نبيل نعيم اسم قد لا يعرفه كثيرون,، ولكنه معروف لجميع الجهاديين الإسلاميين علي مستوي العالم، قضي كل عمره في سجون والمعتقلات، ارتبط اسمه بأحداث مهمة ومثيرة، بداية من أحداث عام1981 التي راح ضحيتها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعدد كبير من ضباط وجنود الشرطة، وكذلك كان يتم التحقيق معه في كل القضايا التي اتهم فيها التنظيم في التسعينيات.
لم يخل الحوار من التناقضات التي فرضت نفسها، بين تاريخه المسلح وتنظيمه الجهادي، وبين وجوده الآن في مصر، كان لنا معه حوار عن مايحدث الآن من عودة طالبان تارة ومحاولات الإخوان الالتفاف العودة للاندماج داخل أحزاب مصرية تارة أخرى، وفقدان الشباب القدوة الدينية بعد أن أصبحت 'بيزنس' كما وصفها ، وإليكم تفاصيل الحوار..هل تري أن مع ما يثار الآن من تصريحات متبادلة حول المصالحة بين أشخاص في السلطة وعناصر الإخوان في الخارج هل ترى أن هناك مصالحة في الأفق بين الدولة وبين الإخوان؟
يمكن أن يحدث ذلك بالفعل في حالة وجود ضغوط خارجية على الدولة، لأن الإخوان يتم رعايتهم من الخارج مثل أمريكا، يمكن أمريكا تطالب بفتح صفحة جديدة مع الإخوان ولكن الدولة سيكون لها شروط والإخوان سيوافقون عليها، مثل أنهم لا يمارسوا أي عمل سياسي، أنهم يتركوا الدعوة لفترة معينة.
اسمح لي أن اقول أن هناك دلائل على ان هناك نية لدمج احزب وقوي دينية في الساحة السياسية في المستقبل ولا لماذا الابقاء على احزاب مثل حزب النور وحزب البناء والتنمية للجماعة الإسلامية وحتى حزب الوسط والاخير معروف بأنه خرج من رحم الإخوان وحتي حزب مصر القوية المحبوس رئيسه على ذمة قضايا ارهاب؟
ممكن أن يحدث ذلك، أن تشارك تيارات دينية داخل أحزاب قائمة أو تنشئ أحزاب جديدة خارج عباءة الدين ظاهرياً، وأول هذه التيارات ستكون جماعة الإخوان حيث يمكن أن تندمج مع أحزاب علمانية لتتوارى عن الأنظار، لأن معظم السلفيين لديهم أحزاب بالفعل وترى أن الاندماج مع الأحزاب العلمانية خطأ.
والأحزاب الدينية الموجودة الآن على الساحة ماهي إلا ديكور الدولة تريد ذلك منهم فقط، لكن حزب النور قوي وله جماهيرية.
أنت هاجمت عبود الزمر في أكثر من حديث مع فضائيات ووصفته بأنه انتهازي اشرح لنا لماذا تصف رجلا قضى معظم عمره في السجن بأنه انتهازي؟ لا افهم ذلك؟
لا ليس أنت انتهازي بالمعني اللفظي، بل رؤيته السياسية خاطئة لأنه أيد الإخوان في فترة ما، فأنا كنت اعتبر هذا نوع من أنواع الانتهازية، لأننا كتنظيم جهادي نعادي الإخوان، حتي أن أيمن الظواهري له كتاب 'الحصاد المر'، كاتب به تاريخ الإخوان الأسود على مدار 60 عام.
حسنا فسر لنا كيف أن حزب مثل حزب البناء والتنمية به عضو مثل عبود الزمر شارك في قتل رئيس الجمهورية وهذه الشخصية بحكم القانون فإنه نظريا يمكن أن يصبح مرشحا محتملا للرئاسة في أي وقت ؟
عبود الزمر لديه رفض من الجيش والقوانين لا تسمح له بالترشح، فإذا رُشح للرئاسة سيتم رفضه، لأنه كان ظابطاً.
يبدو أن الولايات المتحدة في طريقها للانسحاب من سوريا بعد أن انسحبت من العراق ونلاحظ أن فصائل ترفع لافتات أصولية وجهادية تعود للواجهة مرة أخرى في سوريا.. هل ترى أن الولايات المتحدة تفسح المجال لهذه الجماعات في سوريا؟
ما لم يصدقه الجميع أن أمريكا هُزمت في أفغانستان مثل ما هُزمت روسيا في أفغانستان، الإمبراطورية البريطانية هُزمت في أفغانستان وتم قتل الجيش البريطاني عن بكرة أبيه 25 ألف جندي، لأن الذي يحارب داخل أفغانستان يحارب الجغرافيا وليس الأشخاص، وكل شعب أدرى بطبيعة بلاده، وفي سوريا أيضاً فشلت أمريكا لأن الهدف الذي دخلت من أجله سوريا ودعمت الجماعات الإرهابية والإخوان على رأسهم كانت الإطاحة بنظام الأسد، لكنهم فشلوا في ذلك، أما في العراق هم لم يفشلوا لكنهم ذبحوا العراق ودمروه وسلموه كالشاه المذبوحة لإيران، وأبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي كانوا من الجماعات الإسلامية العادية وتم دعمهم بالمال والسلاح لمواجهة الجماعات الشيعية في العراق.
وطالبان هزمت أمريكا وتستطيع سحق أي جماعات يمكن أن تجندها أمريكا مهما كانت، لأن طالبان هم 60% من الشعب الأفغاني نصفهم في أفغانستان والنصف الآخر في باكستان، و80% من ضباط ومخابرات الجيش الباكستاني في طالبان، ويتراوح عدد ميلشيات طالبان من 80ألف لـ100 ألف مقاتل لكن داعش 500 ألف مقاتل فقط.
ما الدليل على هزيمة أمريكا في أفغانستان؟
كانت مباحثات الدوحة بين طالبان وأمريكا لتأمين خروج الجيش الأمريكي حتى لا يسحق أثناء الانسحاب، حيث اشترطت طالبان على أمريكا أن يتركوا الأسلحة الثقيلة في أفغانستان وبالفعل فعلوا ذلك، وبالطبع قطر تدفع لطالبان لتوافق، الهدف من دخول أمريكا أفغانستان كان معلن ولم ننساه وهو القضاء على نظام طالبان، وبعد 20 عاماً خرجت أمريكا وطالبان هي من تحكم الآن.
هل هناك من انشق عن الحركة وانضم إلى صفوف داعش أو القاعدة؟
هذا غير صحيح، لأنهم لا يتحدثون اللغة العربية، لغتهم هى اللغة الأردية وبالتالى هم لا يعرفون كيفية التعامل مع العرب، غير أنهم يعتبرون القاعدة متطرفين، لكن لديهم قناعة أنهم يجيرون من يلجأ إليهم، ولكن غير مسموح له أن يمارس أى نشاط على أرض أفغانستان، هذا مبدأ لديهم لا يحيدون عنه، والدليل أنهم رفضوا تسليم أسامة بن لادن لأمريكا وتحملوا حرباً لمدة 20 عاماً.
هل إستراتيجية طالبان تغيرت عن 2001؟
من يسيطر على طالبان، هو أستاذ طالبان وهي المخابرات الباكستانية لذلك رأيناهم يتحدثون بشكل مختلف ينفتحون على العالم لكن بحدود عقائدهم.
ولقد عشت مع طالبان أيام الملا عمر، والحركة حالياً هى امتداد لمن عايشتهم فى الماضى هم ليسوا متطرفين ولا تكفيريين ولا هم داعش ولا هم إخوان ولا هم تنظيمات سرية، ويتصفون بالذكاء.