثر فتكاً أو عدوى بهدف إعداد تدابير للوقاية من الوباء المحتمل عنه حال تطوره بشكل طبيعي.

ووثقت برقيات مسربة تتعلق بوزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2018، أن الدبلوماسيين الأميركيين أثاروا مخاوف بشأن السلامة والإدارة في مختبر ووهان. ووفقاً للمراسلات التي كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' عن محتواها للمرة الأولى في أبريل 2020، فإنه بعد عدة زيارات إلى المختبر قام بها دبلوماسي أميركي وآخر علمي في سفارة الولايات المتحدة لدى بكين مطلع 2018، بدأ المسؤولون يشعرون بالقلق بشأن سلامة الأبحاث، وبعثوا باثنين من المراسلات الحساسة إلى واشنطن لطلب المساعدة للمختبر لتشديد بروتوكولات السلامة الخاصة به، حيث كان الباحثون في المعهد يتلقون بالفعل الدعم من مختبر غالفستون الوطني بجامعة تكساس ومنظمات أميركية أخرى.

وبحسب إحدى المراسلات التي كتبها اثنان من مسؤولي قسم البيئة والعلوم والصحة في السفارة بتاريخ 19 يناير 2018، فإنه 'خلال الحديث مع العلماء في المختبر، لاحظ الدبلوماسيون الأميركيون أن المعمل الجديد يعاني من نقص خطير في الفنيين المدربين والمحققين اللازمين لتشغيل هذا المختبر عالي الاحتواء، بأمان'. وحذرت البرقية الأولى من أن العمل على أبحاث الفيروسات التاجية في الخفاش واحتمالات انتقالها إلى الإنسان تشكل خطر اندلاع وباء جديد يشبه 'سارس'.

وقال ماكول: 'نحن نعلم أن أبحاث اكتساب الوظيفة كانت تجري في مختبر ووهان ونعلم أنه تم إجراؤها في ظروف غير آمنة'.

كما يثير التقرير الجمهوري القلق بشأن أعمال الصيانة والتجديد التي أجريت في معهد ووهان لعلم الفيروسات والمختبر المجاور، مختبر ووهان الوطني للسلامة البيولوجية، ونظام معالجة النفايات الخطرة وأنظمة تكييف الهواء أثناء إجراء البحوث على فيروسات كورونا. وقدم المحققون أيضاً جدولاً زمنياً بديلاً لتفشي الفيروس، مما يشير إلى أن الحالات الأولى حدثت في أغسطس (آب) أو سبتمبر (أيلول) من عام 2019، وليس منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، كما اشارت تقارير سابقة.

معاقبة المتورطين

وإلى جانب إصدار التقرير، دعا النائب الجمهوري أعضاء الكونغرس لتمرير تشريع يعاقب العلماء في مختبر ووهان ومسؤولي الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذين كانوا مصممين على عرقلة جهود الاستجابة للوباء بسرعة وفعالية. كما دعا ماكول لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إلى استدعاء بيتر دازاك، العالم الأميركي الذي خضع للتدقيق لعلاقته بمختبر ووهان ومشاركته في نشر رسالة مفتوحة في، فبراير (شباط) 2020، رفض فيها نظرية المختبر باعتبارها كراهية للأجانب تشغل العالم عن التعامل مع الوباء.

وقال ماكول: 'حان الوقت الآن لاستخدام جميع الأدوات التي يتعين على الحكومة الأميركية استخدامها في اكتشاف الحقيقة الكاملة لكيفية ظهور هذا الفيروس'. مضيفاً أن 'هذا يشمل استدعاء بيتر دازاك للمثول أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب للإجابة على العديد من الأسئلة التي أثارتها تصريحاته 'غير المتسقة'، وفي بعض الحالات 'غير دقيقة عن قصد'. ويشمل أيضاً تمرير الكونغرس تشريع لمعاقبة العلماء في معهد ووهان لعلم الفيروسات ومسؤولي الحزب الشيوعي الصيني الذين شاركوا في هذا التستر. لقد كان هذا أكبر غطاء على الإطلاق وتسبب في وفاة أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم، ويجب تحميل الناس المسؤولية'.

وتقول صحيفة 'ذا هيل' إن المدافعين عن الصحة العامة الذين يدعمون الجهود المبذولة لتحديد أصل الفيروس، يرون أن مثل هذا النوع من التحقيقات ضروري في اتخاذ خطوات لتقليل خطر حدوث جائحة أخرى. وتضيف أن خبراء الأمن القومي أثاروا أيضاً مسألة رد الولايات المتحدة على امتناع الصين عن تنبيه المجتمع الدولي بسرعة بشأن تفشي الفيروس وعرقلتها التحقيق في أصوله.

وقال الزميل البارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أنتوني روجيرو، في تعليقات للصحيفة، إن إدارة بايدن استخدمت بالفعل - من خلال منظمة الصحة العالمية ومجموعة الدول السبع ودول أخرى - الدبلوماسية وحاولت حث الصين على التعاون، وهو ما لم تستجيب له بكين، قائلاً 'لقد قدموا لنا إجابتهم، وإجابتهم هي لا'، وأضاف 'ماذا بعد؟ لم توضح إدارة بايدن كيف ستجبر الصين على التعاون ومن ثم إذا لم تتعاون، فما الذي ستفعله حيال ذلك. علاوة على ذلك، لم يشرحوا حقاً كيف تتناسب هذه المشكلة مع العلاقة الأكبر بين الولايات المتحدة والصين'.

الصين ترفض التسييس

وفي يوليو الماضي، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن التحقيقات في أصول جائحة 'كوفيد-19' في الصين تواجه العراقيل بسبب نقص البيانات الأولية عن بدايات انتشار الفيروس هناك. وقدمت المنظمة مقترحاً لبكين، يتضمن إجراء مرحلة ثانية من الدراسات حول أصوله، على أن يشمل ذلك عمليات تدقيق في أنشطة مختبرات صينية والأسواق في مدينة ووهان، وطالبت السلطات بالتحلي بالشفافية.

لكن الصين نددت بمقترح منظمة الصحة العالمية، واعتبر نائب وزير الصحة زنغ يشين، أن الخطة تنم عن 'عدم احترام' و'غطرسة إزاء العلم'. وكرر المسؤول الصيني موقف بلاده أن بعض البيانات لا يمكن تقديمها بالكامل بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية. وأضاف أن الصين تعارض 'تسييس القضية'.

وجددت الصين هجومها على الولايات المتحدة في هذا الصدد، الأسبوع الماضي، عندما تحدث وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان الصينية، منتقدا علانية ما وصفه محاولة الولايات المتحدة منذ البداية بـ'تسييس الوباء'. وأضاف أن 'الولايات المتحدة ترغب في التخلي عن مسؤوليتها عن استجابتها الفاشلة للوباء وتحقيق الغرض السياسي المتمثل في تشويه سمعة البلدان الأخرى وقمعها'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً